إعادة افتتاح عيادة الدكتورة ليالي عكوش: انتصار للعدالة وفضح لمنظومة الفساد

فإعادة افتتاح العيادة جاءت بعد تحركات قانونية وسياسية مكثفة قام بها مؤمن السقاف، أثبتت أن الإغلاق لم يكن سوى قراراً تعسفياً بلا سند قانوني، إذ لا توجد أي مبررات مقنعة سوى الخوف من صوت العلم والمعرفة. فالدكتورة عكوش لم ترتكب جرماً سوى تنظيمها ملتقى علمي لطب الأسنان بشكل قانوني وشفاف، مما أزعج أصحاب المصالح الضيقة الذين يرون في أي نشاط أكاديمي مستقل تهديداً لهيمنتهم.
لكن السؤال الأكبر: هل يكفي إعادة فتح العيادة لإنهاء الأزمة؟
بالطبع لا. فالقضية كشفت عن خيوط منظومة متكاملة من الترهل الإداري والفساد الأكاديمي، تبدأ بمكتب الصحة وتتفرع إلى مؤسسات طبية وتعليمية تُدار بأيدي غير كفؤة، بل ومعادية للتطور. فإغلاق العيادة لم يكن سوى حلقة في سلسلة طويلة من العراقيل التي وُضعت أمام الملتقى العلمي، بدءاً من منع المشاركين، ومروراً بالضغوط والتهديدات المباشرة للدكتورة عكوش، وانتهاءً بمحاولات تشويه سمعتها. وكل هذا يؤكد أن هناك “سرطاناً إدارياً” ينخر في جسد المؤسسات الاكاديمية والصحية بعدن، يستهدف النخب العلمية قبل أن يستهدف البنى التحتية.
والأمر لا يتوقف عند الدكتورة عكوش. فما حدث معها هو مجرد عَرَض لمرض أعمق، يتمثل في:
1. تدهور المؤسسات الصحية تحت إدارة البيشي:
– مستشفى الصداقة التعليمي، الذي كان يُعتبر صرحاً طبياً، تحول إلى مثال للتقصير والإهمال.
– مستشفى 22 مايو في المنصورة يعاني من انهيار الخدمات،
– المجمعات الصحية في مديريات عدن أصبحت بلا أدوية أو أجهزة، بينما تُصرَف الميزانيات على مشاريع وهمية.
2. حرب ضد العلم والمعرفة:
– إذا كان هذا مستوى العداء لطبيبة متميزة مثل عكوش، فما مصير الطلاب المتفوقين الذين لا يملكون صوتاً إعلامياً داخل حرم الكليات؟
– كيف نطمئن إلى أن هذه المؤسسات لا تُخرّج أطباءً بلا كفاءة، بينما تُقصي المتميزين؟
3. الأسئلة المشروعة:
– هل يُعقل أن تُدار الصحة في عدن بأشخاص يُحاربون المبادرات العلمية؟
– من يحاسب من سمح بتحويل المؤسسات الحكومية إلى أدوات للابتزاز السياسي والمالي؟
قضية الدكتورة ليالي عكوش هي جرس إنذار للمجلس الانتقالي وللقائد عيدروس الزبيدي بأن المعركة الحقيقية هي مع الفساد المؤسسي، وليس مع أعراضه. فإعادة فتح العيادة خطوة مشرفة، لكنها يجب أن تكون بداية لـ:
1. تحقيق شفاف في قرارات مكتب الصحة بعدن، ومحاسبة كل من تورط في إغلاق العيادة دون وجه حق.
2. إصلاح جذري للمؤسسات الصحية، بدءاً بإقالة المديرين الفاشلين مثل البيشي.
3. دعم حقيقي للمبادرات العلمية، ووضع ضمانات قانونية لحماية الكفاءات من الابتزاز
قصة الدكتورة عكوش تثبت أن الظلم لا يدوم، لكنها أيضاً تذكرنا بأن الفساد لا يموت بصمت. فما حدث كان محاولة لقتل الأمل في عدن، لكن إصرار الكفاءات ودعم القيادة الواعية أفشل المخطط. اليوم، العيادة أعيدت، لكن المعركة الأكبر تنتظر: معركة تطهير المؤسسات من الفاسدين، وبناء نظام يحترم العلم وأهله.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة 4 مايو , ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت وانما تم نقله بمحتواه كما هو من 4 مايو ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة على المصدر السابق ذكرة.