اخبار سوريا : إيكاد ترصد تسلسل مجزرة مستشفى السويداء: تحقيق زمني ومكاني يفنّد الروايات المتداولة

×
قدّمت منصة “إيكاد فاكتس” المتخصصة في تحليل المحتوى الرقمي والتحقق من صحته، تحقيقًا تفصيليًا بالأدلة البصرية والتسلسل الزمني للأحداث التي سبقت ورافقت المجزرة الدامية التي شهدها المستشفى الوطني في محافظة السويداء يوم 16 تموز/يوليو 2025، وذلك في ظل اتهامات متضاربة وادعاءات متصاعدة حمّلت مسؤولية المجزرة إما للفصائل الدرزية المسلحة أو لعناصر الأمن السوري، وسط تداول واسع من حسابات معادية لسوريا لمحتوى يوثّق الحادثة على نحو مضلّل.
مرحلة ما قبل المجزرة: تمهيد درزي للسيطرة على محيط المستشفى
بدأ فريق “إيكاد” تحقيقه انطلاقًا من يوم 15 تموز، أي قبل يوم واحد من المجزرة، معتمدًا على تحليل عشرات المقاطع المصوّرة التي جرى توثيقها ونشرها من قبل فصائل درزية مسلحة، وناشطين محليين في المنطقة، وأكدت هذه المواد أنّ الفصائل كانت بصدد التحرك عسكريًا في المنطقة التي تضم المستشفى.
في تمام الساعة 5:06 مساءً بتوقيت سوريا، جرى تداول مقطع يظهر فيه مقاتلون دروز وهم يعلنون صراحة سيطرتهم على عدد من أحياء محافظة السويداء، ويتحدث أحدهم في التسجيل قائلاً: “ذاهبون لسحق عناصر الأمن”، في إشارة إلى العناصر الحكومية المتحصنة في المستشفى الوطني. ووفقًا للتحليل الجغرافي الذي أجرته المنصة، تم تحديد موقع التصوير بدقة، حيث تبين أنه يقع على بعد 220 مترًا فقط من بوابة المستشفى.
وفي الساعة 6:37 مساءً من اليوم ذاته، نشرت صفحة “وحيد يزبك” مقطعًا آخر لمقاتل درزي يتحدث عن “تحرير المدينة”، واتضح أنه صُوّر أمام فندق السياحة الواقع على بعد 1.4 كم من المستشفى، ما يعكس اتساع نطاق الانتشار الميداني للفصائل.
لاحقًا، نشرت صفحة “أخبار السويداء” تسجيلاً مصورًا لعناصر درزية وهم يقتحمون مبنى قيادة شرطة السويداء، القريب من الفندق ذاته وعلى مسافة نحو 2 كم من المستشفى، ما يعادل خمس دقائق بالسيارة أو عشرين دقيقة سيرًا على الأقدام، وهو ما يعكس إحكام السيطرة على البنى الأمنية في المنطقة المحيطة.
وفي الساعة 7:53 مساءً، نشر المقاتل الدرزي “مأمون عدوان” مقطعًا صُوِّر من أمام مدخل المستشفى الوطني، وتبيّن من خلال لافتة ظهرت في خلفية المشهد كُتب عليها “مدخل قسم التوليد من البوابة الجنوبية”، ما يثبت وصول الفصائل فعليًا إلى محيط المستشفى واستعدادهم للهجوم عليه.
خلاصة أحداث 15 تموز: سيطرة تدريجية وتطويق للمستشفى
توصل التحقيق إلى أن نهاية يوم 15 تموز كانت قد شهدت بسط الفصائل المسلحة الدرزية سيطرتها الكاملة على الشارع الممتد من فندق السياحة شمالًا وحتى متجر “الزاوية الخضراء” جنوبًا، وهو الشارع المؤدي مباشرة إلى المستشفى الوطني، مع تأكيدات متكررة من عناصر هذه الفصائل عبر تسجيلاتهم المصورة بأنهم حاصروا عناصر الأمن العام المتواجدين داخل المستشفى، وسط نوايا معلنة لتصفيتهم.
16 تموز: يوم المجزرة وسقوط المستشفى
في اليوم التالي، وتحديدًا عند الساعة 12:20 ظهرًا، نشرت صفحة “المحور السوري 24” مقطعًا مصورًا يظهر تنفيذ فصيل درزي لهجوم مباشر على المستشفى الوطني، وهو المقطع الذي مثّل الإعلان الأول عن بدء الاقتحام الفعلي للمنشأة.
وفي فترة ما بعد الظهر، أدلى الشيخ الدرزي “مروان قيوان” بتصريح صحفي أكد فيه نجاح المقاتلين في “القضاء على العناصر الأمنية” داخل المستشفى، واصفًا إياهم بأنهم “إرهابيون ودواعش البغدادي”، في لغة تحريضية تُشرعن عملية القتل الجماعي التي وقعت.
وبحسب التسلسل الزمني، فقد بدأت نداءات استغاثة بالانتشار على نطاق واسع داخل محافظة السويداء اعتبارًا من الساعة 3:14 عصرًا، بالتزامن مع بيان رسمي صادر عن وزارة الدفاع السورية نُشر عبر وكالة سانا، أكّد وجود مسلحين يتحصنون داخل المستشفى ويستخدمونه منصة لإطلاق النار على القوات الحكومية، فيما جددت الوزارة دعوتها لتحييد المستشفى والسماح بدخول الطواقم الطبية.
وبعد الساعة 4:00 مساءً، أعلنت حسابات سورية محلية عن تمكّن القوات الحكومية من استعادة السيطرة على المستشفى وملاحقة فصائل مسلحة تابعة لما عُرف بـ”الحجري”.
وفي تمام الساعة 7:42 مساءً، بدأ تداول مقاطع مرعبة تُظهر جثثًا متكدّسة داخل المستشفى، بعضها يرتدي لباس عناصر الأمن السوري، وبعضها الآخر لمدنيين. وقد أكدت وزارة الصحة السورية هذه المعلومات، مشيرة إلى العثور على عشرات الجثث داخل المستشفى، في حصيلة وصفتها بـ”المجزرة”، لافتة إلى أن بعض الضحايا كانوا من الطاقم المدني.
خلاصات التحقيق الرقمي: توثيق دقيق وتفنيد للروايات الكاذبة
توصل فريق “إيكاد” إلى استنتاجات قائمة على التوثيق الزمني والمكاني والفيديوهات المنشورة، وأبرزها: أن الفصائل الدرزية المسلحة كانت قد طوقت المستشفى في اليوم السابق للمجزرة، وتحدثت صراحة عن نيتها تصفية من بداخله، وأن عملية الاقتحام بدأت ظهر يوم 16 تموز، وانتهت بإعلان السيطرة على المستشفى وتصفيه العناصر الحكومية المتحصنة فيه.
أيضا، أن الحكومة السورية استعادت لاحقًا السيطرة على المنشأة الطبية، لتكتشف وقوع مجزرة راح ضحيتها مدنيون وعسكريون، وفق بيانات رسمية، ولفتت إلى أن آلاف الحسابات على منصات التواصل الاجتماعي المعادية لسوريا، سعت إلى تحميل الحكومة مسؤولية المجزرة، متجاهلة التسلسل الموثق الذي يثبت أن الفصائل الدرزية كانت المبادرة بالهجوم والقتل.
خاتمة: مسؤولية موثقة وتضليل رقمي ممنهج
يؤكد هذا التحقيق الرقمي الذي أجرته “إيكاد فاكتس” أن تحميل الحكومة السورية مسؤولية مجزرة المستشفى الوطني في السويداء يفتقر إلى المصداقية، بل يتعارض مع الوقائع الميدانية المسجلة، التي تُظهر بوضوح أن الفصائل المسلحة هي من بادرت بالهجوم وأعلنت صراحة مسؤوليتها عن تصفية عناصر الأمن، لتتكشّف لاحقًا المذبحة الجماعية داخل أحد أهم المرافق الطبية في المحافظة.
سوريا
مجزرة المشفى الوطني في السويداء
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة شام الإخبارية , ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت وانما تم نقله بمحتواه كما هو من موقع شام الإخبارية ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة على المصدر السابق ذكرة.