اخبار اليمن الان | سرداب غامض يعيد كتابة تاريخ اليمن القديم – ماذا وجد الأهالي في ذمار؟”

في لحظة لم تكن في الحسبان، تحوّلت أعمال حفر روتينية لتصريف مياه الصرف الصحي إلى كشف أثري قد يُعيد رسم خريطة التاريخ القديم في وسط اليمن. ففي مديرية وصاب بمحافظة ذمار، عثر أهالي المنطقة على سرداب حجري ودرجات عميقة وبنية إنشائية غامضة، يُرجّح أنها تعود إلى حضارة قديمة نسيها الزمن.

85.10.193.41

الاكتشاف، الذي تمّ بالصدفة، فجّر مخاوف واسعة من تعرّض الموقع للنهب أو التدمير، في ظل غياب تام للرقابة الرسمية، وسط دعوات مُلحة لإنقاذ كنز أثري قد يكون “المفتاح المفقود” لفهم حقبة ما قبل الميلاد في المنطقة.
في قرية نائية من قرى مديرية وصاب، وعلى عمق يتراوح بين 4 إلى 5 أمتار تحت سطح الأرض، كشفت أعمال الحفر المنزلية عن درجات حجرية منتظمة تؤدي إلى سرداب واسع، تتوزع حوله معالم بنائية تُظهر تقنيات بناء متطورة، تشبه تلك المستخدمة في المنشآت التاريخية اليمنية القديمة.

وبحسب شهود عيان، فإن الجدران الحجرية المبنية بعناية، والأسقف المقوسة، والمواد المستخدمة في البناء، تشير إلى أن هذا الموقع قد يكون جزءًا من منشأة أثرية متكاملة، ربما تعود إلى العصر الحميري أو ما قبله.

“كنا نحفر حفرة صرف صحي عادية، ففوجئنا بدرج حجري ينزل عميقًا”، يقول أحد سكان القرية، مضيفًا:

“كل شيء منظم، الحجارة مقطوعة بدقة، والسرداب طويل جدًا، لم نتمكن من استكشافه بالكامل. نشعر أننا وقفنا على شيء كبير، لكن لا أحد يسمعنا”.

وأكد عدد من السكان أن الموقع يحمل طابعًا معماريًا غير مألوف في المنطقة، ما يعزز الاعتقاد بأنه جزء من بنية تحتية قديمة، ربما تُستخدم كمخبأ، أو مستودع، أو حتى معبد صغير يعود إلى حقبة ما قبل الإسلام.

تحذيرات من نهب ودمار:
رغم أهمية هذا الاكتشاف، إلا أن السكان يعيشون حالة من القلق الشديد من تعرّض الموقع للتخريب أو النهب، خاصة في ظل تصاعد عمليات التنقيب غير المشروع عن الآثار في مناطق سيطرة جماعة الحوثي. ويشير مراقبون إلى أن أكثر من 60 موقعًا أثريًا تعرض للنهب في اليمن خلال السنوات الخمس الماضية، وفق تقارير صادرة عن منظمات دولية متخصصة في حماية التراث.

“اللصوص ينتظرون الفرصة”، يقول أحد السكان متخوفًا، “كل يوم يمر دون تدخل رسمي هو فرصة للبسط على الموقع وسرقة أي قطعة قديمة قد تكون بداخله”.

وطالبت أوساط محلية وناشطون في مجال التراث، الهيئة العامة للآثار والمتاحف ووزارة الثقافة في صنعاء، بإيفاد فريق فني عاجل لمعاينة الموقع، وتوثيقه، ووضعه تحت الحماية، قبل أن يُفقد دليل حضاري مهم.

أهمية الموقع الأثرية وانعكاساته المحتملة:
يُعدّ هذا الاكتشاف، إن تأكدت قدمه، نقلة نوعية في فهم التسلسل الحضاري لمنطقة وصاب، التي لم تُعرف سابقًا بوجود مواقع أثرية بارزة. وتشير مصادر أثرية غير رسمية إلى أن المنطقة تقع على تقاطع طرق تجارية قديمة، ما يجعل وجود منشآت تراثية فيها أمرًا منطقيًا.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة :
المشهد اليمني، ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت وإنما تم نقله بمحتواه كما هو من المشهد اليمني، ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة على المصدر السابق ذكره.

زر الذهاب إلى الأعلى