اخبار اليمن الان | ”من أين لك هذا؟” السؤال المُحَرَّم في اليمن.. لماذا يُصمت الشعب أمام ثروات المسؤولين؟

في بلد منهك من الحرب، وشديد الفقر، تُثير مظاهر الثراء الفاحش لبعض المسؤولين وعائلاتهم تساؤلات محرجة تُهمس في الزوايا، لكنها نادرًا ما تُطرح علنًا.

بينما يعاني الملايين من انعدام الخدمات الأساسية، تُبنى قصور فاخرة، وتُستعرض سيارات فاخرة، ويُتباهى بأبنية ضخمة لا تُفسَّر بمصادر دخل رسمية. في هذا السياق، طرح الصحفي اليمني البارز أحمد الشلفي، مراسل قناة الجزيرة، سؤالاً بسيطًا لكنه جوهري: “من أين لك هذا؟” — سؤالٌ يُختزل فيه مصير دولة، ويُكشف فيه وجه الفساد المستشري.
ففي تغريدة لاقت تفاعلًا واسعًا على منصات التواصل، أكد أحمد الشلفي أن السؤال الأكثر إلحاحًا الذي ينبغي أن يوجهه كل يمني إلى أي مسؤول — حالي أو سابق — أو إلى أبنائهم وذريتهم، هو: “من أين لك هذا؟”، معتبرًا أن هذا التساؤل البسيط يُعد حجر الأساس في بناء ثقافة المساءلة والشفافية.

وقال الشلفي: “الأسف كل الأسف أن هذا السؤال غائب عن الواقع اليمني، وحلت محله ثقافة التزلف والتملق، حيث يتسابق الكثيرون إلى الإعجاب بثروات المسؤولين، ومظاهر البذخ، وتمجيدهم، بدلًا من محاسبتهم أو مطالبتهم بكشف مصدر ثرواتهم المشبوهة.”

وأضاف: “المسؤول الذي لا يستطيع تبرير مصدر دخله، بينما يعيش شعبه على وجبة واحدة في اليوم، ليس فقط فاسدًا، بل خائنًا لوطنه وشعبه.”

وأشار الشلفي إلى أن التصفيق للثراء الفاحش في ظل انهيار اقتصادي شامل، هو ما يُغذّي ثقافة الإفلات من العقاب، ويُرسّخ منظومة فساد متشابكة تُدمّر الدولة من الداخل. ولفت إلى أن أكثر من 80% من سكان اليمن يعيشون تحت خط الفقر، وفقًا لأحدث تقارير الأمم المتحدة، بينما تُباع الأراضي الحكومية بأسعار زهيدة لمقربين من النخبة، وتُستحوذ على موارد الدولة باسم “الواسطة” أو “الانتماء الحزبي”.
بحسب تقارير صادرة عن منظمة الشفافية الدولية، فإن اليمن تحتل المرتبة 162 من أصل 180 دولة في مؤشر مدركات الفساد لعام 2023، ما يعكس ترديًا حادًا في مؤشرات النزاهة، وغياب آليات محاسبة فعالة.

التحول الثقافي كمفتاح للإصلاح:
يؤكد الشلفي أن مكافحة الفساد لا تبدأ فقط بمحاسبة قضائية أو إدارية، بل تبدأ من تغيير ثقافة المجتمع. “عندما نتوقف عن الإعجاب بالسيارة الفاخرة، ونبدأ بالسؤال عن مصدرها، فحينها نكون قد خطونا أول خطوة نحو دولة القانون”، يقول.

ويضيف: “المحاسبة ليست عدوانًا، بل هي وسيلة لحماية المال العام، وضمان العدالة. لا يمكن أن نبني دولة عادلة ونحن نصفق لمن سرق أحلام أطفالنا.”

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة :
المشهد اليمني، ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت وإنما تم نقله بمحتواه كما هو من المشهد اليمني، ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة على المصدر السابق ذكره.

زر الذهاب إلى الأعلى