اخبار السودان : ماذا لو بقي "قرنق" مهندسا زراعيا؟

Stories

42 خبر

  • زلزال كامتشاتكا
  • إسرائيل توسع عملياتها في غزة
  • الدقيقة 91

ماذا لو بقي “قرنق” مهندسا زراعيا؟

من المفارقات التي تضادفنا أن حدثا أو موقفا قد يتعلق بشخص واحد يأتي في خضم ما، يغير في لحظات حاسمة مجرى التاريخ. هذا ما جرى للسودان في شخص الزعيم الجنوبي جون قرنق.

ماذا لو بقي "قرنق" مهندسا زراعيا؟

Sputnik

التاريخ بطبيعة الحال ليس لوحة بلون واحد ويمكن تشبيهها بفسيفساء معقدة وسريالية في كثير من الأحيان.

 الحدث الأول في هذه المشاهد التاريخية يتمثل في سفر جون قرنق في شبابه إلى الولايات المتحدة للدراسة هناك. أكمل دراسته وحضر أطروحة دكتوراه في الاقتصاد الزراعي.

فجأة تغير الاتجاه، وعاد قرنق إلى السودان ليختار مهنة أخرى. دخل العسكرية، ومن مهندس زراعي أصبح ضابطا في الجيش السوداني. 

اكتشفت احتياطيات نفطية كبيرة في جنوب السودان في عام 1978، ثم اندلعت لاحقا اضطرابات هناك عام 1983 بعد أن الغت سلطات الخرطوم الحكم الذاتي للجنوب.

القيادة السودانية كلفت العقيد جون قرنق مع حامية قوامها 500 جندي بإعادة النظام، لكنه قاد التمرد ضد السلطة المركزية بنفسه واسس الجيش الشعبي لتحرير السودان، وبدأ في شن حرب عصابات ضد القوات الحكومية.

اشتعلت نيران الحرب الأهلية بين شمال وجنوب السودان، وتواصلت فصولها الدامية 22 عاما وتسببت في مقتل أكثر من مليوني شخص.

ما الذي كان سيحدث لو بقي جون قرنق مهندسا زراعيا ولم يدخل الجيش؟ لا يوجد جواب لمثل هذا السؤال. توجد فقط تخمينات وظنون.

انتهت الحرب الأهلية في عام 2005 بتوقيع اتفاقية مصالحة بين الجانبين في العاصمة الكينية نيروبي. وفي التاسع من يوليو أصبح قرنق نائبا للرئيس السوداني عمر البشير. تصافح عدوا الأمس أمام عدسات الكاميرات ووقعا معا دستورا جديدا للبلاد.

بعد ثلاثة أسابيع من استلامه منصبه في الخرطوم، سافر نائب الرئيس السوداني جون قرنق في 29 يوليو 2005 إلى أوغندا للاجتماع بالرئيس يوري موسيفيني من دون أن يُبلغ البشير، ومن دون مرافقة أمنية. نقلته مروحية رئاسية أوغندية طراز “مي – 172”.

تقارير ذكرت أن جون قرنق بعد وصوله أوغندا شارك في اجتماع ضم دبلوماسيين غربيين، وأنه رفض مطالب غربية بإعادة التفاوض على امتيازات النفط الممنوحة للشركات الصينية ما أدى إلى توتر المباحثات.

في اليوم التالي 30 يوليو استقل زعيم جنوب السودان نفس المروحية الرئاسية وكانت أجريت عليها صيانة شاملة في بيلاروس في وقت سابق. أقلعت من مطار عنتيبي متوجهة إلى منطقة “نيو سايت” في جوبا بجنوب السودان.

في طريق العودة بالقرب من الحدود السودانية الأوغندية واجهت المروحية ظروفا جوية قاسية. قرر الطاقم إلغاء خطة الهبوط في “نيو سايت” بجنوب السودان والعودة إلى أوغندا.

في حوالي الساعة السابعة من مساء 30 يوليو تحطمت المروحية في جبال “إيماتونغ” الواقعة بالولاية الاستوائية بالقرب من الحدود مع أوغندا. لقي جميع الركاب مصرعهم وعددهم 14 شخصا، وهم قرنق وستة مساعدين له، وأفراد الطاقم السبعة.

عثر على حطام المروحية المنكوبة بعد بحث استمر أكثر من 24 ساعة في 1 أغسطس 2005.

تأخر وصول فرق الإنقاذ بسبب وعوة المنطقة، عزز نظرية المؤامرة لإخفاء الأدلة.

لاحقا توصل تحقيق مشترك أجرته أوغندا والسودان وروسيا والولايات المتحدة إلى أن سقوط المروحية كان بسبب خطأ الطيار، وسوء الأحوال الجوية، ولم يُعثر على أي دليل على عمل تخريبي. أشير أيضا إلى أن المروحية الرئاسية الأوغندية لم تكن مزودة بأنظمة تجنب التضاريس، وأسهم ضعف الرؤية في اصطدامها بالجبل.

في هذه اللحظة المفصلية والنهائية في حياة جون قرنق تغير مجرى التاريخ من جديد. غياب هذه الشخصية صاحبة النفوذ الكبير في جنوب السودان حرم البلاد من مدافع هام عن الوحدة. كان قرنق، الرجل الذي وحد الجنوب خلفه يعمل على بناء سودان واحد جديد، لكن بوصول خليفته سلفا كير ميارديت إلى زعامة الحركة الشعبية لتحرير السودان ومنصب نائب الرئيس السوداني قلب اتجاه البوصلة إلى الانفصال الذي تحقق عام 2011.

يمكن التساؤل هنا أيضا، ماذا كان سيحدث للسودان لو بقي قرنق حيا؟ وهل كان بإمكان ذلك تغيير مجرى التاريخ ومنع الانفصال وما تلاه من تناحر وصراعات دامية في جنوب السودان بعد استقلاله؟  تتعذر الإجابة مجددا، ولا يبقى أمامنا إلا ما نرى من واقع مرير.

المصدر: RT

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة روسيا اليوم , ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت وانما تم نقله بمحتواه كما هو من روسيا اليوم ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة على المصدر السابق ذكرة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى