اخبار السعودية : إعادة ضبط النوم مع العام الدراسي الجديد.. مفتاح لصحة الطلاب وتفوقهم

يواجه كثير من الطلاب تحديًا لا يقل أهمية عن تجهيز المستلزمات المدرسية، وهو إعادة تنظيم مواعيد النوم بعد فترة الإجازة الطويلة التي اعتادوا خلالها على السهر والاستيقاظ المتأخر.
وتبرز أهمية هذه الخطوة كون النوم المنتظم أساس التركيز والتحصيل العلمي، وعاملًا رئيسيًا في الحفاظ على صحة الطلاب النفسية والجسدية، مما يجعل ضبط ساعات النوم والاستيقاظ أولوية قصوى للأسر والمدارس معًا لضمان انطلاقة دراسية ناجحة وحيوية.
وتؤكد الأبحاث والدراسات العلمية، وفق ما أوضحه أستاذ طب النوم بكلية الطب بجامعة الملك سعود الدكتور أحمد بن سالم باهمام، وجود ارتباط وثيق بين جودة النوم ومستوى الأداء الأكاديمي للطلاب، ومنها دراسة علمية دولية شملت أكثر من 3600 طالب مراهق، أظهرت أن قلة النوم انعكست سلبًا على قدرتهم في الحفاظ على التركيز خلال الفصول الدراسية، وارتفاع معدلات غيابهم مقارنةً بمن ينالون قسطًا كافيًا من النوم.
واستعرض الدكتور باهمام، في حديثه لـ”واس”، نتائج الدراسة التي أجريت بالجامعة على طلاب كلية الطب، وكشفت عن ارتباط قلة النوم في المساء بزيادة النعاس خلال النهار وبانخفاض الأداء الأكاديمي، مشيرًا إلى أن من أبرز الأسباب التي تخل بانتظام النوم اعتياد الطلاب على السهر خلال الإجازة الصيفية، وهو ما يربك الساعة البيولوجية الطبيعية ويجعل الاستيقاظ المبكر في الأيام الأولى من الدراسة تحديًا، يؤثر على الحضور في الوقت المحدد، ويضعف من جودة المشاركة الصفية والأنشطة المختلفة.
وتحدّث الدكتور أحمد باهمام، عن أهمية النوم لساعات كافية للطلبة بمختلف المراحل الدراسية، ففي مراحل النوم العميق تقوى الروابط العصبية المسؤولة عن الذاكرة طويلة المدى، مما يجعل الطالب أكثر قدرة على استرجاع المعلومات واستثمارها في الاختبارات والمهام الدراسية، وتحقيق معدلات أكاديمية أعلى.
وقال: “لا يقتصر أثر اضطراب النوم على الجانب الأكاديمي، بل يمتد ليشمل السلوك والصحة النفسية والبدنية، فالطلاب الذين يعانون من قلة النوم يكونون أكثر عرضة للتوتر، والقلق، والتقلبات المزاجية، والسلوكيات العدوانية، أما صحيًا، فإن قلة النوم تضعف جهاز المناعة، وتؤثر على هرمونات النمو والتمثيل الغذائي، مما يزيد احتمالية الإصابة بالأمراض، ويؤدي إلى مشاكل في الوزن وصعوبات في النمو الطبيعي للمراهقين”.
وتحدث أستاذ طب النوم بكلية الطب بجامعة الملك سعود، عن أهمية إعادة تنظيم النوم، وضبط الروتين اليومي للطلاب والطالبات، في حين أن الحصول على الكفاية من 8 إلى 10 ساعات يوميًا خاصة في سن المراهقة، يعزز الذاكرة والتركيز والمزاج، كذلك مواكبة الساعة البيولوجية الطبيعية لضوء الشمس خلال النهار في تنظيم إفراز الميلاتونين.
وأكد أن ممارسة النشاط البدني المعتدل بانتظام يحسن من جودة النوم ويقلل الوقت اللازم للخلود إليه، بشرط تجنب التمارين العنيفة قبل النوم بثلاث ساعات على الأقل، وأن النوم المنتظم والكافي ضرورة لا غنى عنها لنجاح الطلاب أكاديميًا ونفسيًا وصحيًا، وأن التخطيط المبكر وإعادة ضبط مواعيد النوم مع بداية العام الدراسي ليس ترفًا، بل استثمار في صحة الطلبة، واستثمار قدراتهم.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الوئام , ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الوئام ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة على المصدر السابق ذكرة.