إعلان فك الارتباط.. من إعلان سياسي إلى واقع يُكتب بالنضال

تحل الذكرى الـ31 لإعلان فك الارتباط في 21 مايو 1994، والجنوب العربي اليوم يقف على أرضية سياسية وشعبية صلبة.

هذه الحالة تعبّر عن قناعة راسخة لدى أجياله بأن الوحدة التي وُقّعت في 1990 لم تكن قدرًا، وأن فك الارتباط لم يكن انفصالًا، بل استعادةٌ لحق مغتصب وسيادة منهوبة.

لقد جاء إعلان فك الارتباط ليعلن انهيار الوحدة المشؤومة بعد أن أُغرقت بدماء الجنوبيين في حرب صيف 1994، التي شنّها نظام صنعاء على الجنوب بغرض السيطرة بالقوة العسكرية على الأرض والثروة والقرار.

ثلاثة عقود مرّت أكدت أن ما حدث عام 1990 لم يكن وحدة، بل ضمًا قسريًا وهيمنة شمالية على الجنوب، تكرّست بعد حرب 1994 من خلال مشاريع التمكين والإقصاء والتجريف الممنهج لهوية الجنوب ومؤسساته ومواطنيه.

فمنذ نهاية الحرب، تعرّض الجنوب لسلسلة من الجرائم والانتهاكات التي لا تسقط بالتقادم، شملت تسريحًا جماعيًا لعشرات الآلاف من العسكريين والمدنيين، ونهبًا منظمًا للثروات.

يضاف إلى ذلك جرائم مثل تهميش المؤسسات الجنوبية، وإحداث تغيير ديمغرافي، واستباحة للأرض والإنسان من قبل مراكز النفوذ القبلية والعسكرية في صنعاء.

ووصلت الممارسات إلى حدّ الفتاوى التكفيرية ضد الجنوبيين، وإباحة دمائهم، والتعامل معهم كغنائم حرب، ما أكَّد أن تلك الوحدة المشؤومة أداة قمع وكارثة سياسية واجتماعية وثقافية.

في ذكرى إعلان فك الارتباط، يبدو الجنوب اليوم أكثر تنظيمًا واستعدادًا لإكمال مشروع التحرير واستعادة الدولة.

فالتطورات الميدانية منذ 2015، وتحديدًا بعد دحر المليشيات الحوثية الإرهابية من العاصمة عدن وباقي محافظات الجنوب، أثبتت أن الجنوبيين قادرون على حماية أرضهم وصناعة مستقبلهم، رغم المؤامرات المشبوهة التي تثيرها القوى المعادية.

أما على المستوى السياسي، فقد شكّل تأسيس المجلس الانتقالي الجنوبي بقيادة الرئيس القائد عيدروس الزبيدي، تحولًا مفصليًا، إذ بات المجلس الحامل السياسي لقضية شعب الجنوب، والواجهة التفاوضية التي تنقل صوت الشعب إلى الإقليم والعالم، وتعمل على بناء مؤسسات الدولة المنتظرة من قلب الجنوب، وليس من هوامشه.

ومع ازدياد الانخراط الإقليمي والدولي في تسوية شاملة للأزمة في البلاد، يبرز الصوت الجنوبي بوصفه عاملًا حاسمًا لا يمكن تجاوزه، وصاحب مشروع مختلف ومتماسك يستند إلى إرث دولة وهوية وشعب موحد خلف قضيته.

كما ذكرى إعلان فك الارتباط لم تكن مجرد ذكرى رمزية، بل هي تاريخ مفصلي في مسار كفاح الجنوب، بل هي تذكير بأن الكرامة لا تُشترى، وأن الشعوب التي تملك الوعي والإرادة لا يمكن كسرها، مهما طال الزمن.

الحقيقة الواضحة الآن مفادها أنَّ الجنوب العربي اليوم لم يعد ذلك الجنوب الجريح الذي خرج من حرب 1994 محمّلًا بالخراب والإقصاء، بل أصبح قوة سياسية وعسكرية واقتصادية صاعدة، تطالب بحقها المشروع في تقرير المصير، وفقًا لما يكفله القانون الدولي، ووفقًا لما يفرضه الواقع الجديد على الأرض.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة المشهد العربي , ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت وانما تم نقله بمحتواه كما هو من المشهد العربي ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى