اخبار حضرموت | نداء من حضرموت: أوقفوا التجنيد القبلي.. الأولوية للخدمات لا العسكرة!

(حضرموت21) خاص 

 

في خضم هذا المشهد المعقد الذي يلف بلادنا، وتحديداً محافظة حضرموت، تبرز على السطح ظاهرة مقلقة تستدعي وقفة تأمل جادة: ظهور تشكيلات عسكرية قبلية وتجنيد خارج الأطر القانونية. إن هذا المسار، الذي يُقدم أحياناً تحت ذريعة تعزيز الأمن، لا يفعل في حقيقة الأمر سوى فتح أبواب الانقسام على مصراعيها، وتهديد السلم الاجتماعي الهش، ومضاعفة الأعباء الأمنية التي تثقل كاهل المحافظة، بل وقد يخدم مصالح شخصية ضيقة على حساب المصلحة العامة لأبناء حضرموت.

 

حضرموت، بتاريخها العريق ومكانتها الاستراتيجية، تستحق منا ما هو أبعد من هذه الممارسات. إنها بحاجة ماسة إلى تماسك الصفوف، وتعزيز وحدة الكلمة، والابتعاد عن أي مظهر من مظاهر العسكرة غير المنضبطة التي لا تخدم الاستقرار ولا تدفع عجلة التنمية إلى الأمام. فالتحديات الحقيقية التي تواجه المجتمع الحضرمي اليوم ليست في إنشاء جبهات أو ألوية عسكرية جديدة، بل تكمن في كيفية تأمين الحياة اليومية للمواطن البسيط.

 

إن الأولوية القصوى يجب أن تكون لتوفير الوقود والطاقة، وضمان استمرار الخدمات الأساسية التي تتردى يوماً بعد يوم. كما أن حضرموت بحاجة ماسة للتحول من دائرة الإغاثة المستمرة إلى مسار التعافي الاقتصادي الحقيقي، وتوجيه الأنظار إليها كواحة أمن واستقرار، كبيئة جاذبة للاستثمار الداخلي والخارجي، لا كساحة لتصفية الحسابات أو فرض النفوذ.

 

من المفارقات المؤلمة أن المحافظة تعاني في الوقت ذاته من تضخم كبير في القوى العاملة ببعض القطاعات، كالتعليم، مما أثقل كاهل الموارد المحلية. هذه الموارد التي باتت شحيحة أصلاً، خاصة بعد الحصار على المحروقات التي كانت تشكل رافداً مهماً لمشاريع السلطة المحلية التنموية. فكيف يمكننا أن نقبل بإضافة أعباء تجنيد قبلي جديد على موازنة المحافظة مستقبلاً، ونحن في غنى تام عنه؟ أليس من الأجدى والأولى أن نوجه أي مبالغ مركزية إضافية نحو جوانب تنموية حقيقية تصب في صالح المحافظة وأبنائها؟

 

إن رهان حضرموت يجب أن يكون على التنمية والبناء، على تعزيز الشراكة الحقيقية بين المجتمع والسلطات، وعلى استثمار موارد المحافظة الغنية فيما يحقق الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي المنشود. إن رص الصفوف ووضع الأولويات في مسارها الصحيح هو الضمان الوحيد لتجاوز الأزمات. حضرموت، متى ما توحدت كلمتها وتضافرت جهود أبنائها، قادرة على مواجهة التحديات، وصناعة نموذج مختلف يلبي تطلعات أبنائها في الأمن والعيش الكريم، بعيداً عن صراعات لا طائل منها سوى المزيد من التشرذم والضياع.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة :
حضرموت 21، ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت وإنما تم نقله بمحتواه كما هو من حضرموت 21، ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة على المصدر السابق ذكره.

اترك تعليق

زر الذهاب إلى الأعلى