الأبيض، 11 سبتمبر 2025 – استعاد الجيش السوداني وحلفاؤه، الخميس، السيطرة على مدينة بارا بولاية شمال كردفان من قبضة قوات الدعم السريع بعد معارك عنيفة.

وكانت الدعم السريع سيطرت منذ الأشهر الأولى لبدء النزاع في 15 أبريل 2023 على بارا ذات الموقع الإستراتيجي، حيث اتخذتها نقطة انطلاق لمهاجمة مدينة الأبيض عاصمة ولاية شمال كردفان، كما أن المنطقة كان يمر بها إمداد القوات القادم من غرب السودان إلى أم درمان إبان تواجد الدعم السريع في الخرطوم.

ومن شأن السيطرة على البلدة، وهي مقر نظارة عرقية “دار حامد”، تأمين مدينة الأبيض من الجهة الشرقية وإمكانية ربطها بمدينة أم درمان حال إبعاد الدعم السريع من ” جبرة الشيخ” و”رهيد النوبة”، وهي مناطق ما تزال تتواجد فيها قوات الدعم السريع.

وقال مكتب المتحدث باسم الجيش في بيان: “نعلن اليوم دخول قواتكم مدينة بارا عنوةً وعزيمةً واقتدارًا وتطهيرها من دنس الأوباش”.

وأكد أن القوات المسلحة بكل مكوناتها ماضية بعزم ويقين على طريق النصر خطوة بخطوة، ومرحلة مرحلة حتى تطهير كامل السودان من “دنس المليشيا والمرتزقة والعملاء”.

ونشرت منصات موالية للجيش مقاطع فيديو أظهرت انتشار الجيش والقوة المشتركة، وقوات درع السودان بقيادة أبو عاقلة كيكل وعدد من الكتائب داخل المدينة.

واستعرض الجيش عددًا من الآليات المدمرة، بجانب تحييد العشرات من عناصر الدعم السريع، بعضهم قُتل بالقرب من حاجز ترابي أقامته القوات لإعاقة تقدم الجيش وحلفائه.

مقتل مدنيين
وتسبب القصف المتبادل بين الجيش والدعم السريع بمدينة بارا في مقتل 3 مواطنين وجرح 14 آخرين، وفقًا لما أوردته شبكة أطباء السودان.

وأكدت الشبكة أن حماية المدنيين وعدم التعرض لهم واجب أخلاقي وقانوني لا يقبل التهاون، وأن استهداف الأحياء السكنية والمناطق المدنية يُشكّل خرقًا واضحًا للقانون الدولي الإنساني وتهديدًا لحياة الأبرياء.

وطالبت جميع أطراف النزاع بالالتزام الصارم بمبادئ القانون الإنساني الدولي، ووقف الاعتداءات التي تطال المدنيين، وتسهيل وصول المساعدات الطبية والإنسانية في مناطق الصراع دون عوائق.

احتفالات في الأبيض
وبعد وقت وجيز من إعلان السيطرة على بارا، خرج سكان مدينة الأبيض عاصمة ولاية شمال كردفان في مظاهرات عفوية احتفالًا بطرد الدعم السريع.

وقال والي ولاية شمال كردفان عبد الخالق عبد اللطيف لدى مخاطبته المسيرة الجماهيرية إن الانتصار في بارا يمثل هدية للشعب السوداني وللقوات المسلحة، خاصة سلاح الهجانة – وهو فصيل الجيش الرئيسي في إقليم كردفان.

وأعلن جاهزية حكومة الولاية وشعبها لرد الجميل للقوات المشتركة ومواصلة دحر التمرد في دارفور بعد أن تم دحره من كل بقعة في كردفان.

وأشار عبد اللطيف إلى أن المنطقة تمثل محطة لانطلاقة جديدة نحو المزيد من الانتصارات، وحيا مواطني المنطقة على صبرهم إزاء انتهاكات الدعم السريع.

وخلال الأشهر القليلة الماضية، وسعت الدعم السريع، مسنودة بمرتزقة من دولة جنوب السودان، من نطاق الانتهاكات ضد المدنيين في بارا، حيث نفذت هذه القوات عمليات نهب في الشوارع والأسواق، واقتحمت منازل المواطنين واستولت عليها بالقوة، ما أدى إلى تهجير عدد من الأسر قسرًا من مساكنهم نحو الأبيض.