اخبار اليمن الان | ”يزحف على ركبتيه تحت شمس تعز الحارقة”.. مشهد إنساني يُبكي المارّة ويكشف معاناة المرضى في اليمن

في مشهد استثنائي يمزج بين الألم والكرامة، شهدت شوارع مدينة تعز، ظهر اليوم، واقعة إنسانية مؤثرة أثارت مشاعر الحزن والأسى في نفوس المارّة، حين ظهر رجل مريض يزحف على ركبتيه ويدَيه العاريتين وسط الطريق العام، تحت لهيب الشمس الحارقة وحرارة الأسفلت المرتفعة، حاملًا ورقة نقدية من فئة 200 ريال يمني، في محاولة يائسة للصعود إلى أحد الباصات المتجهة إلى منطقة التحرير.

ووفق رواية شاهد عيان تواجد في المكان، فإن الرجل، الذي يبدو عليه علامات المرض الشديد والإرهاق، حاول مرارًا وتكرارًا إيقاف إحدى المركبات العامة، إلا أن سائقي الباصات المتعددين رفضوا استقباله، مبررين ذلك بحالته الصحية والإعاقة التي يعاني منها، ما جعله يضطر إلى مواصلة طريقه زحفًا، في مشهد أشبه بصرخة صامتة تعبّر عن معاناة مئات من ذوي الإعاقات والمرضى في ظل غياب الدعم والرعاية.

وبعد معاناة طويلة، تمكن الرجل من جذب انتباه أحد الباصات بصوت مبحوح قال فيه: “التحرير يا سواق”، لكن السائق رفض استقباله، وواصل طريقه، تاركًا المريض وحيدًا في وسط الشارع، بينما تدمع عيون من حوله تأثرًا بالموقف.

وأكد الراوي، الذي تدخل لاحقًا لمساعدة الرجل، أنه لم يستطع تمالك دموعه، مشيرًا إلى أن “الرجل لم يطلب شيئًا سوى أن يقلّه باص إلى وجهته، لكن الرفض المتكرر كسره نفسيًا، بينما كان جسده ينزف من حرارة الأرض”.

وأضاف: “قررت أن أوقف سيارتي وأقلّه بنفسي. عرضت عليه التوقف في ظل إحدى العمارات ليتهرب من حرارة الشمس، فابتسم بابتسامة خفيفة، وقال لي: ‘الله يفتح عليك’… لم يطلب مالًا، ولا طعامًا، ولا مساعدة طبية، كل ما أراده هو أن يبتعد عن الشمس”.

اللقاء القصير، الذي لم يدم أكثر من دقائق، ترك أثرًا عميقًا في نفوس من تابعوه، حيث انتشرت الرواية بسرعة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، مرفقة بنداءات تطالب بضرورة تفعيل آليات الحماية الاجتماعية، وتوفير وسائل نقل لائقة لذوي الإعاقات والمرضى، خاصة في ظل الظروف المعيشية الصعبة التي تمر بها المدينة.

وأكد ناشطون حقوقيون أن الحادثة ليست فردية، بل تعكس واقعًا مزريًا يعيشه آلاف المرضى وذوي الإعاقات في اليمن، الذين يواجهون صعوبات جمة في التنقّل والوصول إلى الخدمات الأساسية، في غياب أي دعم رسمي أو مبادرات مجتمعية كافية.

وأشار مراقبون إلى أن مشهد الرجل الزاحف على ركبتيه، رغم كل الألم، يحمل درسًا إنسانيًا عميقًا عن عزّة النفس والكرامة في أحلك الظروف، داعين إلى التضامن المجتمعي، ونبذ اللامبالاة، وتحفيز ثقافة الرحمة والتعاطف مع الفئات الضعيفة.

وفي ختام الرواية، دعا الراوي إلى “إعادة النظر في قيمنا الإنسانية، فالظروف قد تتغير، وغدًا قد نكون نحن من نحتاج إلى يد تمتد لنا، فلا ينبغي أن نتخلى عن إنسانيتنا في لحظة ضعف الآخرين”.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة :
المشهد اليمني، ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت وإنما تم نقله بمحتواه كما هو من المشهد اليمني، ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة على المصدر السابق ذكره.

زر الذهاب إلى الأعلى