اخبار السعودية : باحث سعودي يحقق إنجازًا علميًا في الذكاء الاصطناعي الطبي لتشخيص سرطان الدم
حقق الباحث السعودي الدكتور فارس بدر حسن جمّال، عضو هيئة التدريس في جامعة الملك عبدالعزيز، إنجازًا وطنيًا جديدًا في مجال الذكاء الاصطناعي الطبي، بعد تطويره نظامًا ثوريًا لتشخيص سرطان الدم (اللوكيميا) يتميز بقدرته على تفسير قراراته الطبية للطبيب، بما يعزز دقة التشخيص ويرفع موثوقية الاعتماد على الذكاء الاصطناعي في بيئات المستشفيات.
وجاء هذا الإنجاز ثمرة جهود بحثية مكثفة استمرت لسنوات بإشراف الدكتور محمد ذهب في كلية الحاسبات وتقنية المعلومات بجامعة الملك عبدالعزيز، ضمن رؤية طبية مبتكرة تسعى إلى ترسيخ مبدأ: “لا يكفي للذكاء الاصطناعي أن ينجح بالدقة… بل يجب أن يفهم لماذا نجح”.
وأوضح الدكتور فارس جمّال أن الابتكار السعودي يمثل تحولًا جذريًا في عالم الطب الذكي، إذ لا يعمل كنظام غامض يطلق أرقامًا واحتمالات، بل يفكر بمنطق الطبيب ويشرح أسباب قراراته عبر دمج التعلّم العميق (Deep Learning) مع الاستدلال السببي (Causal Reasoning) لفهم العلاقات المرضية الحقيقية داخل خلايا الدم، إلى جانب استخدام المنطق الرمزي الطبي (Symbolic Logic) لتقديم تفسيرات مفهومة للأطباء، مدعومة بتحليلات مضادة للواقع توضّح كيف يتغيّر التشخيص عند تغيّر خصائص الخلية.
وبيّن أن هذا الدمج بين الذكاء العصبي والرمزي يُعدّ توجهًا عالميًا طال انتظاره في القطاع الطبي، ويضع المملكة في مصاف الدول الرائدة في مجال الذكاء الاصطناعي التفسيري السريري (Explainable AI).
وأشار الباحث إلى أن الإنجاز تجاوز حدود المختبر والبحث الأكاديمي، بعد نشر ورقتين علميتين في مجلات WOS Q1 العالمية المتخصصة في الطب، والمفهرسة ضمن قواعد بيانات ISI وPubMed وScopus، وحظي العمل بمراجعة علمية من خبراء في جامعة هارفارد، ما يعكس قوة الابتكار ومستواه البحثي المرموق.
وأضاف أن القيمة الإنسانية للاكتشاف تكمن في كونه يقدم بديلًا ذكيًا وغير تدخلي للتشخيص التقليدي لسرطان الدم، الذي يعتمد على خزعات نخاع العظم المؤلمة والتجهيزات المعملية المكلفة، في حين يقدّم النظام السعودي تشخيصًا منخفض التكلفة وسريعًا ودقيقًا مع تفسير سريري موثوق يعزّز ثقة الأطباء عند اتخاذ قرارات العلاج الحاسمة.
وأكد الدكتور فارس جمّال أن هذا الإنجاز يأتي منسجمًا مع مستهدفات رؤية المملكة 2030 في توطين التقنيات الصحية المتقدمة وتعزيز التحول الرقمي في القطاع الطبي، مشيرًا إلى أن هدفه لا يقتصر على النشر العلمي بل يتجاوز إلى بناء ذكاءٍ “يكون شريكًا موثوقًا للطبيب… يفهم المرض، ويبرر القرار، ويُنقذ حياة الإنسان”.
وبذلك يضع هذا الابتكار السعودي بصمته في خارطة الطب العالمي، معلنًا بداية عصر جديد من الذكاء الاصطناعي الطبي القادر على التفكير والتحليل والتفسير، ليُقال بحق: من المملكة يبدأ مستقبل الطب.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة سبق , ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة سبق ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة على المصدر السابق ذكرة.




