اخبار اليمن | عودة “ماء الشول” في حضرموت… الطبيعة تنتصر وسط انقطاع الكهرباء وتردي الخدمات

في قلب صيف حضرموت اللاهب، ومع الانقطاعات المتكررة للكهرباء، يعود الناس إلى جذورهم… إلى ما اعتاده الأجداد في مواجهة قسوة الطبيعة وشحّ الخدمات. ومن بين تلك الحلول التقليدية، عاد “ماء الشول” إلى الواجهة بقوة، كخيار شعبي يعوّل عليه المواطنون اليوم لمقاومة الحرّ والإرهاق.

لم يعد “ماء الشول” مجرّد عادة قديمة تُروى في أحاديث كبار السن، بل تحوّل إلى حل واقعي ومطلوب في ظل التدهور المعيشي والانهيار شبه الكامل في خدمات الكهرباء. ومع غياب أجهزة التكييف ووسائل التبريد، بدأ الأهالي يعانون من التعب والخمول، ما دفعهم للعودة إلى هذا المشروب الطبيعي المعروف بخصائصه المنشطة والمطهّرة للجسم.

وفي جولة لصحيفة “عدن الغد” داخل بعض الأسواق الشعبية، رُصد إقبال لافت على شراء ماء الشول، خصوصًا في المناطق الحضرية التي تعاني من انقطاع شبه دائم للتيار الكهربائي. ويقوم البعض بتحضيره منزليًا، معتمدين على وصفات الجدات وتقنيات بسيطة تُبقي الماء باردًا ومنعشًا.

اللافت أن هذه العودة لم تقتصر على كبار السن، بل امتدت لتشمل فئة الشباب الذين أعادوا اكتشاف هذا المشروب بدافع التجربة أولًا، ثم نتيجة شعورهم بتحسّن في النشاط والصحة، وارتياح من أعراض الحرارة والإجهاد.

ويُعد ماء الشول مشروبًا تقليديًا يُستخرج من نبتة معروفة في بعض أرياف حضرموت، وتُغلى أوراقها ويُشرب ماؤها باردًا. ويُنسب له قدرات تطهيرية للجهاز الهضمي، وفعالية في مقاومة التسمم الحراري والتعب الناتج عن فقدان السوائل.

ومع تفاقم الأوضاع الصحية، وارتفاع أسعار الأدوية، وغياب المرافق الطبية الكافية، يجد الناس في ماء الشول بديلًا بسيطًا، آمنًا، ومتجذرًا في ثقافتهم. فهو ليس مجرد مشروب منعش، بل تعبير عن صمود الإنسان الحضرمي في وجه الأزمات، ورسالة من الذاكرة الشعبية تقول: “حين تُخذلك المدينة… تذكّر أن الشفاء قد يكون في الأعشاب التي تنمو على ترابك.”

تجربة ماء الشول اليوم تذكير عميق بأن الحلول أحيانًا لا تأتي من الخارج، بل تنبت من الأرض، من الحكمة الشعبية، ومن التراث الذي ينتظر من يمدّ إليه يده بثقة.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة عدن الغد , ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت وانما تم نقله بمحتواه كما هو من عدن الغد ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة على المصدر السابق ذكرة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى