اخبار اليمن الان | ”اليمن يلجأ إلى مصر لإنقاذ هويته .. خطوة تاريخية تُربك الحوثيين!”

في خطوة تُعدّ من أبرز التحركات الاستراتيجية لتعزيز الخطاب الديني المعتدل في اليمن، وقّعت وزارة الأوقاف والإرشاد اليمنية مذكرة تفاهم واسعة النطاق مع جامعة الأزهر الشريف في القاهرة، تُفتح بها صفحة جديدة من التعاون الأكاديمي والعلمي مع المعهد العالي للتوجيه والإرشاد — الذراع التعليمي الرئيسي للوزارة.
ويُنظر إلى هذا الاتفاق، الذي وُقّع في العاصمة المصرية، على أنه رافعة نوعية لتطوير الكوادر الدينية اليمنية، في ظل تصاعد التحديات المرتبطة بانتشار الخطاب المتطرف، وسط دعوات متزايدة لتعزيز مناهج الوسطية والاعتدال في المؤسسات الدينية.
تفاصيل الاتفاق: بناء جسر علمي بين صنعاء والقاهرة
نصت مذكرة التفاهم، التي وُقّعت برعاية رسمية وحضور رمزي، على تعزيز التعاون في عدة محاور رئيسية، تشمل:
تبادل الخبرات الأكاديمية بين المعهد العالي للتوجيه والإرشاد ونظيره في الأزهر.
تطوير البرامج التدريبية للدعاة والواعظات والكوادر الدينية.
دعم الأبحاث المشتركة في علوم الشريعة الإسلامية واللغة العربية.
إطلاق منح دراسية وبرامج تبادل طلابي وأكاديمي.
تنظيم ورش عمل ومؤتمرات مشتركة لمواجهة التطرف الفكري.
وأكد بيان صادر عن وزارة الأوقاف اليمنية أن الاتفاق يُعد “نقطة تحول حقيقية” في مسيرة التحديث المؤسسي، مستفيداً من الرصانة العلمية والمكانة العالمية لجامعة الأزهر، التي تُعدّ من أعرق المؤسسات الدينية في العالم الإسلامي.
التوقيع في حضرة علماء: شبيبة وداوود يرسمان خارطة طريق دينية جديدة
وقع الاتفاق كل من:
الدكتور محمد شبيبة، وزير الأوقاف والإرشاد اليمني.
الدكتور كمال باهرمز، عميد المعهد العالي للتوجيه والإرشاد.
الدكتور سلامة داوود، رئيس جامعة الأزهر.
الدكتور محمود صديق، نائب رئيس الجامعة للدراسات العليا والبحث العلمي.
وأكد شبيبة أن الاتفاق يمثل “قفزة نوعية” في بناء قدرات المؤسسة الدينية اليمنية، قائلاً:
“نستهدف من خلال هذا التعاون تأهيل جيل جديد من الدعاة والعلماء، قادرين على مواجهة محاولات تجريف الهوية الدينية والوطنية، ومحاربة الخطاب الطائفي الذي تروّجه جماعة الحوثي، ونشر قيم الوسطية والاعتدال التي تمثل جوهر الإسلام الحقيقي.”
وشدد على أن “الازهر لم يكن يوماً مجرد جامعة، بل حصن الأمة من التطرف، ومرجعية فكرية عالمية نعتز بانتمائنا إليها”.
الأزهر يرد بالتقدير: “الإيمان يمان.. والحكمة يمانية”
من جانبه، أعرب رئيس جامعة الأزهر، الدكتور سلامة داوود، عن اعتزازه العميق بالعلاقة التاريخية بين الأزهر واليمن، مذكّراً بحديث النبي محمد ﷺ:
“الإيمان يمان، والحكمة يمانية”.
وأضاف داوود:
“لطالما كان للطلاب اليمنيين مكانة خاصة في كليات الأزهر، وهم من أبرز من حملوا راية العلم والوسطية. هذا الاتفاق ليس مجرد توقيع ورقي، بل هو تجديد لعهد قديم بين شعبين، تربطهما روابط الدين والعلم والحضارة.”
كما استعرض الجانبان، خلال لقاء مغلق، أوضاع الطلبة اليمنيين الدارسين في مصر، حيث أكّد شبيبة على أهمية تسهيل إجراءات القبول وتقديم الدعم المالي واللوجستي، مشيداً بـ”الدور التاريخي للأزهر في إرساء النهضة التعليمية في اليمن منذ منتصف القرن الماضي”.
ما الذي يعنيه هذا الاتفاق للمستقبل الديني في اليمن؟
يأتي هذا الاتفاق في وقت تشهد فيه الساحة الدينية في اليمن تصدعاً خطيراً، مع تزايد استخدام الدين كأداة للتجنيد والانقسام من قبل جماعات مسلحة. وبحسب تقارير صادرة عن مركز الدراسات الشاملة (2023)، فإن أكثر من 62% من المساجد في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين تُستخدم لنشر خطاب طائفي، ما يبرز الحاجة الملحة لوجود بديل علمي وديني معتدل.
ويمثل المعهد العالي للتوجيه والإرشاد، الذي يضم أكثر من 3000 طالب وطالبة، أحد أهم المرجعيات الرسمية للخطاب الديني في اليمن. وستُستثمر خبرة الأزهر في تطوير مناهجه، وتأهيل أساتذته، واعتماد معايير دولية في التعليم الديني.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة :
المشهد اليمني، ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت وإنما تم نقله بمحتواه كما هو من المشهد اليمني، ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة على المصدر السابق ذكره.