اخبار اليمن الان | ”احتجاجات تعز تُنذر بانفجار اجتماعي.. من سيُنقذ المدينة قبل فوات الأوان؟”

في مشهد يعكس عمق الأزمة الإنسانية المتفاقمة، شهدت مدينة تعز، اليوم الأربعاء، احتجاجات غاضبة واسعة اجتاحت حارتي “صينة” و”المناخ”، حيث خرج العشرات من السكان إلى الشوارع محتجين على انقطاع مائي متواصل منذ شهرين، في وقت تُغذي فيه خزانات مياه رئيسية أحياء أخرى بينما تُحرم مناطق سكنية بأكملها من أبسط مقومات الحياة.
الغضب الشعبي بلغ ذروته عندما قام الأهالي بقطع الشارع العام في حارة صينة، وأشعلوا الإطارات المطاطية وسط الطريق، ما أدى إلى تصاعد كثيف للدخان الأسود الذي حجب الرؤية تمامًا، وحول الشارع إلى سيناريو كابوسي يُذكر بانهيار الخدمات العامة في واحدة من أكثر المدن اليمنية معاناةً من الحرب والحصار.
“نحن لا نطلب كرمًا، نطلب حقنا في قطرة ماء!” – أحد المتظاهرين في حارة صينة، في تصريح موجع لمراسلنا.
احتجاجات تتصاعد: من الوقفة إلى الحرق
في حارة “المناخ”، نظم السكان وقفة احتجاجية حاشدة، رفعوا خلالها لافتات كُتب عليها: “نريد ماء، لا صهاريج بأسعار خيالية!” و**”لماذا نُهمل بينما الخزانات على بُعد أمتار؟”**، في إشارة إلى قرب بعض المنازل من محطات ضخ رئيسية، دون أن تصلها القطرة.
وأكد متظاهرون أنهم لم يحصلوا على توزيع منتظم للمياه منذ أكثر من 60 يومًا، ما اضطرهم إلى شراء المياه من صهاريج خاصة بأسعار تجاوزت 50 ألف ريال يمني (ما يعادل نحو 80 دولارًا أمريكيًا) للصهريج الواحد، في ظل انهيار اقتصادي متسارع وارتفاع جنوني في تكاليف المعيشة.
“إهمال متعمد” أم عجز مؤسسي؟
يشتبه السكان في أن التوزيع غير العادل للمياه ناتج عن تلاعب وتمييز جغرافي، حيث تُفضل أحياء معينة على أخرى لأسباب تُرجح أنها سياسية أو إدارية. واتهموا مؤسسة المياه والسلطات المحلية بـ”الإهمال المتعمد” وتجاهل شكاوى متكررة رُفعت منذ مارس الماضي.
“لقد قدمنا 14 شكوى رسمية، ولم نحصل على رد واحد!” – تقول المواطنة أم أحمد، التي تعيش في صينة، وتُعيل أسرة من 7 أفراد، وتضطر لشراء مياه الشرب من السوق، “كل يوم ننتظر، وكل يوم نخيب”.
تعز تحت الحصار: مأساة داخل مأساة
تأتي هذه الاحتجاجات في ظل تدهور حاد في الأوضاع الإنسانية في تعز، التي لا تزال تعاني من حصار خانق تفرضه مليشيا الحوثي منذ سنوات، ويُعد من أطول الحصارات في التاريخ الحديث، وفق تقارير الأمم المتحدة.
وأفادت منظمات محلية بأن أكثر من 60% من سكان تعز يعانون من انقطاع المياه لأكثر من 72 ساعة متواصلة، بينما تشير تقديرات غير رسمية إلى أن نحو 400 ألف نسمة في الأحياء الشرقية والشمالية للمدينة يعيشون دون تغذية منتظمة من الشبكة العامة.
تحذيرات من “الانفجار الكبير”
حذر المتظاهرون من أن “صبرهم قد شارف على النفاد”، وتوعدوا باتخاذ “إجراءات تصعيدية أكثر حسمًا” إذا لم تتحرك الجهات المسؤولة خلال الساعات الـ48 القادمة.
وتسود مخاوف من أن تتحول الاحتجاجات إلى مواجهات أوسع، خاصة في ظل تردي الخدمات الأساسية الأخرى مثل الكهرباء والصحة، ما يُنذر بكارثة إنسانية شاملة في واحدة من أكثر المدن اليمنية كثافة سكانية.
هل ستبقى تعز تدفع ثمن الإهمال السياسي؟
مع كل يوم يمر، تزداد الأسئلة: متى تُسمع صرخة العطش؟ ومن سيُحاسب على هذا التوزيع غير العادل للموارد الحيوية؟
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة :
المشهد اليمني، ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت وإنما تم نقله بمحتواه كما هو من المشهد اليمني، ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة على المصدر السابق ذكره.