اخبار اليمن الان | حادث مأساوي في تعز: سيول الأمطار تجرف طفلة تبلغ 7 سنوات وتودي بحياتها أمام منزلها

شهدت محافظة تعز، جنوب غرب اليمن، مأساة إنسانية مروعة إثر جرف سيول الأمطار الغزيرة لطفلة تبلغ من العمر 7 سنوات، في عزلة الخالف التابعة لمديرية ماوية، ما أدى إلى وفاتها غرقاً في حادثة أثارت موجة من الحزن والأسى في أوساط المجتمع المحلي.

ووفق مصادر محلية، فإن الطفلة، التي كانت تدرس في الصف الأول الابتدائي، فقدت حياتها بعد أن جرفتها سيول الأمطار من أمام منزلها في منطقة وادي الديبة، وحملتها لمسافة تزيد على عدة مئات من الأمتار قبل أن تُستخرج جثتها قرب سد الخالف، في مشهد مؤلم أبكى الأهالي وعوائل المنطقة.

وأكد شهود عيان أن السيول الجارفة، التي اجتاحت المنطقة فجراً جراء هطول أمطار غزيرة استمرت لأكثر من 12 ساعة، جرفت فتاتين كانتا تقفان قرب سفح تلة مطلة على الوادي. وتمكن الأهالي من إنقاذ إحداهما بعد جهود مكثفة، بينما باءت محاولات إنقاذ الطفلة الثانية بالفشل، ما أدى إلى فقدانها في مياه السيول العكرة والمتلاطمة.

وأشارت المصادر إلى أن سرعة تدفق المياه وارتفاع منسوبها جعل من مهمة الإنقاذ شبه مستحيلة، خاصة مع انعدام وسائل الإغاثة والطوارئ في المنطقة، وعدم توفر فرق متخصصة للتعامل مع الكوارث الطبيعية.

وتأتي هذه الفاجعة في ظل استمرار موجة من الأمطار الغزيرة التي ضربت مختلف مناطق محافظة تعز خلال الأيام الماضية، ما تسبب في أضرار بالغة في الطرق، والجسور، والمنازل، وشبكات الري، إضافة إلى تدمير مزارع ومحاصيل زراعية، وتشريد عدد من العائلات في مناطق متفرقة من المديرية.

وأكد مسؤولون محليون في مديرية ماوية أن السيول تسببت في تشكل أودية جارفة في مناطق منخفضة لم تشهد مثل هذه الظواهر منذ سنوات، مما يشير إلى تغيرات مناخية متسارعة، وغياب التخطيط العمراني والبيئي المناسب للتعامل مع هذه الظروف.

وأعرب ناشطون محليون ومؤسسات مجتمع مدني عن قلقهم البالغ من تكرار مثل هذه الحوادث، مشيرين إلى أن تعز، شأنها شأن مناطق يمنية كثيرة، تفتقر إلى بنية تحتية قادرة على مواجهة الكوارث الطبيعية، كما تفتقر إلى خطط استجابة طارئة، أو أنظمة إنذار مبكر، أو ملاجئ آمنة في المناطق المهددة بالسيول.

وفي هذا السياق، رفعت السلطات المحلية في مديرية ماوية حالة التأهب القصوى، ودعت إلى تشكيل لجان محلية للإغاثة، ورصد المناطق الأكثر عرضة للخطر، مع مطالبات متصاعدة بتدخل عاجل من الجهات المختصة لتوفير الدعم الضروري للمتضررين، وتنفيذ حملات توعوية حول مخاطر السيول، خصوصاً بين الأطفال والنساء.

وأضافت مصادر محلية أن العائلة فقدت طفلتها الوحيدة، التي كانت تُعد مصدر فرح كبير في بيتها، وسط حالة من الحزن العميق تسود أحياء قرية الخالف، حيث تُقام مجالس العزاء، وتتكرر قصص رفيقاتها الصغيرات اللواتي يروين براءة الضحية وابتسامتها الدائمة.

ويُذكر أن محافظة تعز، التي تعاني من تدهور اقتصادي وأمني وخدمي حاد بسبب سنوات من الحرب والانقسامات، باتت أكثر عرضة للكوارث الطبيعية، في ظل انهيار الخدمات العامة، وتوقف مشاريع البنية التحتية، وغياب أي خطط تنموية شاملة.

ويُنظر إلى هذه الحادثة باعتبارها تذكيراً مريراً بضرورة اتخاذ إجراءات استباقية للوقاية من الكوارث، وتعزيز قدرات المجتمعات المحلية على الصمود، خاصة في فصل الأمطار، حيث تتحول الأودية إلى ممرات قاتلة تهدد حياة السكان، خصوصاً في ظل تزايد تكرار الظواهر المناخية المتطرفة.

وفي الوقت الذي يحاول فيه الأهالي تضميد جراحهم، لا تزال صورة الطفلة الصغيرة، التي كانت تطمح أن تصبح معلمة يوماً، تُحاصر أحلام من عرفوها، في مأساة إنسانية تُضاف إلى سلسلة المعاناة الطويلة التي تعيشها مدينة تعز وسكانها، في ظل تراكم الكوارث الطبيعية والانسانية معاً.

“كانت تضحك وتعد أيام الدوام المدرسي… واليوم، لم يعد هناك من يناديها”، بهذه الكلمات ودّع أحد الجيران الطفلة الصغيرة، في مشهد يختزل حزناً لا يُوصف، ونداءً صامتاً بالتحرك قبل أن تُكتب مأساة أخرى.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة :
المشهد اليمني، ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت وإنما تم نقله بمحتواه كما هو من المشهد اليمني، ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة على المصدر السابق ذكره.

زر الذهاب إلى الأعلى