اخبار اليمن الان | ”من طهران إلى الحديدة: شبكة تهريب أسلحة كيميائية تُعيد رسم خريطة الإرهاب في اليمن”

”من طهران إلى الحديدة: شبكة تهريب أسلحة كيميائية تُعيد رسم خريطة الإرهاب في اليمن”

الإثنين 11 أغسطس 2025 12:04 صـ 17 صفر 1447 هـ

المقبوض عليهم

المشهد اليمني – خاص

في تطور أمني خطير يُعيد رسم خريطة التهديدات الإقليمية والدولية، كشف سياسي يمني بارز عن شبكة تهريب أسلحة استراتيجية وكيميائية تديرها المليشيا الحوثية بدعم مباشر من الحرس الثوري الإيراني، وتُعدّ من أعقد وأكثر الشبكات تطوراً في تاريخ الصراع اليمني.

جاء ذلك في سلسلة تصريحات موسعة أدلى بها السياسي اليمني كامل الخوداني عبر منصة “إكس”، استند فيها إلى اعترافات خلية تهريب حوثية تم ضبطها مؤخراً، كاشفاً عن بنية تنظيمية دولية تتجاوز الحدود الجغرافية لليمن وتُشكل تهديداً مباشراً للأمن الإقليمي والدولي.

شبكة تهريب متعددة الطبقات بدعم إيراني كامل

أكد الخوداني أن الحرس الثوري الإيراني نجح في بناء وتطوير شبكة تهريب متطورة تُستخدم لنقل أسلحة متطورة، بما في ذلك صواريخ دقيقة، طائرات مسيرة متطورة، منظومات دفاع جوي، رادارات حديثة، ومواد كيميائية محظورة، إلى المليشيا الحوثية في اليمن. ولفت إلى أن هذه الشبكة لا تقتصر على نقل السلاح، بل تتضمن تجنيداً دولياً، تدريباً متقدماً، وتنسيقاً عسكرياً وتقنياً دقيقاً يُدار من طهران.

وأشار الخوداني إلى أن الحرس الثوري يسيطر على مسارات بحرية وجوية معقدة، تم اختراقها عبر دول في الشرق الأوسط، وشرق أفريقيا، وجنوب آسيا، حيث تُستخدم منافذ بحرية وتجارية كغطاء لتمرير الشحنات الممنوعة. ولفت إلى أن هذه العمليات تتم تحت إشراف مباشر من قيادات إيرانية بارزة، أبرزها “محمد جعفر الطالبي”، المسؤول عن التنسيق بين الحرس الثوري والمليشيا الحوثية، والذي يشرف على معسكرات تدريب سرية في إيران، حيث يُنقل إليها عناصر حوثية عبر طرق جوية وبحرية مموهة.

تجنيد دولي وتوظيف الظروف الإنسانية

في تفاصيل مثيرة، كشف الخوداني أن عمليات التجنيد لا تقتصر على اليمنيين فحسب، بل تشمل صوماليين وهنوداً، يتم توظيفهم في خلايا التهريب، إما كعناصر تنفيذية أو كبحارة لتشغيل القوارب الصغيرة التي تُستخدم في عمليات التهريب الساحلية.

كما أوضح أن الظروف المعيشية الصعبة التي يعيشها البحارة اليمنيون تُستغل بشكل منهجي لتجنيدهم ضمن هذه الشبكات، مقابل مبالغ مالية زهيدة، دون أن يدركوا طبيعة المهام التي يُكلفون بها.

ثلاث مسارات رئيسية للتهريب: من إيران إلى الصليف

استعرض الخوداني المسارات الثلاثة الرئيسية التي تعتمدها الشبكة لنقل الأسلحة إلى المليشيا الحوثية في الحديدة، وهي:

  1. المسار المباشر من ميناء بندر عباس (إيران) إلى ميناء الصليف (الحديدة):
    تُشحن الأسلحة في حاويات تُموَّه بعناية داخل مواد تجارية، وتُغطى بوثائق شحن مزورة، وتُنقل عبر سفن شحن تجارية إيرانية أو تابعة لجهات وهمية.

  2. المسار عبر سواحل الصومال:
    يُستخدم قوارب صغيرة (بوتات) تديرها خلايا تابعة للحرس الثوري، تُنقل عبرها الشحنات من المياه الإقليمية الإيرانية إلى سواحل الصومال، ثم تُنقل براً أو عبر قوارب ثانوية إلى ميناء الصليف في الحديدة.

  3. المسار التجاري عبر جيبوتي:
    تُستخدم منافذ تجارية في ميناء جيبوتي لاستقبال شحنات مموهة تحت غطاء معدات صناعية أو كهربائية، ثم تُنقل لاحقاً عبر عناصر محلية إلى اليمن، متجنبة الرقابة الدولية.

شحنات كيميائية وتقنيات تبريد دقيقة

وأبرز الخوداني أن بعض الشحنات تضم مواد كيميائية محظورة تُستخدم في تصنيع أسلحة غير تقليدية، وتُحفظ في حافظات تبريد متطورة تُضبط درجات حرارتها بدقة عالية من قبل خبراء إيرانيين، مما يدل على درجة متقدمة من التخطيط والاحترافية التقنية.

ووصف هذه العمليات بأنها “ليست مجرد تهريب، بل جزء من برنامج عسكري استراتيجي تدعمه طهران لتمكين الحوثيين من التطور التكنولوجي والتصنيع الحربي”.

كشف الوجه الخفي: أسلحة مفككة داخل معدات ورش

في تفاصيل صادمة، كشف الخوداني أن الشحنة المضبوطة مؤخراً، والتي تُعدّ الرقم 12 منذ بدء عمليات التهريب المكثفة، كانت مموهة بذكاء داخل معدات تُستخدم في الورش الصناعية، مثل مولدات كهربائية، محولات، مضخات هواء، وأعمدة هيدروليكية. ولفت إلى أن عناصر الخلية نفسها صُدموا حين فُتحت الحاويات، ليجدوا داخلها صواريخ مفككة، طائرات مسيرة من طرازات متطورة، ومنظومات دفاع جوي ورادارات دقيقة، كانت المليشيا الحوثية تدّعي تصنيعها محلياً، بينما تُنتج فعلياً في مصانع إيرانية وتُنقل عبر هذه الشبكة السرية.

تفادي الرقابة الدولية: مسارات بديلة عبر المياه الإريترية

وأشار الخوداني إلى أن الشبكة تتجنب بعناية المرور عبر مضيق باب المندب، الذي تنتشر فيه الدوريات الدولية وقوات خفر السواحل، وتُفضل استخدام مسارات بديلة تمر عبر المياه الإريترية غرب الممر الملاحي، حيث تقل الرقابة الدولية، ما يتيح لها التحرك بحرية نسبية وتجنب الاعتراض.

قيادات حوثية بارزة تشرف على التهريب في الحديدة

في جانب استخباراتي دقيق، كشف الخوداني عن أسماء قيادات حوثية بارزة تشرف مباشرة على خلايا التهريب في مدينة الحديدة، ومن بينهم:

  • حسين حامد حمزة محسن العطاس
  • محمد درهم قاسم المؤيد (المعروف بـ “إبراهيم المؤيد”)
  • يحيى محمد حسن قاسم العراقي (المعروف بـ “يحيى جنية”)
  • فيصل أحمد غالب الحمزي

كما أشار إلى مساعدين رئيسيين لهم، بينهم:

  • إياد محمد عمر مقبول عطيني
  • وائل محمد سعيد عبدالودود
  • عمر أحمد عمر حاج (مساعد للعطاس)

وأكد أن هذه القيادات تُدار بشكل مباشر من قبل الحرس الثوري الإيراني وحزب الله اللبناني، وتتلقى التمويل، التوجيهات، والإشراف الفني من طهران وبيروت، في إطار ما وصفه بـ”تحالف إرهابي استراتيجي” يتجاوز حدود اليمن.

دعوة للتحقيق الدولي وتعزيز التعاون الأمني

في ختام تصريحاته، دعا كامل الخوداني إلى تحقيق دولي مستقل في عمليات التهريب هذه، وطالب المجتمع الدولي، وخاصة مجلس الأمن والاتحاد الأوروبي، باتخاذ إجراءات صارمة ضد الشبكات الإيرانية العابرة للحدود. كما دعا الدول العربية والإقليمية إلى تعزيز التعاون الأمني والاستخباراتي، وفرض رقابة مشددة على المنافذ البحرية والجوية، لمنع استمرار هذه التهديدات.

وأكد أن كشف هذه الشبكة “ليس مجرد انتصار أمني، بل فرصة تاريخية لمواجهة التمدد الإيراني في المنطقة، ووقف تهريب الأسلحة التي تُستخدم في استهداف المدنيين وتهديد الملاحة الدولية”.

تُعدّ هذه الاعترافات من أخطر الكشوفات الأمنية في السنوات الأخيرة، وتأتي في ظل تصعيد عسكري متصاعد في اليمن، وتزايد الهجمات الحوثية على السفن التجارية والمطارات في جنوب السعودية.

وتُشير التقديرات إلى أن المليشيا الحوثية استخدمت أكثر من 500 طائرة مسيرة وصواريخ باليستية في الهجمات خلال العامين الماضيين، معظمها يُعتقد أن مصدرها إيراني، وهو ما تدعمه الآن هذه الاعترافات بوجود شبكة تهريب متطورة.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة :
المشهد اليمني، ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت وإنما تم نقله بمحتواه كما هو من المشهد اليمني، ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة على المصدر السابق ذكره.

زر الذهاب إلى الأعلى