اخبار السعودية : السينما في السعودية.. حراك إبداعي يدعم نمو صناعة الأفلام

أسدل مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي الستار على دورته الخامسة، معززًا مكانته كمنصة سينمائية دولية رائدة، استقطبت أعمالًا سينمائية متنوعة وصنّاع أفلام من مختلف أنحاء العالم، إلى جانب حضور جماهيري كبير من عشاق السينما. وشهدت العروض مزيجًا بين التجارب السعودية الرائدة والأعمال الإقليمية والإنتاجات العالمية، ما يعكس الدور المحوري للمهرجان في المشهد السينمائي الإقليمي والدولي.

شكّل “سوق البحر الأحمر” أحد أبرز ملامح الدورة، إذ جمع صنّاع الأفلام وشركات الإنتاج والموزعين، موفرًا مساحات للتواصل وبناء الشراكات، وداعمًا لمشاريع سينمائية قصيرة وطويلة يُنتظر عرضها في الدورات المقبلة.

ويعكس المهرجان الحراك الثقافي المتسارع في قطاع الأفلام بالمملكة، ضمن منظومة متكاملة من المبادرات وبرامج الدعم، التي أسهمت في ترسيخ حضور السينما السعودية على خارطة الصناعة السينمائية عالميًا، وجعلت من المهرجان منصة رئيسة لاكتشاف المواهب وصناعة المحتوى السينمائي السعودي والعربي والإقليمي.

ويعود تأسيس المهرجان إلى إعلان 2019، إلى جانب إطلاق “معمل البحر الأحمر” لتطوير المشاريع السينمائية، فيما شكل انطلاقه الرسمي عام 2021 محطة محورية في تطوير قطاع الأفلام بالمملكة، من خلال عروض رسمية، برامج تدريبية، سوق المشاريع وأيام الصناعة، ما وفر مظلة لصنّاع الأفلام من مختلف دول العالم وعزز الإنتاج السعودي.

ساهم المهرجان أيضًا في دعم الإنتاج المحلي عبر تمكين المشاريع السعودية الصاعدة، وتطوير أعمال المخرجين الشباب من خلال برامج التمويل والمنح وورش العمل، إضافة إلى تعزيز التواصل بين المستثمرين والشركات المحلية والدولية، واستقطاب الخبرات العالمية، مع توسّع مواقع التصوير في مناطق مثل نيوم وجدة والرياض، واستضافة إنتاجات دولية كبرى.

وأظهرت دورات المهرجان منذ 2022 وحتى نسخة 2025 نمو حضور السينما السعودية عالميًا، حيث بدأت الأفلام المحلية تحجز مواقعها ضمن قوائم المنافسة في المهرجانات الدولية، مستفيدة من البيئة الداعمة والشراكات الإنتاجية الإقليمية والعالمية.

وفي ظل هذا النجاح، تشهد المملكة نهضة ثقافية شاملة تنعكس في زيادة الإنتاج السينمائي، وتنوع القصص المحلية، وتنامي إقبال الجمهور، ما يؤكد مكانتها كأحد أبرز مراكز صناعة السينما الصاعدة في المنطقة.