اخبار اليمن | الضالع: سائق "صالون" يغامر بحياته وسط السيول الجارفة لإنقاذ مريض في منطقة تورصة بالأزارق

في مشهد يجسّد أسمى معاني التضحية والإنسانية، خاطر سائق سيارة صالون يُدعى “عميد القاضي” بحياته، مجتازًا السيول الجارفة التي حوّلت منطقة تورصة بمديرية الأزارق إلى جزر معزولة، وذلك لإنقاذ مريض كان يصارع الموت داخل منزله المحاصر.
ولليوم الثاني على التوالي، تعيش منطقة تورصة أوضاعًا مأساوية جراء الأمطار الغزيرة التي تسببت في تدفق السيول بقوة، مما أدى إلى عزل عشرات الأسر وانقطاع الطرق المؤدية إلى المنطقة. وفي ظل هذه الظروف، سمع عميد أنين مريض يستغيث طلبًا للمساعدة، فلم يتردد في تلبية النداء، مدفوعًا بضميره الإنساني.
قاد عميد سيارته وسط مياه السيول الهائجة، متحديًا قوة الطبيعة التي ابتلعت الطرق وحاصرت المنازل، في مغامرة بدت كأنها رحلة انتحارية. مشاهد بطولته وثقها أهالي المنطقة، وسرعان ما انتشرت عبر وسائل التواصل الاجتماعي، لتصبح حديث الناس، وتُظهر حجم الشجاعة والتفاني الذي أبداه هذا الرجل في سبيل إنقاذ حياة إنسان.
تُوّجت هذه المغامرة الإنسانية بالنجاح، حيث تمكّن عميد من إيصال المريض إلى محافظة الضالع لتلقي العلاج اللازم، في وقت كانت فيه كل الطرقات مقطوعة بفعل السيول.
لقد سطّر عميد القاضي ملحمة من الإيثار ستُكتب في سجل المواقف الإنسانية النادرة، وفعله البطولي هذا لم يكن مجرد تصرف فردي عابر، بل كان صرخة في وجه الإهمال الذي تعانيه المنطقة كل موسم مطري.
وبينما يسجل أفراد مثل عميد مواقف مشرفة، يظل سكان تورصة والمناطق المجاورة يواجهون الكوارث الطبيعية بوسائل بدائية، وسط غياب تام للحلول الجذرية أو الاستجابة الحكومية. الأهالي يطالبون اليوم، وبصوت مرتفع، بحقهم في طرق آمنة، وخدمات طوارئ فعالة، تحميهم من العزلة والموت المحقق مع كل هطول للأمطار.
إن شجاعة عميد القاضي تمثل نداءً صادقًا للمسؤولين: لإنقاذ الأرواح قبل أن تُروى طرقات تورصة بالمزيد من المآسي.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة عدن الغد , ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت وانما تم نقله بمحتواه كما هو من عدن الغد ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة على المصدر السابق ذكرة.