اخبار حضرموت | 17 عاماً على كارثة شبام حين غيّرت السيول وجه الأرض

(حضرموت 21) خاص 

في مثل هذه الأيام من أكتوبر قبل 17 عامًا، اجتاحت سيول مدمّرة مدينة شبام التاريخية، تاركةً وراءها جراحًا لم تندمل بعد، وذكرى محفورة في ذاكرة جنوب اليمن. ففي 24 و25 أكتوبر 2008، تسببت بقايا نظام مداري في هطول أمطار غزيرة وفيضانات مفاجئة ضربت وادي حضرموت والمهرة، وألحقت دمارًا واسعًا بمدن تاريخية مثل شبام وتريم وسيئون.

 

 

يروي شهود عيان أن المياه في مساء ذلك اليوم تشكّلت كسنام البعير، نتيجة ارتفاع المنسوب وتدفّق السيول من الأودية الغربية. ويضيفون أن من كان في قلب مدينة شبام لم يكن يرى الجانب الجنوبي منها، منطقة السحيل، ومن كان في السحيل لم يرَ شبام، وكأن المدينة انقسمت إلى عالمين منفصلين بفعل جدار مائي هائل. لقد غيّرت تلك الكارثة خارطة الأرض، وطمست مساكن بأكملها لتصبح متساوية مع التراب.

 

 

وفقًا لتقارير رسمية، قُدّر عدد الضحايا بعشرات إلى مئات، فيما دُمّرت آلاف المنازل الطينية، تاركةً نحو 25 ألف شخص بلا مأوى. بلغت الخسائر الاقتصادية نحو 1.6 مليار دولار، ما جعلها من أسوأ الكوارث الطبيعية في تاريخ جنوب اليمن.

 

 

في شبام، المدينة الطينية المدرجة على قائمة التراث العالمي، أحاطت السيول بالمآذن والأبراج، وتسببت في انهيار مبانٍ تاريخية نتيجة تشبّع الأساسات بالمياه وضعف البناء الطيني. تقارير التراث العالمي حذّرت من تهديد حقيقي لهذا الإرث المعماري الفريد.

 

 

لم تكن الأمطار وحدها السبب، بل ساهمت عوامل أخرى في تفاقم المأساة، منها تغيّر مسارات السيول، وتراكم نباتات دخيلة مثل المسكيت، وضعف البنية التحتية، وغياب أنظمة تصريف فعّالة.

 

استمر الأثر الاجتماعي والاقتصادي لسنوات، مع انقطاع الخدمات الأساسية، وتضرر آلاف المزارعين، ونزوح داخلي أثّر على التعليم والصحة. ورغم تدخلات الإغاثة، فإن التحديات السياسية واللوجستية أعاقت جهود التعافي.

 

اليوم، وبعد 17 عامًا، لا تزال شبام تروي قصتها، وتذكّر سكان جنوب اليمن والعالم بأهمية الاستعداد، وحماية الإنسان والتراث من غضب الطبيعة.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة :
حضرموت 21، ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت وإنما تم نقله بمحتواه كما هو من حضرموت 21، ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة على المصدر السابق ذكره.

اترك تعليق

زر الذهاب إلى الأعلى