اخبار اليمن | "عيد وسط المصاعب".. كيف سيستقبل اليمنيون عيد الأضحى المبارك؟

تقرير خاص – عدن الغد

رغم اقتراب عيد الأضحى المبارك، إلا أن مشاعر الفرح التي ترافق العيد عادة تكاد تغيب عن وجوه اليمنيين هذا العام، مع تزايد المعاناة الاقتصادية، وتدهور الأوضاع المعيشية، واستمرار الحرب التي تدخل عامها الحادي عشر دون أفق للحل.

في جولة قامت بها “عدن الغد” إلى عدد من المحافظات اليمنية، تبين أن العيد بالنسبة لكثير من الأسر أصبح عبئاً إضافياً بدلاً من أن يكون مناسبة للفرح والتكافل.

لكن قبل سنوات الحرب، كان لعيد الأضحى في اليمن طعمه الخاص، إذ كانت الأجواء تتسم بالسكينة والفرح الجماعي، وكانت الأسواق تعج بالناس استعداداً للعيد، حيث يشتري الأطفال ملابس جديدة، وتُعد الحلويات التقليدية مثل الكعك والبيضاء، وتنتشر روائح البخور في المنازل، فيما تتسابق الأسر على ذبح الأضاحي وتبادل اللحوم والزيارات.

في تلك الأيام، لم يكن العيد مجرد مناسبة دينية فحسب، بل كان رابطًا اجتماعيًا قويًا يعزز من صلة الرحم، ويمنح الفقراء نصيبهم من الفرح، وكانت الأحياء تمتلئ بصوت تكبيرات العيد من المساجد، ومشاهد الأطفال وهم يلهون بملابسهم الجديدة.

أما اليوم، فقد تغير المشهد تمامًا…

في محافظة عدن، يقول المواطن أحمد عبدالكريم، وهو موظف حكومي: “راتبي لا يتجاوز 60 ألف ريال، وأسعار الأضاحي هذا العام تبدأ من 200 ألف، كيف سأضحي؟ كيف سأشتري ملابس العيد لأطفالي؟ العيد صار مناسبة للبكاء أكثر من الفرح”.

في تعز، المدينة المحاصرة منذ سنوات، لا يختلف الوضع كثيراً. المواطن فؤاد المجيدي قال لـ”عدن الغد”: “الحصار أنهكنا، وغلاء الأسعار دمّر كل أحلامنا، لم نعد نفكر بالعيد كفرحة بل كحِمل، ننتظر انتهائه وكأنه امتحان قاسٍ”.

أما في محافظة إب، فيؤكد المواطن عمار الحالمي أن الأسواق تشهد حركة ضعيفة جداً رغم اقتراب العيد، ويضيف: “الناس تمر أمام المحلات ولا تشتري، كل شيء غالٍ: الملابس، الحلوى، وحتى ألعاب الأطفال”.

وفي محافظة مأرب، ورغم الأوضاع الأكثر استقراراً نسبياً، إلا أن موجات النزوح لا تزال تلقي بظلالها. النازحة أم ناصر، تقيم في مخيم الجفينة، قالت: “لا نفكر في الأضحية، بل في لقمة العيش والماء النظيف والدواء، العيد يأتي ويذهب ونحن في نفس المعاناة”.

وفي الحديدة، المدينة الساحلية التي عانت من ويلات الحرب والدمار، يروي المواطن صالح دهمان: “كنا نعيش على البحر، واليوم نعيش على الذكرى. الحرب دمّرت منازلنا، وقتلت مصدر رزقنا. العيد؟ لا نشعر به إلا حين نسمع التكبيرات من المآذن، أما الفرح فغائب عنا”.

تقرير فريق “عدن الغد” أشار إلى أن أسعار الأضاحي شهدت ارتفاعاً غير مسبوق، حيث تجاوز سعر رأس الغنم 250 ألف ريال في بعض المناطق، فيما يصل سعر العجل إلى أكثر من مليون ريال، وهو ما جعل كثيراً من الأسر تستبدل الأضاحي بالدجاج، أو تعزف عن الأمر نهائياً.

كذلك، أظهرت جولة الفريق الصحفي أن بعض المواطنين بدأوا يقاطعون طقوس العيد التقليدية، كشراء الملابس الجديدة أو إعداد الحلويات، نظراً للعجز الكامل عن الوفاء بها في ظل الغلاء.

ولا تقتصر المعاناة على الجانب الاقتصادي فقط، بل تشمل أيضاً الجانب النفسي، حيث يشعر كثير من الناس بالغربة داخل وطنهم، وبالخذلان من الأطراف المتصارعة والمجتمع الدولي على حد سواء.

في حديث لـ”عدن الغد”، قال الباحث الاجتماعي محمود ثابت: “العيد مرآة حقيقية لوضع الناس، وقد بات في اليمن أداة تكشف حجم الفقر، لا مناسبة للفرح. ما نراه اليوم انعكاس لانهيار المنظومة السياسية والاقتصادية والاجتماعية”.

وبينما يستعد المسلمون في أنحاء مختلفة من العالم لاستقبال العيد بالأفراح، يستقبله اليمنيون هذه السنة بوجع طويل، وآمال مكسورة، واحتياجات مؤجلة، بينما يبقى الأمل بأن تنتهي الحرب، ويعود العيد يومًا ما كما كان: فرحًا خالصًا لا يشوبه الألم.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة عدن الغد , ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت وانما تم نقله بمحتواه كما هو من عدن الغد ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة على المصدر السابق ذكرة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى