اخبار سوريا : استجابةً لاعتراضات السكان..

×
أعلنت شركة العمران للتطوير والاستثمار العقاري عن قرارها إلغاء مشروع إعادة إعمار حي القرابيص في مدينة حمص بشكل كامل، مؤكدة أن القرار جاء بعد مراجعة مستمرة للخطط الاستثمارية والاعتبارات الفنية والاجتماعية، وبما يتوافق مع تطلعات المجتمع المحلي.
وفي بيان رسمي للشركة بتاريخ 16 آب 2025، أوضحت أن المخطط العمراني لحي القرابيص كان ضمن مشروع “بوليفارد النصر“، إلا أن الشركة فضّلت سحبه بشكل نهائي استجابةً للاعتراضات المتكررة من سكان الحي، الذين طالبوا بإعادة النظر في المشروع.
وأكدت الشركة في بيانها التزامها بمواصلة تنفيذ باقي المشاريع المدرجة ضمن المخطط ذاته، وفق الجداول الزمنية الموضوعة والخطط المعتمدة مسبقاً، مشددة على أن الهدف يبقى تقديم حلول عمرانية متكاملة تدعم التنمية الحضرية في مدينة حمص.
ولاقى قرار إلغاء المشروع أصداءً واسعة بين النشطاء والمهتمين بالشأن المحلي، حيث وصف بعضهم ما جرى في حمص بأنه “خطوة ترفع لها القبعة”، معتبرين أن الأهم ليس في تفاصيل المشروع أو مدى عدالته، بل في حقيقة أن أهالي حي القرابيص أثبتوا أنهم أصحاب الكلمة الفصل.
وأشار هؤلاء إلى أن الأهالي رفضوا مشروع الاستثمار الذي كانت ترعاه المحافظة، ورغم محاولات إقناعهم بالمضي فيه، فإن إصرارهم دفع الجهات الرسمية والشركة المنفذة إلى النزول عند رغبتهم.
ويعد هذا التطور، وفق مراقبين، تحوّلاً لافتاً في التعامل مع ملف إعادة الإعمار، إذ يعكس احترام رأي المجتمع المحلي ومنح الأهالي مساحة فعلية للتأثير في القرارات المصيرية. ويرى متابعون أن التجربة قد تشكّل سابقة يمكن أن تُبنى عليها خطوات مماثلة في أحياء أخرى من المدينة، بما يعزز مفهوم الشراكة بين المواطنين والجهات المنفذة في رسم مستقبل المدن السورية.
وكانت أفادت مصادر محلية بأنّ شركة “العمران”، للتطوير والاستثمار العقاري الكويتية تعتزم إلغاء فكرة إعادة الإعمار في حي القرابيص ضمن مشروع “بوليفارد النصر” في مدينة حمص، بعد رفض السكان للعروض المقدمة، ومن المتوقع أن يقتصر المشروع على المصابغ وسوق الهال وحديقة الشعب فقط.
وخلال الأيام الأخيرة شهد حي القرابيص في محافظة حمص احتجاجات واسعة من قبل العشرات من السكان الذين طالبوا بإيقاف المشروع وإلغاء قرار تجميد المعاملات العقارية المتعلقة بالحي، ورفعوا لافتات كتب عليها “القرابيص ما موافقين.. بوليفارد مرفوض”، وغيرها من الشعارات الرافضة للمشروع.
بالمقابل صرح معاون محافظ حمص للشؤون الإعلامية، “سالم أبو السعود”، أن المشروع لا يستهدف تهجير السكان، مشدداً على أن “بوليفارد النصر” يختلف عن مشاريع سابقة في سوريا، إذ يتيح للأهالي الانتقال مباشرة إلى المساكن الجديدة بعد استكمال بنائها ضمن الحي نفسه.
وأوضح أن الفكرة تقوم على البدء ببناء كتلتين رئيسيتين في سوق الهال والمصابغ، مع وضع المحافظة آليات تعويض واضحة تضمن حقوق الأهالي سواء اختاروا البقاء في منازلهم أو الانتقال إلى المساكن الجديدة ضمن الحي.
وأشار إلى أن الضغوط التي مارسها الأهالي دفعت الشركة إلى الاكتفاء حالياً بالمصابغ وسوق الهال، مستبعدة حي القرابيص من المشروع مباشرة لتفادي أي تعقيدات قد تؤخر التنفيذ، مؤكداً حرص المحافظة على أن تكون التعويضات مجزية ولصالح الأهالي.
وفي وقت سابق أكد محافظ حمص الدكتور “عبد الرحمن الأعمى”، أن تنفيذ المشروع في حي القرابيص سيكون مرتبطاً بالاتفاق مع أغلبية الأهالي، مع وضع آليات تعويض عادلة وشفافة، على أن يتم اتخاذ القرار خلال ثلاثة أشهر كحد أقصى.
وأشار إلى أن المشروع يتضمن إنشاء منتزه عام بمساحة 350 ألف متر مربع يتضمن مسطحات خضراء ومائية وملاعب، وسيكون جزءاً من مخطط تنظيمي جديد يشمل إعادة تأهيل 13 حيّاً متضرراً في المدينة.
وخلال المؤتمر الصحفي الخاص بالمشروع، نوه رئيس مجلس المدينة أن الدراسة المبدئية للمشروع انتهت وسيتم إعادة هيكلة المخططات وفق الملكيات العامة والخاصة، على أن ينفذ المشروع على مراحل تبدأ من حي القرابيص وصولاً إلى بقية الأحياء المدمرة ليستفيد منه جميع الأهالي العائدين.
وأوضح أن المشروع يستهدف الفئات المتضررة بشكل رئيس، ويبدأ في المناطق المدمرة على أن يشمل كافة السكان لاحقاً أما بالنسبة للتعويضات، فأشار مكتب الاستملاك إلى أن أغلب مالكي العقارات تم تعويضهم، بينما بقيت بعض التعويضات محوّلة عبر البنك ولم يستلمها أصحابها بعد، مؤكداً أن الحديقة الواقعة ضمن نطاق المشروع ستبقى متنفساً حضرياً لأهالي حمص دون أي تحويل للبناء.
وفي بيان صادر عن محافظة حمص الأربعاء في 6 آب/ أغسطس الجاري ذكرت أن شروع بوليفارد النصر ليس مشروعًا معزولا أو نهائيًا، بل هو جزء من سلسلة مشاريع نقطية تمهد لإطلاق مخطط توجيهي شامل لمحافظة حمص يشمل جميع المناطق المتضررة، وفق رؤية عمرانية وإنسانية شاملة.
وأكدت أن نجاح أي مشروع مرهون بدعم الأهالي ومشاركتهم الفاعلة، وعليه، سيتم خلال الآيام المقبلة عقد لقاءات مع أهالي حي القرابيص لشرح تفاصيل المشروع، والاستماع لملاحظاتهم، وتوضيح آليات التعويض والتخطيط بشكل مباشر وشفاف كما سيتم تشكيل لجان محلية تمثل الأهالي لمواكبة مراحل المشروع خطوة بخطوة، والتأكد من أن كل قرار يتخذ يتم بمشاركتهم.
هذا ويرتبط تاريخ المشروع بمحاولات سابقة لإحيائه، فقد قام نظام حافظ الأسد في ثمانينيات القرن الماضي بالاستملاك تحت اسم “حديقة الشعب”، وأعيد لاحقاً في التسعينيات بالحجز على أملاك بساتين القرابيص، فيما أعاد المحافظ السابق إياد غزال المشروع عام 2005 تحت اسم “حلم حمص الكبير”، ما دفع الأهالي إلى احتجاجات مستمرة قوبلت بالقمع، واستمرت حتى انطلاق الثورة السورية عام 2011.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة شام الإخبارية , ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت وانما تم نقله بمحتواه كما هو من موقع شام الإخبارية ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة على المصدر السابق ذكرة.