اخبار السعودية : “أبشر” تدشن حقبة “الأمن الذكي”.. مؤتمر عالمي وجوائز مليونية

لم تكتفِ وزارة الداخلية السعودية، اليوم الأحد، بالإعلان عن نسخة جديدة من فعالياتها السنوية، بل أعلنت – تحت رعاية الوزير الأمير عبدالعزيز بن سعود بن نايف بن عبدالعزيز، عن نهاية حقبة استمرت عشر سنوات تحت مسمى “ملتقى أبشر”، لتدشن مرحلة استراتيجية جديدة تحمل عنوان “مؤتمر أبشر”، كحدث عالمي يتجاوز البعد الخدمي إلى استشراف مستقبل الأمن الذكي والتحول الرقمي.

من الخدمات إلى صناعة العقول

اللقاء التعريفي الذي احتضنه المبنى الرئيسي للوزارة اليوم، كشف عن تحول جوهري في فلسفة المنصة الأكبر في المملكة. فبدلًا من الاكتفاء بعرض المنجزات، اتجهت الوزارة إلى “صناعة المبتكرين” عبر مبادرة “أبشر طويق”.

هذه الشراكة الاستراتيجية مع أكاديمية طويق لا تستهدف مجرد التدريب، بل تسعى لبناء قدرات وطنية ضخمة تشمل أكثر من 100 ألف مستفيد ومستفيدة في 16 مدينة، مما يعكس توجهًا لترسيخ “السيادة التقنية” عبر كوادر وطنية مؤهلة.

وتكتسب المبادرة زخمها من كثافة البرامج المقدمة، حيث تشمل أكثر من 250 برنامجًا احترافيًا و30 لقاءً إثرائيًا، مدعومة بشراكات مع 10 جهات عالمية، لمنح شهادات احترافية في مجالات دقيقة وحساسة مثل الأمن التقني، وتستمر هذه الجهود المكثفة حتى 11 ديسمبر الجاري.

الابتكار في مواجهة التحديات الأمنية

وفي ترجمة عملية لمفهوم “الأمن الذكي”، أماط المؤتمر اللثام عن “هاكاثون أبشر طويق”، الذي يُوصف بأنه الأكبر في مجال الحلول الحكومية الرقمية.

الحدث الذي ينطلق في الفترة من 11 إلى 13 ديسمبر، يضع أكثر من 3000 مشارك ومشاركة أمام تحديات حقيقية، تتطلب حلولًا ابتكارية في مسارات: الذكاء الاصطناعي، والتنبؤ الأمني، والهوية الرقمية، وإنترنت الأشياء.

وقد رصدت الوزارة جوائز بقيمة إجمالية تبلغ مليون ريال سعودي، لتحفيز المبتكرين على تقديم حلول تخدم منظومة “أبشر”، مما يحول المشاركين من مستهلكين للتقنية إلى شركاء في تطوير الخدمات الأمنية والمدنية.

خارطة طريق نحو 2026

ولا يُنظر إلى فعاليات هذا العام، التي ستبلغ ذروتها في المؤتمر الرئيسي بين 18 و20 ديسمبر، على أنها حدث عابر، بل هي حجر الأساس لحدث تقني عالمي ضخم ستنظمه الوزارة في عام 2026م.

ومع استهداف استقطاب 20 ألف زائر ومشاركة 150 متحدثًا، وتكريم 10 جهات حكومية متميزة، تسعى الوزارة لتأكيد مكانة المملكة كمرجع عالمي في الحكومة الرقمية، محققة بذلك التناغم الكامل مع مستهدفات رؤية السعودية 2030 في رفع جودة الحياة وتعزيز الكفاءة الحكومية.