اخبار النصر السعودي : ماذا تعرف عن «حصار» مسرح موقعة النصر واستقلول دوشنبه؟

في مشهد يجمع بين وهج التاريخ ونبض الحاضر، تحتضن المدينة العريقة «حصار» غرب العاصمة الطاجيكية دوشنبه، مساء الأربعاء، مواجهة النصر السعودي أمام استقلول دوشنبه، ضمن الجولة الخامسة من دوري أبطال آسيا 2، على أرضية ملعبها «هيسور» المركزي الذي استعاد بريقه بعد مشروع تطوير شامل بلغت كلفته أربعة ملايين دولار.
الملعب، الواقع في قلب المدينة الصغيرة، لم يعد مجرد منشأة رياضية، بل بات علامة على عودة الحياة إلى واحدة من أقدم مناطق آسيا الوسطى، التي تلتقي فيها الكرة الحديثة بإرث حضاري يمتد لآلاف السنين. فقد خضع الملعب لعمليات تحديث شملت الأرضية، المدرجات، مرافق الجماهير والمركز الإعلامي، ليصبح مؤهلًا لاستضافة المواجهات القارية.
ولا تنفصل حصار عن تاريخها العميق، فهي مدينة شكّلت عبر القرون محطة رئيسية على طريق الحرير، مستفيدة من موقعها الاستراتيجي في قلب وادي حصار الخصيب، الذي تغذيه أنهار صغيرة ساعدت على ازدهار الزراعة والتجارة، وجعلت منها مركزًا اقتصاديًا وحضاريًا مهمًا في المنطقة.
وتقف «قلعة حصار» شامخة كأبرز معالمها، وقد كانت مقرًا لحاكم بخارى الشرقي، إضافة إلى كونها نقطة عسكرية وتجارية رئيسية على الطرق القديمة. وتحيط بالقلعة محمية تاريخية وثقافية واسعة تضم مدرستين أثريتين تعود إحداهما إلى القرن السادس عشر والأخرى إلى القرنين السابع عشر والثامن عشر، إلى جانب مساجد قديمة وخان للقوافل يعرف بـ«نزل خشتين» شُيّد عام 1808 ليكون مأوى للتجار والمسافرين، فضلًا عن متحف تاريخي يضم قطعًا أثرية توثق تعاقب حضارات مرت من هنا، من الباكتريين إلى الكوشانيين ثم إمارة بخارى.
وعبر العصور، كانت حصار حصنًا مستقلًا ومركزًا للحرف والتجارة، قبل أن تتحول اليوم إلى وجهة ثقافية وسياحية بارزة في طاجيكستان، تستقطب الزوار الباحثين عن عبق الماضي وجمال الطبيعة المحيطة بها.
وتبعد المدينة نحو 15 كيلومترًا غرب دوشنبه، وترتبط بها عبر طرق جبلية وزراعية تعكس تنوعها الجغرافي، فيما يبلغ عدد سكانها قرابة 50 ألف نسمة، يشكل الطاجيك غالبيتهم بنسبة 81.6%، يليهم الأوزبك بنسبة 12.3%، ثم الروس بنسبة 3.6%، إضافة إلى أقليات أخرى.
وتعيش حصار هذه الأيام أجواء شتوية قاسية، مع درجات حرارة تقترب من الصفر المئوي، إلا أن برودة الطقس لا تقلل من سخونة المواجهة المنتظرة، حيث يتحوّل الملعب المجدد إلى مسرح كروي يكتب فصلًا جديدًا في تاريخ المدينة، جامعًا بين رائحة التاريخ وصخب المدرجات وأحلام التنافس القاري.
بهذا المشهد، لا تبدو مباراة النصر واستقلول دوشنبه مجرد لقاء في جدول البطولة، بل مناسبة تسلط الضوء على مدينة تنفض عنها غبار الزمن، وتفتح أبوابها للعالم من بوابة الرياضة، لتؤكد أن حصار ليست فقط ذاكرة حجر وقلاع، بل حاضرة تتجدد وتواكب الحاضر بثقة وطموح.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الرياضية , ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الرياضية ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة على المصدر السابق ذكرة.








