اخبار اليمن الان | ”من يربح؟ المواطن أم التاجر؟ زلزال اقتصادي في الضالع يهدد توازن السوق!”

”من يربح؟ المواطن أم التاجر؟ زلزال اقتصادي في الضالع يهدد توازن السوق!”
المشهد اليمني – خاص
في تطور لافت يُعد من أبرز المحطات في المشهد التجاري بمحافظة الضالع خلال السنوات الأخيرة، أحدث التاجر المعروف أمين شويجر صدمة إيجابية في الأسواق المحلية بإعلانه عن تحديث جذري لأسعار السلع الغذائية الأساسية في متاجره، تمثل في خفض واسع النطاق وصل إلى 50% من السعر السابق لعدد كبير من المواد، في خطوة وُصفت بـ”الجريئة، المفاجئة، والمحفزة”، وسط ترحيب شعبي واسع، وانطلاق جدل وطني حول أخلاقيات التسعير في ظل الأزمة الاقتصادية الخانقة التي يعيشها اليمن.
وأكد مصدر مسؤول في إدارة سلسلة متاجر “شويجر” أن القرار شمل سلة غذائية أساسية تُشكل العمود الفقري لمعيشة الأسر اليمنية، تضم: الأرز، الزيت النباتي، السكر، الدقيق، البسكويت، المعكرونة، الحليب، والشاي، إلى جانب عدد من المنتجات الاستهلاكية اليومية الأخرى.
ولفت المصدر إلى أن “هذا التحرك لم يأتِ من باب المنافسة السوقية فقط، بل من منطلق إنساني ووطني، استجابة لمعاناة المواطنين المتفاقمة جراء تدهور القدرة الشرائية، وارتفاع جنوني في تكاليف المعيشة”.
وأضاف المصدر: “التاجر الوطني لا يُقاس فقط بحجم رأس ماله أو عدد متاجره، بل بقدرته على التحمل في الأزمات، ومشاركته المجتمع في تحمل الأعباء. أمين شويجر يؤمن بأن الربح المُستدام لا يُبنى على معاناة الفقراء، وأن الوقت قد حان لاستعادة قيم التجارة النزيهة”.
سياق اقتصادي مشحون… وارتفاع جنوني في الأسعار
يأتي هذا القرار في ظل أجواء اقتصادية متوترة تشهدها الأسواق اليمنية، خصوصاً في المناطق الجنوبية، حيث سجلت أسعار السلع الأساسية ارتفاعاً بنسبة تجاوزت 30-40% خلال الشهرين الماضيين، نتيجة تقلبات سعر الصرف، وانقطاع التدفقات التجارية، وازدياد تكاليف النقل والتخزين، ما أدى إلى تفاقم الأوضاع المعيشية لغالبية السكان، ودفع آلاف الأسر إلى حافة الفقر المدقع.
ووفق تقارير محلية، فإن سلة غذائية بسيطة كانت تُقدّر بـ 100 ألف ريال يمني قبل شهرين، باتت تُباع الآن بحوالي 140 ألفاً في بعض الأسواق، ما أثار استياءً واسعاً، ودفع بالكثيرين إلى المطالبة بتدخل عاجل من الجهات الرقابية.
ردٌّ غير مباشر على “هايل سعيد أنعم”؟
وجاء إعلان شويجر في توقيت حساس، مباشرةً بعد انتشار اخبار منسوبة لمجموعة هايل سعيد أنعم، تداولها نشطاء على وسائل التواصل الاجتماعي، اعتبرت المجموعة فيها أن “تخفيض الأسعار في الوضع الراهن ليس خياراً واقعياً”، مبرراً ذلك بارتفاع تكاليف الاستيراد، وانهيار البنية التحتية للدولة، وصعوبة إدارة الأعمال في ظل الفوضى الاقتصادية.
وأثارت هذه التصريحات، سواء أكانت رسمية أم لا، موجة غضب شعبي واسعة، خاصة في ظل تردي الأوضاع المعيشية، وتصاعد نسب البطالة والفقر. واعتبر كثيرون أن مثل هذه المواقف تعكس انفصالاً تاماً بين كبار الموردين والمواطن البسيط، وتشجع على سياسة “استغلال الأزمات لتحقيق أرباح غير مشروعة”.
وفي هذا السياق، فُسّر قرار شويجر على أنه ردٌّ عملي، رمزي، وشجاع على هذه الخطابات، بل و”رسالة تجارية أخلاقية” مفادها أن التاجر الوطني لا يبيع ضميره، ولا يستخدم الأزمات كذريعة للاستفادة من معاناة الناس.
تداعيات متوقعة… وموجة من التخفيضات الصغيرة تبدأ في الانتشار
من المتوقع أن تُحدث هذه الخطوة تأثيراً موجياً في الأسواق المجاورة، إذ بدأ عدد من التجار الصغار في مديريات متفرقة من الضالع (كما في قعطبة، دمت، وحمر) بالإعلان عن تخفيضات جزئية في بعض السلع، خشية فقدان الزبائن أمام متاجر شويجر التي باتت تُعدّ “وجهة اقتصادية جديدة” للعائلات محدودة الدخل.
كما تترقب الأوساط الاقتصادية تحركات محتملة من شركات تجارية كبرى، خاصة في ظل الضغط الشعبي المتزايد، وتنامي الحديث عن “حرب الأسعار الأخلاقية” التي قد تُجبر الكبار على إعادة حساباتهم.
تجربة رمزية تتحدى منطق “السوق المغلقة”
يُنظر إلى خطوة شويجر، رغم طابعها الفردي، على أنها تجربة رمزية ذات بُعد استراتيجي، تختبر مدى استجابة القطاع الخاص للمسؤولية الاجتماعية في غياب دولة فاعلة قادرة على ضبط الأسواق وحماية المستهلك. كما أنها تُطرح كنموذج عملي لسؤال جوهري:
هل يمكن للقطاع الخاص أن يكون جزءاً من الحل، وليس من أصل الأزمة؟
وتسود توقعات بأن تُصبح الضالع، بفضل هذه المبادرة، نقطة انطلاق لحملة واسعة تدعو إلى تجديد أخلاقيات التجارة في اليمن، وربما تُشكل نموذجاً يُحتذى به في محافظات أخرى مثل تعز، إب، ولحج.
هل تكون الضالع بداية لانفراجة حقيقية؟
مع ترقب المواطنين لاستمرارية هذه التخفيضات، يبقى السؤال مطروحاً بقوة:
هل يمكن أن تمتد هذه الخطوة إلى باقي المحافظات؟ وهل ستكون بداية لانفراجة اقتصادية حقيقية، أم مجرد إجراء تكتيكي مؤقت؟
الجواب ما زال معلقاً في الهواء، لكن ما هو مؤكد أن أمين شويجر نجح، ولو للحظة، في إشعال أمل جديد. ليس فقط في انخفاض الأسعار، بل في أن “التاجر الوطني” لا يزال موجوداً، وأن الضمير التجاري، رغم كل شيء، لم يمت بعد.
في زمن تُقاس فيه الأرباح بالريال، يُذكّرنا شويجر بأن أغلى ما في التجارة ليس الربح، بل الاحترام.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة :
المشهد اليمني، ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت وإنما تم نقله بمحتواه كما هو من المشهد اليمني، ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة على المصدر السابق ذكره.