اخبار اليمن : صراع الهوية بين الجمهورية والإمامة: لماذا يتهرب الحوثيون من إحياء ذكرى ثورة 26 سبتمبر؟

للعام العاشر على التوالي تتضح الصورة ويتجلى المشهد أمام اليمنيين ملامح الموقف الحقيقي لجماعة الحوثي من ثورة 26 سبتمبر 1962، الثورة التي أطاحت بحكم الإمامة وفتحت أبواب الجمهورية.
لم يعد تهرّب الحوثيين من إحياء هذه الذكرى مجرد تجاهل لمناسبة وطنية، بل بات سلوكًا ممنهجًا يكشف عن عداء أيديولوجي عميق لفكرة الدولة المدنية، وسعيًا حثيثًا لطمس لحظة مفصلية من تاريخ اليمن الحديث، واستبدالها بسردية تخدم مشروعها العقائدي القائم على الولاية والحق الإلهي.
تهرب ممنهج
تتعمد جماعة الحوثي في مناطق سيطرتها على تغيب مظاهر الاحتفاء بذكرى ثورة 26 سبتمبر، وتُمنع المدارس والأحزاب والمواطنين من تنظيم أي فعاليات مرتبطة بها, وبدلاً من ذلك، تُفرض مناسبات أخرى مثل الحدث المشؤم في الذاكرة اليمنية “ثورة 21 سبتمبر.
أبعاد أيديولوجية وسياسية
تتبع موقع مأرب برس العشرات من الكتابات والتصريحات سواء لرموز جماعة الحوثي وكذلك للسياسيين والصحفيين والناشطين حول أبعاد تجاهل الحركة الحوثية لذكرى 26سبتمبر, ومن كل ما تم رصدة نخرج بخلاصة مفادها أن التجاهل لهذه المناسبة هو إعلان غير مباشر عن موقفهم الأيديولوجي الرافض لمشروع “الجمهورية والديمقراطية والدولة المدنية” وتحرك لإعادة إنتاج سلطة دينية مغلقة قائمة على مفهوم “الولاية” و”الحق الإلهي”.
دوافع التهرب الحوثي
من خلال عمليات الرصد والتحليل لمواقف وتصريحات جماعة الحوثي حول أسباب تجنبهم إحياء تلك الذكرى يمكن تلخيصها في التالي:
العداء التاريخي لفكرة الجمهورية:
الثورة أسقطت نظام الإمامة، وهو المرجعية الفكرية والسياسية لهم التي يسعون لإعادة إنتاجها مجددا.
الخوف من التعبئة الشعبية:
يرون في الاحتفالات الجماهيرية بسبتمبر إحياء للوعي الثوري والجماهيري المناهض لمشروعهم وتذكيرا بماضي الإمامة البغيض ، وخوفا من تحول تلك الاحتفالات إلى حراك شعبي ضدهم.
تغييب الرموز الوطنية:
إحياء ثورة 26سبتمبر يبرز الشخصيات التاريخية التي قادت حراك للثورة ضد الإمامة والشارع اليمني يكن لها عظيم الود والتقدير والمحبة، في حين ترى جماعة الحوثي فيهم أعداء تاريخيين يجب تغييبهم.
التحكم في الذاكرة الوطنية:
تسعى جماعة الحوثي إلى فرض بديل سبتمبري وهو 21 سبتمبر وهو يوم الانقلاب على الحكومة الشرعية التي يرون فيه ميلادا لمشروعهم الإمامي والسلطوي.
مناسبات وطنية تتهرب جماعة الحوثي من إحيائها
ليست ذكرى 26سبتمبر وحدها ما تتجنبه جماعة الحوثي؛ بل هناك العديد من المناسبات الوطنية والتاريخية من تاريخ الجمهورية اليمنية، وهو تهرب يهدف لإعادة تشكيل الوعي الوطني وفق سردية تخدم مشروعهم العقائدي ومن أبرزها:
– ذكرى الوحدة اليمنية (22 مايو): يتم تهميشها رغم رمزيتها التاريخية.
– عيد الاستقلال (30 نوفمبر): يغيب عن أجندتهم لأنه يتعارض مع سرديتهم.
– ثورة 14 أكتوبر: لأنها تجسّد نضالًا شعبيًا ضد الاستعمار، وهو ما يتناقض مع توجههم في تحديد العداء على “أمريكا وإسرائيل” وتتجاهل تاريخ التحرر من الاستعمار البريطاني.
– ثورة 11 فبراير 2011: تُعد من المحرمات السياسية لكونها ترمز إلى انتفاضة شعبية ضد الاستبداد.
–
انعكاسات تغييب المناسبات الوطنية على الشارع اليمني:
تجاهل الحوثيين لثورة 26 وغيرها من المناسبات الوطنية يفضي إلى توترا على المستويين السياسي والاجتماعي وينتج عنه استقطاب مجتمعي بين مؤيدي الجمهورية وخصومها.
إضافة إلى إضعاف الهوية الوطنية عبر فرض هوية طائفية دخيلة على حساب الهوية الجامعة لليمنين.
ومن أبرز الانعكاسات أيضًا الاحتقانُ السياسي؛ إذ يُعد تجاهلُ سبتمبر محاولةً للعودة إلى حكم الإمامة، فضلًا عن تصاعد الصراع الثقافي بين أجيال الجمهورية وأجيالٍ جديدة يسعى الحوثيون إلى تنشئتها على فكرهم.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة مأرب برس , ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت وانما تم نقله بمحتواه كما هو من مأرب برس ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة على المصدر السابق ذكرة.