بورتسودان، 28 أغسطس 2025 ــ أبلغ مسؤولون في الحكومة السودانية، الخميس، المنظمات الدولية والبعثات الدبلوماسية بتفاصيل الانتهاكات التي ارتكبتها قوات الدعم السريع في الفاشر بولاية دارفور، بما في ذلك الحصار الذي أدى إلى تردي الوضع الإنساني، وانتقدوا بشدة الصمت الدولي حيال ما يحدث هناك.

ونظمت مستشارية مجلس السيادة لشؤون المنظمات والعمل الإنساني اجتماعًا قُدِّم خلاله تنويرٌ عن الوضع في الفاشر إلى السفراء ورؤساء البعثات الدبلوماسية والمنظمات الدولية في البلاد.

وقال وكيل وزارة الخارجية حسين الأمين إن “ميليشيا الدعم السريع الإرهابية تُحاصر الفاشر منذ 501 يوم، كما شرّدت 600 ألف مواطن من منازلهم”.

وأشار إلى أن المدينة لا تزال موطنًا لـ 260 ألف مواطن محاصرين داخل المدينة ويعانون من الجوع والمرض، فيما يعاني 130 ألف طفل من سوء التغذية نتيجة الحصار.

واتهم عناصر الدعم السريع باغتصاب 23 طفلًا وطفلة، مشيرًا إلى أن ألف طفل قُتلوا وجرت التمثيل بجثثهم.

وأوضح حسين الأمين أن الدعم السريع دمّر 6 مدارس و35 مستشفى، داعيًا المجتمع الدولي إلى اتخاذ موقف واضح حيال معاناة مواطني الفاشر جراء الحصار والعمل على إيصال المساعدات الإنسانية.

واضطر معظم العالقين في الفاشر إلى تناول “الأمباز”، وهو الكتلة الصلبة من بقايا الفول السوداني والسمسم بعد استخراج الزيت منهما، حيث يُستخدم أصلًا علفًا للحيوانات.

وأفاد حسين الأمين بوجود 5 آلاف حالة اشتباه بمرض الكوليرا في الفاشر، التي سجلت 98 حالة وفاة مرتبطة بالوباء.

بدوره، وصف مستشار مجلس السيادة لشؤون المنظمات والعمل الإنساني، الصادق إسماعيل، ما يحدث في الفاشر بأنه “أمرٌ يُندى له الجبين”.

وانتقد بشدة صمت المجتمع الدولي على الانتهاكات والجرائم التي ترتكبها الدعم السريع بحق المواطنين في الفاشر.

وطالب المستشار الدول والمنظمات الدولية بإظهار مواقفها تجاه القضية.

من جهتها، طالبت مفوضة العون الإنساني، سلوى آدم بنية، بتفعيل قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2736 الذي أصدره في 13 يونيو 2024، والذي دعا قوات الدعم السريع إلى وقف الحصار على الفاشر وخفض التصعيد وسحب جميع المقاتلين الذين يهددون سلامة المدنيين.

وقالت إن الحكومة وفّرت إغاثة وطلبت من المنظمات إيصالها إلى الفاشر، لكنها واجهت قيودًا من أصحاب القرار ولم تُوصل المساعدات، مشيرةً إلى أن الوضع في المدينة لا يحتاج إلى مزيد من الحديث بعد عرض الفيلم الوثائقي.

وعرضت مستشارية مجلس السيادة، خلال الاجتماع، فيلمًا وثائقيًا عن نماذج من انتهاكات الدعم السريع في الفاشر، دون أن يغطي قتل أحد عناصر الدعم السريع لرجلٍ مدني بعد سؤاله عن قبيلته وموقع قائد قاعدة الجيش، رغم توسلات الرجل.

ووجّهت المفوضة انتقادات لاذعة للمجتمع الدولي، وقالت إن الجهات التي تشرّع حقوق الإنسان في العالم صامتة الآن أمام الجرائم والانتهاكات، مبينةً أن هذا الصمت يساعد الميليشيا على التمادي في جرائمها.

وقال السفير السعودي في السودان، علي بن حسن جعفر، إن المشاهد “التي عُرضت في الفيلم مؤلمة جدًا، رغم أنه لا يغطي كل الانتهاكات في الفاشر، خاصة مشهد قتل شخص أمام الكاميرا”.

وذكر أن بلاده تُطالب بفك الحصار عن الفاشر والمدن الأخرى، مشددًا على أن الأمم المتحدة والمجتمع الدولي ينبغي عليهم العمل بجد لفك الحصار.

وعبّر السفير عن أمل السعودية في أن ترى الفاشر محررة من الحصار، معلنًا استعداد المملكة لإيفاد مساعدات إلى المدينة حال تيسرت طرق وسبل إيصالها.

وأوضح أن موقف بلاده يتمثل في السعي الجاد منذ إعلان جدة لإيجاد سبل إيقاف الحرب وإعادة السودان موحدًا وناهضًا.

ووقّع الجيش والدعم السريع في 11 يونيو 2023 على إعلان جدة الذي ينص على حماية المدنيين وتسهيل وصول الإغاثة، بوساطة من الرياض وواشنطن، لكن سرعان ما عُلّقت المباحثات بعد فشل طرفي النزاع في تنفيذ إجراءات بناء الثقة.