اخبار اليمن الان | صحفي يمني بارز يُفجّر مفاجأة بـ”اعترافات صادمة”: ”كنا سببًا في انهيار اليمن.. ونتحمل وزر كل جوع وعار”

في خطوة لم تُسجَّل من قبل في المشهد الإعلامي اليمني، أثار الصحفي اليمني المعروف رضوان الهمداني عاصفة واسعة من الجدل، بعد أن نشر تدوينة شخصية صادمة على حسابه في وسائل التواصل الاجتماعي، اعترف فيها بمسؤوليته – إلى جانب عدد من زملائه في الوسط الصحفي – عن “الانهيار الشامل” الذي تشهده اليمن منذ سنوات، مُحمّلًا نفسه وزر ما آلت إليه الأوضاع الإنسانية والسياسية في البلاد.

في تدوينة طويلة حملت طابعًا اعترافيًا حادًا، قال الهمداني: “أقر وأعترف، وأنا بكامل قواي العقلية، أننا كصحفيين مارسنا أوسخ دور في إسقاط النظام في اليمن. لقد مارسنا الكذب، والدجل، والتزييف الإعلامي، نكاية بنظام الرئيس السابق علي عبد الله صالح (عفاش) “.

وأضاف: “نحن من حرّضنا الشعب، ونحن من أشعلنا نار الغضب، ونحن من هيّجنا الجماهير للخروج إلى الشوارع، ونحن من ساهمنا – عن قصد أو جهل – في تفتيت الدولة، وانهيار المؤسسات، وانزلاق البلاد إلى حرب لم تُبقِ ولا تذر “.

التدوينة، التي نُشرت مساء أمس وسرعان ما انتشرت بشكل واسع بين المتابعين والناشطين، تميّزت بلهجة نادرة من التأمل الذاتي والندم العميق، حيث لم يكتفِ الهمداني بالحديث عن الأبعاد السياسية، بل توسّع إلى الأبعاد الإنسانية والأخلاقية لما خلّفته الأحداث من كوارث إنسانية.

وقال الصحفي اليمني: “أقسم بالله أن كل امرأة تُجبر على بيع عرضها لتقضي ليلتها دون جوع، أنا كنت سببًا في ذلك. وكل طفل يموت جوعًا في مأرب أو الحديدة أو صنعاء، كنت شريكًا في موته. وكل بيت هُدم، وكل مستشفى أُغلق، وكل مدرسة تحولت إلى ثكنة عسكرية أو ملجأ للنازحين، فإن يدي كانت في ذلك “.

وأكد الهمداني أن ما قام به هو ليس طلبًا للغفران، ولا محاولة للتبرئة، بل “اعترافًا صريحًا بالذنب”، مضيفًا: “لا أبحث عن الصفح، ولا أنتظر رحمة من أحد. فقط أقول الحقيقة التي كتمتها نفسي لسنوات: كنا أداة في يد القوى المتصارعة، وخدمنا أجندات، ونسينا أن وظيفتنا هي الحقيقة، لا التحريض “.

وأشار إلى أن بعض الصحفيين كانوا “مغررين بهم”، وآخرون “دفعهم الحقد، أو المناطقية، أو الطموح السياسي”، موضحًا أن الإعلام في تلك المرحلة تحول من أداة رقابة إلى أداة تحريض، ومن منبر للنقد إلى ساحة للتشهير والكراهية.

التدوينة أثارت ردود فعل متباينة على نطاق واسع. فبينما أشاد البعض بشجاعة الهمداني في الاعتراف بما يُعتبر “خطيئة جماعية” في الوسط الإعلامي، انتقده آخرون، واعتبروا أن مثل هذه الاعترافات “تأتي متأخرة جدًا”، وأنها لا تُعيد دولة، ولا تُنقذ ميتًا، ولا تُعوّض مشردًا.

في المقابل، دعا ناشطون وكتاب يمنيون إلى “مراجعة شاملة” للخطاب الإعلامي خلال العقد الماضي، مطالبين بتشكيل لجنة وطنية مستقلة لمحاسبة الأدوار الإعلامية في تأجيج الصراع، وتحريف الوقائع، وتغذية الفتنة.

أما الهمداني، فقد اختتم تدوينته بقوله: “قد لا يغفر لنا التاريخ، ولا الشعب، ولا حتى أنفسنا. لكن من حق اليمن أن تسمع الحقيقة. ومن حق الضحايا أن يعرفوا من أشعل النار “.

تُعد هذه التدوينة واحدة من أكثر الاعترافات الإعلامية جرأة في السياق اليمني، وتُطرح أسئلة عميقة حول دور الصحافة في فترات الصراع، ومسؤولية الكلمة، وحدود التحريض، في زمن انهارت فيه كل المعايير، وغابت فيه الحقيقة وراء السطور.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة المشهد اليمني , ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت وانما تم نقله بمحتواه كما هو من المشهد اليمني ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة على المصدر السابق ذكرة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى