اخبار اليمن الان | ”من القاهرة إلى صنعاء: كيف أشعل لقاء زفاف ال عفاش موجة تهديدات حوثية ضد الأحمر؟”

”من القاهرة إلى صنعاء: كيف أشعل لقاء زفاف ال عفاش موجة تهديدات حوثية ضد الأحمر؟”
المشهد اليمني – خاص
في مشهد لم يُقرأ فقط كاستعراض عسكري، بل كـ”رسالة تهديد مكشوفة”، نفذت ميليشيا الحوثي، الأربعاء، عرضًا عسكريًا مهيبًا أمام منزل الراحل الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر، زعيم قبيلة حاشد ورئيس مجلس النواب الأسبق، في حي الحصبة بالعاصمة صنعاء. خطوة غير مسبوقة، أثارت جدلًا واسعًا على المستويين الشعبي والسياسي، وسط تفسيرات تشير إلى أن ما حدث ليس مجرد استعراض للقوة، بل تعبير صريح عن قلق داخلي متصاعد، ومحاولة يائسة لفرض الهيمنة على رمزية لم تُهزم بالحرب، بل صمدت عبر العقود.
التفاصيل الكاملة: توقيت حرج ودلالات خطيرة
أثار العرض العسكري الحوثي، الذي تضمن تجمعًا مسلحًا ورفع أعلام الجماعة أمام المنزل التاريخي، موجة من الغضب والاستنكار في أوساط نشطاء يمنيين وقيادات قبلية وسياسية. وانتشرت على منصات التواصل الاجتماعي صور وفيديوهات توثق التحركات، مع تعليقات تصف الحدث بأنه “استفزاز ممنهج” و”اعتداء على رمزية القبيلة”.
اللافت أن هذا التحرك جاء بعد يومين فقط من لقاء لافت في القاهرة، جمع كلًا من العميد طارق صالح، واللواء هاشم الأحمر، وكهلان مجاهد أبو شوارب، على هامش مناسبة زفاف توحد عائلات آل عفاش والقاضي ودويد. وهو اللقاء الأول من نوعه منذ أحداث 2011، واعتبره مراقبون “مؤشرًا أوليًا على تقارب استراتيجي” بين قوى مناهضة للحوثيين، وإن جرى في إطار اجتماعي.
“اختيار الحوثي لمنزل الأحمر ليس صدفة، بل تعبير عن رعب من أي تقارب قبلي-سياسي” — محلل سياسي يمني
رسالة سياسية أم تهديد مبطن؟
يؤكد مراقبون أن التزامن بين العرض العسكري في صنعاء واللقاء السياسي في القاهرة ليس تصادفيًا، بل يحمل دلالات متعددة الاتجاهات:
إلى الداخل: إرسال إشارة واضحة بأن “لا مجال للتجمعات القبلية خارج الإشراف الحوثي”،
إلى الخارج: إظهار القوة في مواجهة ما تصفه الجماعة بـ”المؤامرات الدولية”،
إلى الأسرة الحمراء تحديدًا: تهديد غير مباشر للشيخ حمير بن عبدالله الأحمر، شيخ مشايخ حاشد، ومنعه من لعب دور سياسي أو قبلي فاعل.
ووفق مصادر قبلية، فإن الجماعة اعتبرت أي نشاط اجتماعي أو قبلي تقليدي — مثل حضور مناسبات الزواج أو إحياء الذكرى السنوية لثورة 26 سبتمبر — “مخالفة خطيرة” و”خيانة للقضية الفلسطينية”، في تبرير مثير للسخرية والغضب.
تصعيد خطير: من الاستعراض إلى التهديد المباشر
في تطور مقلق، كشف الخبير في شؤون الجماعات المسلحة عدنان الجبرني أن الجماعة لم تكتفِ بالعرض أمام منزل الشيخ الأحمر، بل نفذت وقفة مسلحة أمام منزل الشيخ حمير الأحمر نفسه، في خطوة تُعد أول تصعيد مباشر ضد شيخ مشايخ حاشد.
“الحوثيون يعيشون فوضى داخلية.. ويفسرون أي تجمع قبلية عادي على أنه جزء من مخطط أمريكي-إسرائيلي” — عدنان الجبرني
وأضاف الجبرني أن هذا التصعيد يعكس حالة من الهوس الأمني والانعزال المجتمعي تعيشه قيادة الجماعة، خاصة تحت وطأة ما وصفه بـ”الهواجس المرضية” لدى عبدالملك الحوثي، الذي بات يشك في كل تحرك، حتى لو كان اجتماعيًا بريئًا.
ردود فعل: “هذا ليس عرضًا، بل إعلان حرب على القبائل”
من جانبه، وصف السياسي والناشط اليمني عادل النزيلي الحدث بأنه “مفارقة درامية”، موضحًا:
“الحوثيون يحاكون المعارضة أمام أبواب السلطة، لكنهم يقفون عاجزين أمام رمزية بيت الأحمر. النفوذ لا يُقاس بالسلاح فقط، بل بالجذور”.
وأشار نشطاء آخرون إلى أن هذه الخطوة قد تُعد أكبر خطأ تكتيكي ترتكبه الجماعة، لأنها لا تهدد أسرة واحدة فقط، بل تتحدى النسيج القبلي اليمني بأكمله. وحذروا من أن مثل هذه التحركات قد تؤدي إلى عكس المطلوب: توحيد الصفوف المناهضة للحوثيين، وتقوية التحالفات بين القوى السياسية والقبلية.
السياق الأوسع: هل تُعيد اليمن ترتيب تحالفاتها؟
يأتي هذا الحدث في وقت تشهد فيه الساحة اليمنية تحولات متسارعة، مع تجدد الحديث عن حلول سياسية، وتحركات دبلوماسية مكثفة، واتجاهات نحو إعادة بناء التحالفات. وفي هذا السياق، يُنظر إلى لقاء القاهرة ليس كحدث عائلي، بل كـعلامة فارقة قد تُعيد تشكيل خريطة القوى المناهضة للحوثيين.
في المقابل، يبدو أن الجماعة، التي تسيطر على صنعاء منذ 2014، تُدرك أن الخطر الأكبر ليس من الجبهات العسكرية، بل من التضامن القبلي والسياسي. ومن هنا، فإن محاولة كسر رمزية بيت الأحمر — الذي يُعد رمزًا للجمهورية والوحدة والقبائل — يُقرأ كمحاولة يائسة للحفاظ على السيطرة.
الخلاصة: هشاشة في القوة، وقوة في الرمزية
رغم كل العروض العسكرية، ورغم سيطرة الحوثي على العاصمة، إلا أن العرض أمام منزل الأحمر كشف عن شيء واحد: هشاشة الجماعة في مواجهة الرموز الحقيقية. ففي اليمن، لا تُقاس القوة بالدبابات والأسلحة فقط، بل بمن يمتلك الجذور، والقبائل، والتاريخ.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة :
المشهد اليمني، ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت وإنما تم نقله بمحتواه كما هو من المشهد اليمني، ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة على المصدر السابق ذكره.