اخبار السعودية : قفزة رقمية في المشاعر المقدسة.. كيف غيّرت التقنية تجربة الحج؟

في مشهد غير مسبوق، يشهد موسم الحج لهذا العام 1446هـ / 2025م تحولًا رقميًا جذريًا غير ملامح الحجيج وتجربتهم في أداء المناسك.
فمنذ لحظة وصولهم إلى مكة المكرمة وحتى انتهاء مناسكهم، أصبحت التقنية حاضرة في كل التفاصيل، مدعومةً بتقنيات الذكاء الاصطناعي التي سخّرتها المملكة العربية السعودية لتحسين إدارة الحشود، وتسهيل التنقل، وضمان سلامة الحجاج، وإثراء تجربتهم الدينية والإنسانية. هذه القفزة التقنية تُجسد أحد أبرز وجوه رؤية المملكة 2030 في خدمة ضيوف الرحمن.
تجربة ذكية تبدأ من المنافذ
منذ لحظة وصول الحجاج إلى المنافذ الجوية والبرية والبحرية، تظهر ملامح التحول الرقمي واضحة. الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي (سدايا) أطلقت أنظمة متقدمة لتسريع الإجراءات، وتسهيل عبور الحجاج، عبر منظومات تقنية متكاملة، تشمل أنظمة ذكاء اصطناعي لرصد التدفقات، وضمان جاهزية تشغيلية ووقائية للمعدات، بما يحقق عبورًا آمنًا وسريعًا.
“تاكسي الحرم الطائر”: نقلة جوية في التنقل
لأول مرة في تاريخ الحج، شهدت المشاعر المقدسة تجربة “التاكسي الجوي” الذاتي القيادة. هذه الطائرة الكهربائية العمودية، التي دُشنت برعاية وزير النقل السعودي المهندس صالح بن ناصر الجاسر، تمثل نقلة نوعية في وسائل النقل، وتندرج ضمن 32 تقنية حديثة يُجرى تطبيقها هذا العام لتسهيل الحركة بين منى وعرفات ومزدلفة.
روبوتات تتحدث 11 لغة لخدمة الحجاج
أحد أبرز الابتكارات هو “الروبوت التوجيهي” في المسجد الحرام، الذي يعمل كمفتي ذكي يجيب عن أسئلة الحجاج الشرعية بـ11 لغة عالمية، منها العربية، الإنجليزية، الأوردية، الصينية، والهوسا. ويحتوي الروبوت على شاشة تعمل باللمس، ويوفر الترجمة الفورية، ما يسهل التواصل للحجاج غير الناطقين بالعربية ويعزز الاستقلالية والراحة.
ذكاء اصطناعي في إدارة الحشود وتنظيف الحرم
بهدف تنظيم التدفقات البشرية داخل الحرم، نشرت الجهات المختصة حساسات أرضية وكاميرات ذكية ترصد الحركة بشكل لحظي، ما يُسهم في تحديد نقاط الازدحام بدقة وتوجيه الحشود بسلاسة. أما على صعيد النظافة، فقد أطلقت وكالة الخدمات “مكانس تطهير ذكية” وروبوتات لتنظيف أرضيات الحرم، بالإضافة إلى روبوتات مخصصة لتوزيع عبوات ماء زمزم آليًا، ما يحد من التزاحم ويحافظ على معايير السلامة.
السوار الذكي “نسك”: رفيق الحاج
سوار “نسك” الذكي يشكل نقطة تحول في الرعاية الصحية خلال الحج، حيث يراقب المؤشرات الحيوية للحاج مثل الأكسجين ونبض القلب، ويتيح طلب المساعدة الطبية أو الأمنية بنقرة واحدة. كما يقدم تطبيق “نسك” المصاحب للسوار إرشادات مرئية لأداء المناسك، وفتاوى مُبسطة، وخرائط تفاعلية لمواقع الحملات ومرافق المدينة، مما يجعله دليلاً شاملاً في جيب الحاج.
الطبيب الآلي: مستقبل الرعاية الصحية
تطبيقات الرعاية الصحية لم تتوقف عند السوار، بل امتدت إلى “الروبوت الطبيب”، الذي يوجه استشارات طبية أولية، ويحوّل الحالات المستعصية إلى الطبيب المختص مع تحليل الأعراض، ما يقلل فترات الانتظار ويضمن تغطية صحية فعالة على مدار الساعة، خصوصًا مع ارتفاع كثافة الحجاج.
بطاقة الشعائر الذكية: هوية رقمية متكاملة
اعتمدت وزارة الحج والعمرة “بطاقة الشعائر الذكية” التي تحمل بيانات الحاج الصحية، ومكان سكنه، وجدول حملته، وتتيح تقييم الخدمات وتقديم الشكاوى إلكترونيًا. هذه البطاقة، التي أطلقت قبل أربعة أعوام وتُحدّث سنويًا، أصبحت عنصرًا محوريًا في ضبط العمليات التنظيمية والخدمية.
روبوت “منارة الحرمين”: الفتوى بنقرة واحدة
في المسجد الحرام، دُشّن مؤخرًا “روبوت منارة الحرمين” في نسخته الثانية، مصمم خصيصًا للرد على استفسارات الحجاج الشرعية، ويتيح الاتصال المباشر بالفُتيا المرئية عبر مكالمات فيديو، إذا لم تتوفر الإجابة المطلوبة في قاعدة بياناته الذكية. تصميم الروبوت مستوحى من الزخارف الإسلامية، ويُجسد المزج بين الحداثة والتراث.
تطبيقات ذكية تواكب حركة الحجاج
تطبيق “توكلنا”، الذي برز خلال جائحة كورونا، لا يزال يقدم خدمات طبية وإدارية، منها تحديد مواقع العيادات، وحجز المواعيد، وتقديم تصاريح الطوارئ. كما وفّرت الجهات المعنية تطبيقات توجيه رقمية تحتوي على خرائط مفصلة للمشاعر المقدسة، ومواقع النقل، وأماكن الصلاة، والمرافق الصحية، لتيسير تنقل الحجاج وتقليل الاستفسارات.
المدينة المنورة: نموذج المدينة الذكية للحجاج
لم تكن مكة وحدها في صدارة المشهد الرقمي، بل لعبت المدينة المنورة دورًا رياديًا في تقديم تجربة ذكية للحجاج، عبر تنظيم دخول الروضة الشريفة بواسطة منصة “نسك”، وتوفير نظام حجز رقمي يتماشى مع الطاقة التشغيلية. كما وُضعت خرائط رقمية تُرشد الزوار إلى المساجد والمعالم التاريخية مثل مسجد قباء وجبل أُحد، وتُحدد مواقع النقل والمرافق بدقة.
تكامل حكومي لضمان التجربة المثالية
أكد رئيس “سدايا” الدكتور عبدالله بن شرف الغامدي أن تسخير الذكاء الاصطناعي والبيانات في موسم الحج يعكس التزام المملكة بتحقيق مستهدفات رؤية 2030، وأن العمل يجري بالتكامل مع مختلف الجهات الحكومية لضمان تجربة آمنة وميسّرة لضيوف الرحمن، دون الإخلال بجوهر الشعائر وقدسيتها.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الوئام , ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الوئام ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة على المصدر السابق ذكرة.