اخبار اليمن | انتقادات لابتعاد خطب الجمعة عن هموم الناس المعيشية وتجاهل قضاياهم الملحّة في عموم المحافظات اليمنية

يشهد الخطاب الديني في كثير من المساجد في عموم المحافظات اليمنية تراجعاً لافتاً في تناول القضايا اليومية والملحّة التي تمس حياة المواطنين، وسط انتقادات متزايدة لتكرار خطب الجمعة التي باتت – بحسب كثير من المصلين – بعيدة عن واقع الناس، وهمومهم، ومعاناتهم المتفاقمة مع تدهور الخدمات وارتفاع الأسعار.

ورصد مراسل “عدن الغد” شكاوى متكررة من مواطنين في عدن ومناطق أخرى، أعربوا فيها عن استغرابهم من استمرار كثير من خطباء المساجد في الخوض بأحاديث مكررة، وموضوعات لا تلامس آلام الناس ولا تطال قضاياهم المعيشية أو المظالم التي يتعرضون لها.

وقال أحد المصلين: “في وقت يعيش فيه الناس تحت وطأة الجوع، وانقطاع الكهرباء، وانهيار الخدمات، يخرج علينا بعض الخطباء بخطب لا تسمن ولا تغني من جوع، وكأنهم في عالم موازٍ لا يسمعون أنين الناس”.

ودعا ناشطون ومثقفون الجهات المعنية ووزارات الأوقاف في المحافظات إلى إعادة توجيه الخطاب الديني ليكون أكثر ارتباطًا بحياة المواطن، وقضاياه اليومية، وحقوقه الاجتماعية والاقتصادية، مؤكدين أن منبر المسجد ليس مكاناً للوعظ المجرد فقط، بل منصة لقول كلمة الحق، ومناصرة المظلوم، وتحفيز الضمير العام.

وطالبوا بأن تكون خطب الجمعة منسجمة مع التحديات التي تواجه المجتمع، وأن تسلط الضوء على الفساد، والاحتكار، والظلم، والتقصير في أداء الواجبات العامة، وأن تُعيد للمنبر دوره الريادي في التوجيه والإصلاح المجتمعي.

وفي ظل الأوضاع المتردية التي تعيشها كثير من المدن، يرى مراقبون أن غياب صوت المنبر عن معاناة الناس يفتح فجوة خطيرة بين المؤسسة الدينية والجمهور، ويُضعف ثقة الناس بالرسالة الأخلاقية والدينية التي يُفترض أن يحملها الخطيب.