إنشاء هيئة وطنية جنوبيّة للتربية والثقافة والعلوم


مخرجات وتوصيات مهمة لندوة فريق الحوار الوطني الجنوبي عن دور الثقافة في تجذير وتعزيز الهويّة الوطنية الجنوبية وتأصيلها التاريخي في حياة المجتمع

نظّم فريق الحوار الوطني الجنوبي، برعاية الرئيس القائد عيدروس بن قاسم الزبيدي، رئيس المجلس الانتقالي، نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي، اليوم، في العاصمة الجنوبية عدن، ندوة ثقافة تحت عنوان: (عن دور الثقافة في تجذير وتعزيز الهويّة الوطنية الجنوبية وتأصيلها التاريخي في حياة المجتمع).

وتأتي الندوة كترجمة عمليّة لما ورد في مخرجات اللقاء التشاوري الأول، وما حملته موجهات الميثاق الوطني الجنوبي، والاتجاهات الرئيسية لإدارة المرحلة الرّاهنة، بمشاركة وتفاعلٍ كبير من عددٌ من أبرز الهامات الثقافية والفنيّة والأدبية والصحفية والإعلامية، والكوادر الأكاديمية المتخصصة في الدراسات البحثيّة المهتمّة بدور الثقافة في تجذير وتعزير الهويّة الوطنية، وتأصيلها في حياة المجتمع.

وخلال الندوة، التي ادارها الأستاذ الشاعر عباس ناصر مسعود الزامكي، اشاد الدكتور، صالح محسن الحاج، رئيس هيئة العلاقات الخارجية، وشؤون المغتربين، بما أقدم عليه فريق الحوار، وحرصه على إقامة مثل هذه الأنشطة التي جسّدت مخرجات اللقاء التشاوري الجنوبي الأول، مثنياً على ما قدم في الأرواق، وتفاعل القمم الثقافية والفنية والإعلامية والصحفية، التي أظهرت بعمق حقيقة الرّوح الوطنية الجنوبية الخالدة، وما تحمله من وعي عميق لتجاوز كل إخفاقات الحاضر، وبناء جسور المستقبل.

وكان الأستاذ عبدالسلام قاسم مسعد، رئيس فريق الحوار، قد رحب بكل الهامات والقامات الثقافية والفنية والمسرحية والإعلامية والصحفيّة والأكاديمة التي حرصت على الحضور والمشاركة، مشيراً إلى أهمية تنظيم مثل هذه الندوات التي تهتم بتعزيز اللحمة الوطنية، وتعزيز الانتماء، وتعمّق من انتشار العناصر الثقافية والفنيّة والفلكلورية التاريخية في واقع الحياة اليوم، وترسّخ أدبيات وسلوكيات ونجاحات الزمن الثقافي الجنوبي الجميل.

وأكد عبد السلام، على المأمول من المشاركين والمشاركات إثراء أوراق الندوة لبلورة رؤية ثقافية وإعلامية وفنية وطنية شاملة ومتنوعة تسهم في تقديم الجغرافيا الوطنية الجنوبية كما يجب أن تكون.

وجاءت الندوة إنطلاقاً من الفهم العميق لدور وأهمية الثقافة في حياة الأمم والشعوب، وايماناً بقيمة رسالتها في حياة المجتمع، وإدراكاً لمآلاتها المهمة في عملية التطوّر والبناء الفكري والإنساني والمدني الذي تؤديه الثقافة وعناصرها وأدواتها وكل أشكالها الإبداعية.

وفي تفاصيل الندوة التي سادتها أجواء تفاعليّة، وحوارات مستفيضة، ونقاشات معمّقة، ومداخلات رصينة ومهمة، وحظيت كل الأوراق بوقفات قرائية وتحليلية إثرائية، عكست الاهتمام الكبير من المشاركين والمشاركات لمحتوى الأوراق والرؤى التي تضمنتها في سياقها التشخيصي العام لدور الثقافة.

وتضمنت الندوة عدد من الأوراق، حيث جاء عنوان الورقة الأولى تحت (الإعلام الجنوبي وتجذير الهوية الوطنية الجنوبية، نحو خطاب هادف ونموذج إعلامي تنويري رؤية نقابة الصحفيين والإعلاميين الجنوبيين)، قدمها الدكتور أمين العلياني.

اما الورقة الثانية فجاءت تحت عنوان: (استعادة الهوية الثقافية الجنوبية: الأغنية الجنوبية إذاعيًّا وتلفزيونيًّا أنموذجًا)، قدمها الباحث الدكتور سعيد بايونس.

فيما جاءت الورقة الثالثة تحت عنوان (تجذير وتعزيز الهويّة الوطنية الجنوبية وتأصيلها التاريخي -تلفزيونيّاً وإذاعيّاً) (مشروع رؤية)، قدمها الباحث صالح حسين الفردي.

أما الورقة الرابعة فكانت ورقة مكتب وزارة الثقافة بالعاصمة عدن، قدمها الموسيقار أحمد بن غودل، والورقة الخامسة بعنوان (اتحاد أدباء وكتّاب الجنوب، ريادة ثقافية ومشروع وطني)، اعدتها، ووضعتها الأستاذة أعياد عامر، أمين الدائرة الثقافية بالأمانة العامّة بالاتحاد، وقدمتها ريم وليد هزاع قاسم غالب.

وفي ختام الندوة الثقافية، خرجت الندوة بعدد من المقترحات والتوصيّات، بعد مداولات ومداخلات مكثفة ومستفيضة، قدمها العديد من المشاركين والمشاركات في هذه الندوة، نوردها كالتالي:

1- يؤكد الجميع في هذه الندوة على أن جبهة الثقافة لا تقل أهمية عن الجبهة السياسية والعسكرية، كونها تشكّل العمق المعنوي والحضاري لأي مشروع وطني، وتلعب دورًا محوريًا في حماية الوعي، وتعزيز الانتماء، والتصدي لمحاولات طمس الهوية.

2- يشيد الجميع بالمبادرة التوثيقة التي قام بها مركز عدن للدراسات التاريخية والتوثيق والنشر، لتوثيق ذاكرة الصحافة الجنوبيّة منذ أربعينيات القرن الماضي في كل محافظات الجنوب.

3- يقترح المشاركون والمشاركات على قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي إنشاء هيئة وطنية جنوبيّة للتربية والثقافة والعلوم، تنهض بدور كبير في بلورة المشروع الثقافي الوطني الجنوبي، وقواعد وأسس التنوّع الحضاري لكل محافظات الجنوب.

4- يشدد الجميع على ضرورة إجراء تقويم وتقييم حقيقي لكل ما أنجزته الهيئة الوطنية للإعلام والقطاع الإذاعي والتلفزيوني والدوائر الثقافية والإعلامية في المجلس الانتقالي، واتحاد أدباء وكتاب الجنوب، ونقابة الصحفيين والإعلاميين الجنوبيين والمؤسسات والمراكز الممولة من المجلس خلال الفترة الماضية، وتعزيز ودعم دور الناجحة منها، والعمل على تطوير أداء وتجاوز إخفاقات البعض الآخر.

5- يوصي المشاركون والمشاركات قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي ودوائره المختصّة بالثقافة والإعلام، إلى ضرورة تبنّي مشروع ثقافي وإعلامي يعيد الاعتبار للهوية الجنوبية، ويؤسس لخطاب تلفزيوني وإذاعي تنويري يخاطب الواقع ويستشرف المستقبل، ويعمّق من دور ومكانة ورسالة الثقافة والفن والتراث بوصفها تمثل أضلاع الرئيسية للهوية الوطنيّة.

6- إبراز الرموز والأعلام الثقافية والفنية والأعلامية، وإعادة إحياء الموروث الثقافي وتقديمه بلغة معاصرة، وإدماج الفنون الشعبية والتراث في المحتوى الإعلامي، لجعل الهوية جزءاً من الوعي اليومي للمواطن.

7- إنشاء مركز دراسات ثقافية وفنيّة وإعلامية جنوبية لرصد وتشخيص وتحليل الخطاب الحالي، ووضع سياسات تطويرية، وإطلاق برامج تدريبية مستدامة للكوادر الإعلامية، وتعزيز فهمها ومعرفتها بالمراحل المجيدة في تاريخ الثقافة والفنّ والإعلام في الجنوب.

8- إخضاع برامج اكتشاف المواهب الغنائية لإشراف لجان فنية متخصصة تضم خبراء الأصوات والمقامات ومخارج الحروف، بالتنسيق مع مكتب الثقافةبالعاصمة عدن، لضمان انتقاء مواهب حقيقية والارتقاء بالذائقة الفنية في المجتمع.

9- ردم الهوة بين الجيل الفني القديم والجديد من خلال الاهتمام بالجيل القديم ورعاية ودعم الجيل الجديد، وتشجيع الفنانين الجنوبيين لاسيما المبدعين الشباب في مختلف محافظات الجنوب وصقل مواهبهم الإبداعية، من خلال استعادة المعاهد الفنية والموسيقية الجنوبية وتفعيل دورها الريادي.

10- ترسيخ الهوية الموسيقية الجنوبية الذي تتميز بالتنوع، والانتشار والعمل الدؤوب لحمايتها وحفظها من الضياع، وتكثيف حضورها لصياغة وعي فني لدى الأجيال، وإحياء الأنشطة الفنية في مراحل التعليم العام، والجامعي,

11- مواجهة جميع أشكال التغريب الثقافي التي تطال هويتنا وثقافتنا الوطنية والاجتماعية، وتوجيه الأغنية الوطنية والعاطفية نحو محتوى ومضمون المواطنة المتساوية وتعزز اللحمة الوطنية الجنوبية.

12- يوصي الجميع بضرورة استعادة نشاط المسرح، وجعله حاضراً بقوة في المشهد الثقافي والفني والإعلامي، لمقاربة قضايا ومشكلات الواقع، ومعالجة إخفاقات الحاضر، واستشراف آفاق الحياة والمستقبل.

13- إنشاء مركز متخصص لأرشفة المواد الإعلامية التاريخية (الصحف، التسجيلات، الأفلام الوثائقية) وحفظها رقميًّا، والتعاون مع جامعات، ومراكز دراسات جنوبية مختصّة لإنشاء مكتبة رقمية للإعلام الجنوبي.

14- إطلاق مبادرات لتكريم الرواد الأحياء (مثل جوائز سنوية، أو إنتاج أفلام وثائقية عن سيرهم)، وتوثيق تجاربهم في كتب أو مقابلات مرئية أو عمل احتفالات سنوية للتذكير باحتفائهم بهدف غرس مبدأ الخلود في الذاكرة الجمعية الجنوبية، وضمان انتقال المعرفة للأجيال الجديدة.

15- تفعيل شراكات بين الجامعات ووسائل الإعلام لإنشاء برامج تدريبية (كالكتابة الصحفية، الإنتاج التلفزيوني) أو الشراكات مع منظمات دولية للتدريب على التقارير الاستقصائية والاستطلاعية، ودعم الأبحاث الأكاديمية التي تُقيّم الخطاب الإعلامي الجنوبي وتقترح حلولاً لتطويره.

16- الإسراع في إعادة رفد اتحاد أدباء وكتّاب الجنوب بموازنته الشهرية للأمانة العامّة وفروع المحافظات، واعتمادات المجلات الشهرية والإصدارات، بشكل مستدام، تلافيّاً للآثار السلبية الكبيرة التي اصابت المشهد الثقافي في الجنوب، وآثاره المباشرة على عدم استمرارية الأنشطة الثقافية، وتوقف بعض الإصدارات، وتعطّل مشاريع حيوية مثل اصدار الكتب والمجلات والأنشطة الثقافية وبرامج التدريبية.

17- دعم مشروع دار نشر اتحاد أدباء وكتاب الجنوب ورفده بالتمويل، لاستكمال بنيتها التحتية المطبعية والتقنيّة والفنيّة والإدارية لما لها من دور في تمكين الكتّاب والنهوض بواقع النشر الجنوبي، وتوثيق الإنتاج الثقافي محليًا وعربيًا.

18- الإسراع في توثيق الذاكرة التاريخية لما قبل العام 1967م، وجعلها ضمن النسق العام للهوية الوطنية الجنوبية.

19- دعم مبادرات التدريب والتأهيل الأدبي، كتوسيع برنامج “الكاتب الجنوبي” وغيره من البرامج الثقافية، ليشمل دورات مستمرة للفروع وتدريب مشرفين ثقافيين محليين.

20- يوصي المشاركون – جميعاً – بضرورة وضع أسس وضوابط وقواعد للتعامل مع مخزوننا التراثي، وحمايته القانونية، من العبث، وخاصة تراث الرّواد الكبار والمخضرمين الكبار.

21- الإسراع في انتاج أفلام وثائقية تاريخية بتقنيات حديثة واحترافية، كونها لا تحتاج إلى تكاليف مادية باهضة.

22- ضرورة الاهتمام بنشر الدراسات والأبحاث التي تصدّت لمشروع اليمننة منذ مطلع الستينيات، ونشر الحقائق، وفضح محاولات تزييف حقائق التاريخ الجنوبي، وأحداثه الحسام.

23- الإسراع في استعادة دور ومكانة ورسالة المكتبة الوطنية بالعاصمة عدن، ورفدها بكل نتاجات المعرفة – محليّاً وخليجياً وعربياً وعالمياً.

24- خلق تواصل حضاري وثقافي وإنساني بين الوطن الجنوبي، والجاليات الجنوبية في كل أصقاع المعمورة.

25- التشديد على أهمية استعادة دور الأنشطة والبرامج والفعاليات اللاصفيّة في مراحل التعليم كافّة، وخاصة في مجالات المسرح والرسم والتراث الشعبي، والإنشاد الديني والغناء الفردي والإنشادي، والتقديم الإذاعي، وغير ذلك من الأنشطة المدرسية اللاصفيّة.

26- يشدد المشاركون – جميعاً – على ضرورة أن تقوم السلطة المحلية بالعاصمة عدن خاصة ومحافظات الجنوب عامة بتجريم وتحريم الاستيلاء والبناء في المواقع الأثرية أو في حرم المعالم التاريخية، حماية لذاكرة التاريخ، وأمجاد الأجيال عبر القرون.

27- ضرورة استخدام الوسائل والتقنيات الحديثة المستخدمة اليوم في وسائط الميديا للتأثير على الأجيال الجديدة، فيما يخص التأصيل التاريخي للهويّة الجنوبية في ذاكرة الوطن.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة عدن تايم , ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت وانما تم نقله بمحتواه كما هو من عدن تايم ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة على المصدر السابق ذكرة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى