اخبار اليمن الان | ”21 صيادًا يمنيًا يعودون من سجون السودان بعد 6 أشهر من الكابوس.. ما الذي دفعهم إلى الاعتقال؟”

في لحظة تحوّل مثيرة، عاد 21 صيادًا يمنيًا إلى أحضان أسرهم في محافظة الحديدة، بعد معاناة قاسية امتدت لأشهر في سجون السودان، حيث احتجزوا بتهمة انتهاك الحدود البحرية، رغم أن تعطل محرك قاربهم جرّهم قسرًا إلى المياه الدولية.
85.10.193.41
القصة، التي كادت تُطوى في صمت، أُفرج عنها بفضل تدخل دبلوماسي حاسم ودعم إنساني عاجل، لكنها تطرح تساؤلات خطيرة حول حماية الصيادين اليمنيين في ظل انهيار البنية التنظيمية للقطاع البحري.
في مشهد مؤثر، وصل 21 صيادًا يمنيًا إلى مطار عدن الدولي قادمين من مطار بورتسودان بالعاصمة السودانية الخرطوم، بعد أن أفرجت السلطات السودانية عنهم إثر حملة دبلوماسية مكثفة وتنسيق إنساني بين جهات يمنية متعددة.
ومن مطار عدن، تم نقل الصيادين مباشرة إلى محافظة الحديدة، حيث استقبلتهم السلطة المحلية التابعة للشرعية، وسُهّلت إجراءات عودتهم إلى منازلهم في مديريتي بيت الفقيه والجراحي.
ووفق مصادر محلية، فإن الصيادين كانوا يمارسون نشاطهم البحري في المياه الإقليمية اليمنية في نوفمبر 2024، قبل أن يتعرض قاربهم لعطل فني مفاجئ جراء موجة رياح شديدة، دفعته خارج مساره وجرّته تدريجيًا إلى المجرى الملاحي الدولي، بعيدًا عن أي انتهاك متعمد للحدود. لكن دورية تابعة للبحرية السودانية اعترضت القارب، واعتقلت طاقمه بالكامل، واقتادتهم إلى سجون محلية، حيث بدأ ما وصفوه بـ”كابوس إنساني لا يُطاق”.
خلال فترة احتجازهم التي استمرت نحو 180 يومًا، كشف الصيادون عن تعرضهم لـشتى أشكال التعذيب الجسدي والنفسي، وفرض عليهم أعمال شاقة في ظل ظروف معيشية مزرية، مع تقييد حركة التواصل مع ذويهم، وحرمانهم من الطعام الكافي، ما أدى إلى تدهور حالتهم الصحية بشكل ملحوظ.
“كنا نُجبر على العمل 16 ساعة يوميًا دون طعام كافٍ، وفي زنزانات مكتظة ومظلمة. لم نكن مهربين، بل صيادين بسطاء تعطل قاربنا بسبب الطقس السيئ فقط”، هكذا وصف أحد الصيادين لحظات المعاناة التي عاشوها.
التدخل الدبلوماسي والإغاثة العاجلة:
لعب سفير اليمن لدى السودان دورًا محوريًا في إنهاء الأزمة، حيث تابع القضية شخصيًا ونسق مع وزارة الخارجية اليمنية والجهات السودانية المختصة، لإقناع السلطات بالإفراج عن الصيادين بعد التحقق من طبيعة الحادث. ووفق مصادر دبلوماسية، تم تقديم وثائق تثبت أن القارب لم يدخل المياه الإقليمية السودانية، بل كان في منطقة محايدة، مما عزز موقف اليمن في المفاوضات.
وفي الحديدة، استقبلت السلطة المحلية الصيادين بحفاوة، ووفرت لهم مساعدات مالية عاجلة مقدمة من الخلية الإنسانية للمقاومة الوطنية، بهدف تأمين احتياجاتهم الأساسية ومساعدتهم على إعادة دمجهم مع أسرهم. كما تم توجيه فرق طبية لفحص حالتهم الصحية وتقديم الدعم النفسي اللازم.
“نشكر سفيرنا الكريم، والسلطة المحلية، والخلية الإنسانية، على دعمهم المادي والمعنوي. لولا تدخلهم، لربما بقينا في السجن سنوات”، قال أحد الصيادين خلال مؤتمر استقبال مقتضب.
تُعد هذه الواقعة واحدة من عشرات الحوادث التي يتعرض لها الصيادون اليمنيون، الذين يعملون غالبًا في ظل غياب تام لحماية الدولة، وانهيار البنية التحتية للقطاع البحري. وتشير تقارير صادرة عن منظمات إنسانية إلى أن أكثر من 300 صياد يمني تعرضوا للاعتقال في دول مجاورة خلال السنوات الخمس الماضية، غالبًا بسبب أعطال تقنية أو انحرافات غير مقصودة في مسارهم.
وتجدد هذه الحادثة الدعوات المطالبة بـإنشاء نظام رصد وتنبيه للصيادين، وتوفير دعم فني ولوجستي لهم، فضلًا عن تعزيز التعاون البحري الإقليمي لتفادي مثل هذه الصدامات القانونية والإنسانية.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة :
المشهد اليمني، ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت وإنما تم نقله بمحتواه كما هو من المشهد اليمني، ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة على المصدر السابق ذكره.