اخبار اليمن | تظاهرات غاضبة تهز المكلا مساء الاثنين أمام مؤسسة الكهرباء ومحطات التوليد وسط مخاوف من انفجار الأوضاع

شهدت مدينة المكلا، مساء الاثنين، تظاهرات غاضبة شارك فيها المئات من المواطنين، تركزت أمام بوابات مؤسسة الكهرباء ومحطات التوليد، في مشهد احتجاجي يعكس حجم السخط الشعبي من تدهور الخدمات، خصوصًا انقطاع الكهرباء، وسط أجواء مشحونة بالخوف من انفجار الأوضاع الأمنية وخروجها عن السيطرة في أي لحظة.
التظاهرات جاءت بعد أيام من تصاعد حدة الانقطاعات التي تجاوزت الـ18 ساعة يوميًا، الأمر الذي حوّل حياة السكان إلى جحيم لا يُطاق، خصوصًا في ظل موجة حر شديدة وانهيار متكامل في البنية الخدمية. تجمّع العشرات ثم مئات من المواطنين أمام مباني الكهرباء تقع منشآت حيوية ومحطات التوليد، ورفعوا أصواتهم وهتفوا بغضب ضد السلطة المحلية وصمت الحكومة تجاه معاناتهم اليومية.
عبّر المحتجون عن شعورهم بالإذلال، مؤكدين أن ما يحدث هو نوع من العقاب الجماعي لسكان مدينة تُعدّ من أغنى مدن اليمن بالموارد والإيرادات، وقال أحدهم: “نعيش فوق بحر من النفط، لكننا نحترق في الظلام، لا ماء ولا كهرباء ولا كرامة”. وأضاف آخر: “كأنهم يريدون منا أن ننفجر، نعيش منذ سنوات على وعود لا تُنفذ، واليوم فاض الكيل”.
رغم الأهمية الاقتصادية للمكلا وكونها مركز محافظة حضرموت، إلا أن ما يجري فيها يعكس فشلًا ذريعًا في إدارة الموارد وتوزيعها. المواطنون يتساءلون عن مصير المليارات التي تُحصّل من الجمارك والموانئ والضرائب والنفط، ولا تصل منها أي فائدة إلى المواطن، الذي بات يئن تحت وطأة الغلاء، وانهيار العملة، وتوقف المرتبات.
وتعمّدت السلطة المحلية الصمت، ولم تُصدر أي بيان يوضح موقفها أو تعهداتها، ما أثار حالة من الغضب العارم بين الأهالي الذين اعتبروا أن هذا الصمت يُثبت حجم التواطؤ والفساد. بينما أبدى مراقبون قلقهم من أن تؤدي هذه التراكمات إلى انفجار قادم، خصوصًا مع تكرار المشهد الاحتجاجي مساء كل يوم، وتزايد رقعة المتضررين، ودخول فئات جديدة من السكان على خط الغضب الشعبي.
ورغم الطابع السلمي للتظاهرات، فإن حالة الاحتقان ظاهرة على وجوه الجميع، حيث تفترش العائلات الأرض أمام محطات الكهرباء، وتتعالى أصوات الأطفال في الظلام، بينما رجال الأمن يحاولون ضبط الوضع واحتواء الحشود.
المواطنون طالبوا بسرعة توفير حلول عاجلة لأزمة الكهرباء، ووضع حد للعبث بالمال العام، وهددوا بالتصعيد في حال استمر تجاهل مطالبهم. كما طالبوا بفتح تحقيق في مصير الإيرادات التي تجنيها المحافظة، والتي لا يشعر المواطن بأي أثر لها، متهمين أطرافًا نافذة بنهبها وتوجيهها لحسابات ومصالح خاصة.
المشهد في المكلا بات معقدًا، فالمحافظة التي كانت تُعرف بهدوئها النسبي بدأت تتأرجح على حافة الغضب الشعبي، في وقت تبدو فيه السلطة مشلولة، والمجلس الرئاسي غائب، والحكومة في حالة سبات. الناس لم يعودوا يطالبون بالكماليات، بل بالكهرباء والماء والراتب، وهي أبسط الحقوق، لكنّها تحولت إلى أحلام بعيدة المنال.
في هذه اللحظات، تبدو المكلا مدينة على وشك الانفجار، ومطالب أهلها لم تعد قابلة للتأجيل. الشارع قال كلمته، والصورة باتت واضحة: إما إصلاح عاجل، أو مواجهة مصير مجهول لا أحد يمكنه السيطرة عليه لاحقًا.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة عدن الغد , ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت وانما تم نقله بمحتواه كما هو من عدن الغد ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة على المصدر السابق ذكرة.