اخبار سوريا : الأمية في زمن الحرب: معاناة مضاعفة وعوائق تُعيق حقوق المرأة وتفاقم تهميشها


الأمية في زمن الحرب: معاناة مضاعفة وعوائق تُعيق حقوق المرأة وتفاقم تهميشها

حرمت آلاف النساء السوريات من التعليم، وبعضهن لم يلتحقن بالمدارس مطلقاً، مما أدى إلى أمية واسعة بينهن. هذه الأمية أثرت سلباً على حياتهن، وخلقت عقبات كبيرة، حرمتهن من فرص متعددة، وعرضتهن للاستغلال، خاصة في قضايا الميراث والحقوق.

مع اندلاع الحرب في سوريا، تفاقمت معاناة النساء الأميات، حيث زادت الأزمات من تحدياتهن وفاقمت آثار الأمية. فالكثيرات لم يتمكنَّ من الاستفادة من برامج الدعم أو المشاريع التنموية، وواجهن صعوبات سيتم استعراض بعضها في هذا التقرير، استناداً إلى شهادات ميدانية جُمعت خلال البحث في هذا الموضوع.

خلال سنوات الحرب والنزوح، واجهت الأميّات من النساء عائقاً جديداً أمام كسب الرزق، فحتى الوظائف البسيطة التي لا تشترط شهادات علمية – مثل وظيفة “المُستخدمة” في المدارس أو المنظمات الإغاثية – أصبحت بعيدة عن متناولهن. فمعظم هذه الفرص كانت تتطلب الحد الأدنى من مهارات القراءة والكتابة، سواءً لملء الاستمارات أو فهم التعليمات الأساسية، مما حوّل الأمية من تحدٍ تعليمي إلى حاجز عملي يحول دون تأمين أبسط مصادر الدخل.

كما فاتت النساء الأميات فرصة المشاركة في البرامج التدريبية التي تُعلن عنها عبر منصات التواصل الاجتماعي بنشرات مكتوبة، والتي كانت تُمثل لهن مصدراً مهماً للدعم المادي والنفسي، وتساعدهن على تحسين واقعهن الاقتصادي والاجتماعي.

واجهت النساء الأميات تحدياتٍ كبيرة في الحصول على المعلومات الحيوية، نظراً لعدم قدرتهن على قراءة الإرشادات الصحية أو تعليمات المساعدات الطبية والغذائية المقدمة من المنظمات والجهات الرسمية. مما أدى إلى تفاقم معاناتهن وحرمانهن من هذه الخدمات الأساسية.

ومع انتشار الأمراض في أماكن النزوح خاصة في المخيمات التي عانت من ضعف الرعاية الصحية وكانت في مناطق نائية، وانتشار الأمراض واجهت الأمهات الأميّات صعوبة قراءة التعليمات الطبية أو جرعات الأدوية، خاصة في ظل نقص الخدمات الصحية واعتماد الكثيرين على التوجيه الذاتي.
عانت النساء من صعوبة فهم حملات التوعية الصحية، مثل تلك المتعلقة بالأمراض المنتشرة في النزوح والصحة الإنجابية، مما زاد من تحدياتهن. في الوقت نفسه، تزيد الأمية من مخاطر الاستغلال، حيث تفتقر النساء إلى معرفة حقوقهن أو كيفية الإبلاغ عن الانتهاكات.

كما اضطرت النساء الأميات إلى الاعتماد الكامل على الآخرين – سواء من الجيران أو الأقارب – لقراءة المستندات المهمة وفك رموزها، بدءاً من الوصفات الطبية وحتى الرسائل الواردة عبر تطبيقات المراسلة مثل واتساب. وقد تفاقمت هذه المعضلة عندما كان الأبناء أنفسهم عاجزين عن القراءة، مما جعلهن أكثر عرضة للتبعية والتهميش.

يدعو مراقبون إلى إطلاق حملات لمحو الأمية في المناطق السورية، تشمل دورات تعليمية مجانية تستهدف الأميين، مع توفير حوافز مادية أو عينية بسيطة لتحفيزهم على الانتظام في الحضور. يأتي ذلك في إطار معالجة واحدة من أبرز نقاط الضعف التي تعيق تطور الأفراد والمجتمعات.

ويرى المختصون أن هذه الخطوة لن تقتصر على تعليم القراءة والكتابة فحسب، بل ستكون بوابة لتمكين المستفيدين اجتماعياً واقتصادياً، خاصة إذا رُبطت هذه البرامج بمهارات حياتية أو مهنية تزيد من فرصهم في سوق العمل.

تُشكّل الأمية عقبة كبرى تحول دون تمكين النساء من ممارسة أبسط أنشطتهن اليومية بيسر، بل وتجعلهن أكثر عرضة للمخاطر والاستغلال. وقد تفاقمت هذه المعاناة في خضم الحرب التي عصفت بالبلاد، حيث زادت الظروف القاسية من تعقيد التحديات، وجعلت من القراءة والكتابة أدواتٍ للنجاة لا للرفاهية. 

ولا يقتصر تأثير الأمية على الجانب التعليمي فحسب، بل يمتد ليشكل حاجزاً أمام الحصول على الخدمات الصحية، والفرص الاقتصادية، وحتى المشاركة المجتمعية. مما يجعل معالجتها أولويةً إنسانيةً واجتماعيةً ملحّة، لتمكين هذه الفئة من استعادة حقوقها وبناء مستقبل أكثر إشراقاً.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة شام الإخبارية , ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت وانما تم نقله بمحتواه كما هو من موقع شام الإخبارية ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة على المصدر السابق ذكرة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى