اخبار سوريا : أيلول بين العودة إلى المدرسة وتجهيز المؤونة: أعباء مالية تضغط على الأسر السورية


أيلول بين العودة إلى المدرسة وتجهيز المؤونة: أعباء مالية تضغط على الأسر السورية

لطالما استقبل السوريون شهر أيلول/سبتمبر بفرح ومحبة، إذ يمثل هذا الشهر بداية الاستعدادات للسنة الدراسية الجديدة. يبدأ الأهالي بشراء المستلزمات المدرسية لأبنائهم، مثل الحقائب والدفاتر والملابس الجديدة، وغيرها من التجهيزات الضرورية.

في الوقت ذاته، تنشغل النساء بتحضير المؤونة الشتوية للعائلة، مثل حفر الباذنجان، وتجهيز الملوخية، واللبن المطبوخ، واللبنة، والمربيات والمخللات بأنواعها، وغيرها من الأصناف التي اعتادت الأسر على تناولها خلال فصل الشتاء.

الضغوط الاقتصادية وأثرها على الأسر
خلال السنوات العشر الماضية، عانت معظم الأسر من ضغوط اقتصادية انعكست على حياتها اليومية نتيجة تراكم آثار الحرب والنزوح وفقدان المعيل، إضافة إلى فقدان الموارد بسبب القصف والهجرة. أدت هذه العوامل إلى تدهور الأوضاع المعيشية بشكل ملحوظ، مضاعفة الصعوبات في تأمين الاحتياجات الأساسية.

وأشار برنامج الأمم المتحدة الإنمائي إلى أن نحو تسعة من كل عشرة سكان في سوريا يعيشون تحت خط الفقر، فيما يعاني واحد من كل أربعة أشخاص من البطالة. ورغم ذلك، يرى البرنامج أن الاقتصاد السوري قد يتمكن من استعادة مستواه الذي كان عليه قبل الصراع خلال عشر سنوات، في حال تحقق نمو اقتصادي قوي ومستدام.

تقول عائشة محمد، نازحة من ريف إدلب، وهي أم لأربعة أطفال: “خلال هذا الشهر، توجب على أن أشتري التجهيزات المدرسية لابنتيّ، وفي الوقت ذاته، هناك أصناف معينة من المؤونة يجب أن أعدّها، لكن أجر زوجي كعامل يومية بالكاد يكفي لشراء الاحتياجات الأساسية اليومية”.

في هذه الحالة، تضطر عائشة كغيرها من ٱلاف الأشخاص الذين يعانون من الفقر، إلى استدانة المال من الآخرين حتى تستطيع تلبية احتياجات المنزلية والأخرى التعليمية، أو اختصار أشياء معينة حتى يتسطيعون تأمين الأخرى الأكثر أهمية.

صعوبة تأمين المستلزمات الدراسية
خلال حديثنا مع بعض الطلاب، أكدوا لنا أنهم كانوا يشعرون بالضغط النفسي عندما يرون أهاليهم منشغلين بالحسابات والقلق يسيطر عليهم، وهم يتساءلون كيف سيؤمّنون ثمن الاحتياجات المدرسية لهم.

لذلك، لجأ البعض منهم يلجأون إلى إعادة ارتداء الملابس القديمة التي استخدموها في العام الدراسي السابق، واستخدام الحقيبة الدراسية نفسها، وتأمين كتب مستعملة من أصدقائهم أو من أقاربهم، في محاولة منهم لتخفيف الأعباء عن عوائلهم.

وقالت سناء اليوسف، معلمة في المرحلة الثانوية:”خلال عملي في مهنة التدريس، وتحديداً في السنوات الأخيرة، لاحظت أن كثيراً من الطلاب لا يكونون قد جهّزوا كامل مستلزماتهم الدراسية مع بداية العام، فبعضهم يستخدم دفتراً واحداً لمادتين أو أكثر، لعدم قدرتهم على شراء دفاتر إضافية، كنت أقدّر وضعهم، لأنني أُدرك حجم الضغوط المادية التي تعيشها أسرهم”.

وبحسب سيدات تحدثنا معهن، انعكست الضغوط المادية انعكست على صناعة المؤونة المنزلية، فقد اضطرت النسوة في هذه الحالة إلى تقليل كمية هذه الأصناف، فمثلاً بدلاً من صنع أربع مطربانات مكدوس، يصنعن واحدة فقط، ومنهن اختصرت بعض الأصناف بالكامل، بسبب عدم القدرة على تأمين المواد اللازمة.

ضرورة دعم الأسر المحتاجة
يرى مراقبون أن هناك حاجة ملحة لدعم الأسر الفقيرة لتأمين المستلزمات الدراسية والمؤونة الشتوية، عبر سياسات تخفف العبء مثل الدعم المباشر للقرطاسية وتقديم مساعدات غذائية، وتشجيع المبادرات المجتمعية لمساعدة الأسر الأكثر ضعفا.

تظلّ الضغوط المعيشية والمالية على الأسر واحدة من أبرز التحديات اليومية، وتزداد مع بداية شهر أيلول مع الاستعدادات للعام الدراسي وتجهيز المؤونة الشتوية، ما يجعل الدعم والمبادرات المجتمعية أمراً ضرورياً لتخفيف الأعباء عن العائلات.



ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة شام الإخبارية , ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت وانما تم نقله بمحتواه كما هو من موقع شام الإخبارية ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة على المصدر السابق ذكرة.

اترك تعليق

زر الذهاب إلى الأعلى