اخبار السعودية : "إخلاء وتهجير إجباري".. خطة إسرائيلية لاحتلال غزة تنهي الوجود الفلسطيني

تتحوَّل غزة، التي وصفها مسؤولو الأمم المتحدة مراراً، بأنها سجنٌ مفتوحٌ، وأحد أكثر الأماكن اكتظاظاً بالسكان على وجه الأرض، إلى رقعة أرضٍ تتقلّص باستمرارٍ تحت وطأة التوسُّع العسكري للاحتلال الإسرائيلي، ففي أعقاب كسر إسرائيل وقف إطلاق النار مع حركة حماس في 18 مارس الماضي، أطلقت عملية عسكرية جديدة تهدف إلى احتلال القطاع بشكلٍ كاملٍ، وفقاً لتصريحات وزير في الحكومة الإسرائيلية، وهذه الخطة؛ المدعومة من الولايات المتحدة، تدفع السكان إلى مناطق ضيقة، تاركةً إياهم بلا خياراتٍ تُذكر سوى النزوح المتكرّر داخل حدود القطاع المحاصرة.
سيطرة تامة
تهدف العملية العسكرية الإسرائيلية الأخيرة، التي أُطلق عليها اسم “مركبات جدعون”، إلى السيطرة التامة على القطاع، وهو ما أكّده وزير المالية الإسرائيلي اليميني المتطرف بتسلئيل سموتريتش؛ بعد موافقة مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي على الحملة الموسعة، فمنذ كسر وقف إطلاق النار منتصف مارس، تحوَّل ما يقرب من 80% من القطاع إلى مناطق إخلاءٍ أو مناطق عسكرية، وفقاً لتقارير الأمم المتحدة، وتشمل هذه المناطق شريطاً عازلاً بعُمق كيلومتر واحد على طول الحدود، حيث تمّت تسوية المنازل والمصانع والأراضي الزراعية بشكلٍ منهجي، وفقاً لشبكة “سي إن إن” الأمريكية.
ويعاني سكان غزة تداعيات هذا التوسع العسكري، فبينما يفر بعضهم إلى السواحل القريبة هرباً من القصف المتجدّد، يُفضل آخرون البقاء في خيامٍ مؤقتة وسط رُكام منازلهم المدمرة، خوفاً من إجبارهم على مغادرة غزة بالكامل، وقد تسبّبت أوامر الإخلاء الإسرائيلية المتتالية، التي صدر منها 31 أمراً منذ 18 مارس، في نزوح ما يقدّر بـ 600 ألف شخص، منهم مَن نزحوا مرات عدة.
طرق الموت
ولم يقتصر التضييق على البر؛ بل امتد إلى البحر أيضاً، حيث بات الوصول إلى البحر الأبيض المتوسط لصيد الأسماك محظوراً تقريباً، وتمّ تدمير معظم قوارب الصيد، واستهداف الفلسطينيين الذين يصطادون بالقرب من الشاطئ، كما أنشأت إسرائيل ممرات عسكرية، مثل “ممر موراج” في رفح، بهدف تقسيم القطاع والسيطرة عليه، مما يتطلب هدم جميع المباني وتخريب الأراضي الزراعية لإفساح المجال لهذه الطرقات.
وتتفاقم الأزمة الإنسانية مع تدمير البنية التحتية الأساسية في غزة، فقد أظهرت التقييمات أن 60% من المباني دُمرت، بينما تضرّرت أو دُمرت 92% من المنازل، مما يترك الآلاف بلا مأوى، وتؤكّد صور الأقمار الاصطناعية تزايد المخيمات العشوائية في منطقة المواصي، التي أصبحت الأكثر اكتظاظاً بالسكان، حيث يواجه النازحون نقصاً حاداً في المأوى والمساحة اللازمة لإقامة الخيام.
حصار خانق
يضاعف الحصار الإسرائيلي من معاناة السكان، حيث توقف دخول المساعدات الإنسانية بالكامل لمدة 11 أسبوعاً بدءاً من 2 مارس، ورغم دخول بعض المساعدات أخيراً عبر معبر كرم أبو سالم، إلا أنها لا تزال غير كافية لتلبية الاحتياجات الهائلة لأكثر من نصف مليون شخص يواجهون المجاعة في جميع أنحاء القطاع.
وتعاني المرافق الطبية نقصاً حاداً في جميع المواد الأساسية، بما في ذلك الأدوية المُنقذة للحياة، مما يعيق قدرتها على تقديم الرعاية الطارئة والمتخصّصة لأعدادٍ متزايدة من المصابين، ويزداد الوضع سوءاً بسبب نقص الوقود اللازم لتشغيل المستشفيات ومحطات المياه، مما يُنذر بانهيارٍ تام للخدمات الأساسية، فالنقص المستمر في 140 ألف لتر من الوقود اللازم أسبوعياً لعمليات إمدادات المياه في جنوب غزة قد يؤدي إلى إغلاقٍ كاملٍ لهذه الخدمات، خاصة في المواصي؛ التي تعتمد كلياً على المياه المنقولة بالشاحنات، فهل سيصمد الفلسطينيون في وجه هذه الخطة الشاملة للتهجير والسيطرة، أم أن العالم سيقف متفرجاً على أكبر عملية تهجيرٍ قسري في العصر الحديث؟
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة سبق , ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة سبق ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة على المصدر السابق ذكرة.