اخبار السعودية : تقنية الكلام الذكي تُواكب التحول الرقمي في السعودية

في ظل تسارع العالم نحو الأتمتة، يرى كليمن سيمونيك، المؤسس والرئيس التنفيذي لمنصة Soniox، أن الصوت البشري يظل الواجهة الأكثر طبيعية واستمرارية في التفاعل الرقمي.

ومع هيمنة الهواتف الذكية على حياة السعوديين اليومية، وازدياد الطلب بين الشباب على حلول رقمية فاعلة، باتت المملكة سوقًا واعدًا لتقنيات التعرف على الصوت، وفقا لصحيفة عرب نيوز.

تقدم Soniox، التي تأسست قبل خمس سنوات، خدمات متقدمة لتحويل الكلام إلى نص، بالإضافة إلى الترجمة الفورية متعددة اللغات بأكثر من 60 لغة. وتتميز تقنيتها بسرعة فائقة في معالجة الكلمات على مستوى الرموز الصوتية، ما يجعلها مثالية للمساعدات الافتراضية والأجهزة الذكية وروبوتات الدردشة.

رغم أن تأسيس الشركة سبق صعود الذكاء الاصطناعي التوليدي، فإن رحلة سيمونيك في هذا المجال تعود إلى سنوات دراسته المبكرة، حيث التحق بمعهد جوزيف ستيفان في سلوفينيا، أحد أبرز معاهد البحث في أوروبا، قبل أن يخوض تجارب تدريبية في جامعة ستانفورد، ثم يعمل لاحقًا مع فيسبوك على أنظمة التعرف على الصوت المستخدمة في تطبيقاتها.

اليوم، تركز شركته بالكامل على الذكاء الصوتي، ليس فقط لتسهيل المهام، بل أيضًا لإنقاذ الأرواح. فـSoniox تُستخدم بالفعل في غرف الطوارئ والمستشفيات ومراكز الاتصال، حيث تساهم في سد فجوات التواصل عبر ترجمة فورية دقيقة وسريعة، خصوصًا في الحالات الطبية المعقدة.

وفي ظل ارتفاع نسبة انتشار الهواتف الذكية في المملكة إلى أكثر من 90%، وكون 70% من السكان تحت سن 35، فإن السعودية تُعد سوقًا مثاليًا لاعتماد تقنيات الصوت. كما أن استخدام المواطنين الواسع لتطبيقات حكومية مثل “توكلنا” خلال جائحة كورونا، عزز ثقافة الحلول الرقمية الموجهة للجوال.

ووفقًا لهيئة البيانات والذكاء الاصطناعي السعودية (سدايا)، فإن 66 هدفًا من أصل 96 هدفًا مباشرًا وغير مباشر ضمن “رؤية 2030” ترتبط بالبيانات والذكاء الاصطناعي، ما يرسّخ أهمية القطاع في الاقتصاد الوطني، الذي تجاوزت مساهمته في الناتج المحلي 44 مليار دولار.

ورغم عدم امتلاك الشركة حاليًا فريقًا في الخليج، فإنها ترى اهتمامًا متزايدًا من مؤسسات سعودية ترغب في تطوير خدمات مراكز الاتصال وخيارات الترجمة الصوتية. ولفت سيمونيك إلى وجود برامج تجريبية في دول مثل البرتغال، مع اهتمام مماثل من السوق السعودية.

ويُعد التعامل مع اللغة العربية — بتنوع لهجاتها وثرائها الثقافي — تحديًا فنيًا، لكنه في نظر سيمونيك فرصة لبناء تقنيات أكثر شمولًا. ويؤكد أن شركته تهدف إلى تمكين جميع اللغات واللهجات، حتى تلك التي لا يتحدث بها مطورو النظام أنفسهم، ضمن رؤية إنسانية تسعى لدمج الجميع في مستقبل الذكاء الاصطناعي.

تتميز Soniox أيضًا بمرونة الاستخدام وحماية البيانات، حيث يمكن دمج واجهاتها البرمجية دون حفظ التسجيلات الصوتية أو النصوص، إلى جانب أدوات مساعدة مثل التشفير والملخصات النصية، وهو ما يجعلها جذابة للمؤسسات والمستخدمين الأفراد على حد سواء.

وفي يوليو الجاري، أطلقت الشركة أداة جديدة للمقارنة بين مزودي خدمات الذكاء الصوتي باستخدام بيانات واقعية، لتمنح المطورين خيارًا شفافًا ومناسبًا لأصواتهم ولهجاتهم، خصوصًا في أسواق متعددة اللغات كدول الخليج.

يختم سيمونيك حديثه بالقول: “قد تتغير التقنية، لكن الصوت البشري سيبقى دائمًا الطريقة الأقرب والأكثر فاعلية في التواصل”. وبينما تمضي المملكة قدمًا في مسيرتها الرقمية الطموحة، قد تصبح أدوات مثل Soniox جزءًا محوريًا من هذا التحول، ليس فقط كوسيلة إنتاجية، بل كجسر بين اللغة والتقنية والتمكين الشامل.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الوئام , ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الوئام ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة على المصدر السابق ذكرة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى