اخبار السعودية : "لم تعد مبررة ومفهومة".. ألمانيا تتخلى عن صمتها وتنتقد حرب إسرائيل على غزة

تصاعدت حدة الانتقادات الألمانية لإسرائيل على نحو غير مسبوق، ووجّه المستشار فريدريش ميرتس، في مؤتمر صحفي بفنلندا اليوم (الثلاثاء) أشد انتقاد علني لإسرائيل حتى الآن، واصفًا الغارات الجوية المكثفة على غزة بأنها “لم تعد مبررة” في سياق محاربة حركة حماس و”لم تعد مفهومة”، وتعكس هذه التصريحات القوية تحولاً واسعًا في الرأي العام الألماني، وتغيرًا في استعداد كبار السياسيين الألمان للانتقاد العلني لسلوك إسرائيل.

انتقاد متزايد

ولم يقتصر الانتقاد على المستشار ميرتس وحده، بل امتد ليشمل وزير خارجيته يوهان فاديفول، إضافة إلى دعوات صريحة من الشريك الأصغر في الائتلاف الحكومي، الحزب الاشتراكي الديمقراطي، بوقف صادرات الأسلحة إلى إسرائيل، وهذه الدعوات تأتي في سياق التحذير من مخاطر التواطؤ الألماني في جرائم الحرب، ما يمثل تحولاً نوعيًا في موقف برلين، التي لطالما التزمت سياسة “الالتزام الأساسي للدولة” تجاه إسرائيل، تأثرًا بإرث الهولوكوست النازي، وفقًا لـ”رويترز”.

ولطالما كانت ألمانيا، إلى جانب الولايات المتحدة، من أشد مؤيدي إسرائيل. ومع ذلك، فإن كلمات ميرتس القوية تتزامن مع مراجعة الاتحاد الأوروبي لسياسته تجاه إسرائيل، وتهديدات “بإجراءات ملموسة” من قِبل بريطانيا وفرنسا وكندا بشأن الوضع في غزة. يقول ميرتس : “الضربات العسكرية المكثفة من قِبل الإسرائيليين في قطاع غزة لم تعد تكشف لي أي منطق. كيف تخدم هدف مواجهة حماس… في هذا الصدد، أرى هذا بشكل نقدي للغاية، للغاية”.

موقف حاسم

وصدرت تصريحات ميرتس مفاجئة، خصوصًا أنه فاز بالانتخابات في فبراير 2025 متعهدًا باستضافة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في ألمانيا، متحديًا مذكرة التوقيف الصادرة بحقه من المحكمة الجنائية الدولية، ويحتفظ المستشار في مكتبه بصورة لشاطئ زيكيم، الموقع الذي وصل إليه مقاتلو حماس خلال هجومهم عام 2023 الذي أسفر عن مقتل نحو 1200 شخص، ومع ذلك، يخطط ميرتس للتحدث مع نتنياهو هذا الأسبوع، في الوقت الذي تشهد فيه غزة تصعيدًا كبيرًا في الهجمات، ومخاطر مجاعة تهدد مليوني نسمة من سكانها، ولم يرد المستشار على سؤال حول صادرات الأسلحة الألمانية إلى إسرائيل، وأوضح مسؤول حكومي أن هذه المسألة تعود إلى مجلس الأمن الذي يترأسه ميرتس، من جانب آخر، أقر السفير الإسرائيلي في برلين رون بروسور، بالمخاوف الألمانية، قائلاً : “عندما يثير فريدريش ميرتس هذا الانتقاد لإسرائيل، فإننا نستمع بعناية شديدة لأنه صديق”.

وتتزامن تصريحات ميرتس مع تزايد المعارضة الشعبية لأفعال إسرائيل، فقد أظهر استطلاع حديث أجرته مؤسسة “سيفي” هذا الأسبوع، أن 51 % من الألمان يعارضون تصدير الأسلحة إلى إسرائيل، وعلى نطاق أوسع، بينما يحمل 60 % من الإسرائيليين رأيًا إيجابيًا أو إيجابيًا جدًا عن ألمانيا، فإن 36 % فقط من الألمان ينظرون إلى إسرائيل بإيجابية، و38 % ينظرون إليها بسلبية، وفقًا لاستطلاع أجرته مؤسسة بيرتلسمان في مايو.

تحول الرأي

ويمثل هذا تحولاً ملحوظًا عن الاستطلاع الأخير في عام 2021، عندما كان 46 % من الألمان يحملون رأيًا إيجابيًا عن إسرائيل، ويكشف الاستطلاع أن ربع الألمان فقط يقرون بمسؤولية خاصة تجاه دولة إسرائيل، بينما يعتقد 64 % من الإسرائيليين أن ألمانيا لديها التزام خاص.

وفي انتقاد لافت آخر لإسرائيل، دعا مفوض ألمانيا لمكافحة معاداة السامية فيليكس كلاين، هذا الأسبوع إلى مناقشة حول موقف برلين من إسرائيل، مؤكدًا أن الدعم الألماني بعد الهولوكوست لا يمكن أن يبرر كل ما تفعله إسرائيل، فهل ستستمر النخبة السياسية الألمانية في إعادة تقييم موقفها تجاه إسرائيل، أم ستبقى محصورة بتأثير دروس الحرب العالمية الثانية “أحادية البعد”؟

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة سبق , ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة سبق ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة على المصدر السابق ذكرة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى