اخبار السعودية : "مخاوف دولية".. صور أقمار صناعية تكشف بناء إسرائيل منشأة نووية جديدة

في خطوة تثير تساؤلات دولية حول توازن القوى في الشرق الأوسط، كشفت صور أقمار صناعية حديثة عن تكثيف إسرائيل لأعمال البناء في مركز شمعون بيريس للأبحاث النووية بالنقب قرب مدينة ديمونا جنوبي إسرائيل، ويُعتقد أن هذه المنشأة الجديدة، التي بدأت أعمال الحفر فيها عام 2021، قد تكون مفاعلاً نووياً جديداً أو مركزاً لتجميع أسلحة نووية، وفق تحليلات خبراء لصور التقطتها شركة “بلانيت لابس” في 5 يوليو 2025، وتجري إسرائيل أعمال البناء وسط سرية تامة تحول دون التفتيش الدولي، مما يعزز مخاوف الدول المجاورة من توسع الترسانة النووية الإسرائيلية لأغراض عسكرية، خاصة بعد هجمات إسرائيلية أمريكية مشتركة على منشآت نووية إيرانية في يونيو الماضي.

تكثيف البناء

وأفادت وكالة “أسوشيتد برس” بأن الصور تُظهر جدراناً خرسانية سميكة وطوابق متعددة تحت الأرض، مع رافعات تعمل في الموقع الذي يبلغ طوله 150 متراً وعرضه 60 متراً، ويقع هذا البناء بالقرب من المفاعل النووي القديم الذي يعمل منذ الستينيات، والذي يُعتقد أنه مصدر رئيسي لإنتاج البلوتونيوم والتريتيوم، المواد الأساسية في صناعة الأسلحة النووية، والمفاعل الحالي، الذي تجاوز عمره التشغيلي المعتاد لمفاعلات تلك الحقبة، يحتاج إلى استبدال أو تحديث عاجل، مما يعزز فرضية أن المنشأة الجديدة تهدف إلى تعويض هذا النقص، ويشير تصميم الموقع، بما في ذلك الجدران الخرسانية القوية، إلى بنية تحتية مصممة لتحمل ظروف تشغيلية معقدة، مما يدعم فكرة أنها قد تكون مفاعلاً نووياً أو مرفقاً لتجميع الأسلحة.

ويؤكد الخبراء السبعة الذين حللوا الصور أن المنشأة مرتبطة ببرنامج إسرائيل النووي السري، حيث لا توجد محطة طاقة مدنية في ديمونا، وثلاثة منهم يرجحون أنها مفاعل ماء ثقيل جديد لإنتاج مواد نووية، بينما يرى الآخرون إمكانية كونها مركزاً لتجميع رؤوس حربية، وعدم وجود قبة احتواء مرئية حالياً لا ينفي احتمال إضافتها لاحقاً، مما يعقد التحديد الدقيق للغرض.

سرية البرنامج

ويُحاط برنامج إسرائيل النووي بسياسة “الغموض النووي” التي بدأت في أواخر الخمسينيات، عقب إعلان إسرائيل عام 1948، وهذه السياسة تحول دون الاعتراف الرسمي بامتلاك أسلحة نووية، رغم تقديرات تشير إلى حوالي 90 رأساً حربياً، وفق “نشرة العلماء الذريين” عام 2022، وكشف المبلغ عن المخالفات موردخاي فانونو، في الثمانينيات عن تفاصيل داخلية أكدت إنتاج عشرات الرؤوس الحربية، مما يعزز الشكوك حول المنشأة الجديدة، التي قد تهدف إلى استبدال المفاعل القديم أو تعزيز الإنتاج.

وتاريخياً، بدأ بناء الموقع النووي في ديمونا في الخمسينيات لتعزيز الردع الإسرائيلي ضد التهديدات الإقليمية، والمنشأة، التي استفادت من دعم غربي، خاصة من فرنسا في بداياتها، مما سمح لإسرائيل بتطوير قدرات نووية متقدمة دون إشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

توسع الترسانة

ويعتمد البرنامج الإسرائيلي على مفاعلات الماء الثقيل، التي تنتج البلوتونيوم كمنتج ثانوي يُستخدم في التفاعلات النووية المتسلسلة، وإضافة إلى التريتيوم الذي يعزز قوة الانفجار ويتحلل بنسبة 5% سنوياً، ويقول الخبير جيفري لويس: “إن حجم البناء وارتفاعه يشيران إلى مفاعل طويل”، بينما يضيف إدوين لايمان أن غياب قبة احتواء مرئية قد يكون تصميماً متعمداً، مما يصعب التحقق بسبب رفض إسرائيل التفتيش الدولي، ويرى داريل كيمبال أن الهدف هو الحفاظ على القدرة على فصل البلوتونيوم أو إنتاج تريتيوم إضافي، مما قد يعني توسعاً في الترسانة.

والمنشأة الجديدة قد تكون استجابة لتحديات تقنية، مثل تدهور المفاعل القديم أو الحاجة إلى زيادة إنتاج التريتيوم للحفاظ على فعالية الرؤوس الحربية، وهذا يعكس استراتيجية إسرائيل لضمان استمرارية برنامجها النووي.

مخاوف دولية

وبعد قصف إسرائيلي أمريكي لمنشآت إيرانية، بما فيها مفاعل آراك، مما يبرز ازدواجية المعايير الدولية، تواصل إسرائيل رفضها الانضمام إلى معاهدة منع الانتشار النووي، مما يمنع الوكالة الدولية للطاقة الذرية من تفتيش مفاعل ديمونا، وهذا الرفض، إلى جانب الصمت الرسمي من إسرائيل والولايات المتحدة، يعمق الغموض ويزيد من حدة التوترات الإقليمية.

ويثير التوسع المحتمل في القدرات النووية الإسرائيلية قلق المجتمع الدولي، خاصة في ظل التوترات المتصاعدة مع إيران، فهل ستؤدي هذه التطورات إلى سباق تسلح نووي جديد في المنطقة؟

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة سبق , ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة سبق ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة على المصدر السابق ذكرة.

اترك تعليق

زر الذهاب إلى الأعلى