إشادة أممية تكشف تحول النظرة الدولية للجنوب

رأي المشهد العربي
في ظل التحديات المتراكمة التي يواجهها الجنوب، جاءت خطوة فتح طريق عدن – صنعاء عبر محافظة الضالع كحدث لافت، ليس فقط على مستوى الواقع الميداني، بل أيضًا على مستوى التفاعل الدولي.
تجلى ذلك في تعبير مبعوث الأمم المتحدة هانز غروندبرغ عن ترحيبه الصريح بهذه الخطوة، واصفًا إياها بأنها تمثل تقدمًا ملموسًا نحو تحسين الظروف الإنسانية وتعزيز التواصل محليًّا.
هذه الإشادة الدولية لم تأتِ من فراغ، بل جاءت استنادًا إلى معطيات واقعية تؤكد أن ما جرى لم يكن مجرد فتح طريق مغلق، بل تحقيق سياسي وعسكري، نجح الجنوب من خلاله في فرض استقرار نسبي على الأرض، وتهيئة المناخ اللازم لتنشيط أحد أهم الشرايين الحيوية في محافظات الجنوب.
يمثل هذا الطريق محورًا استراتيجيًّا، ويمر عبر مناطق ذات أهمية لوجستية واقتصادية وأمنية. ولطالما شكّل إغلاق هذا الطريق عائقًا كبيرًا أمام حركة النقل، وأثّر بشكل مباشر على المواطنين، خصوصًا في ما يتعلق بوصول المواد الغذائية، والأدوية، والخدمات الصحية.
من الناحية السياسية، فإن فتح الطريق بهذه الطريقة المنظمة، ووسط تنسيق أمني محكم، يعكس صورة مختلفة عن الجنوب، تُخالف ما تحاول بعض الأطراف الترويج له.
فالمجلس الانتقالي الجنوبي، عبر هذه الخطوة، أظهر نفسه كـ”فاعل مسؤول”، يضع مصلحة المواطن قبل أي حسابات أخرى، وينجح في تحويل التحديات الأمنية والسياسية إلى منجزات على الأرض.
أما من الناحية العسكرية، فقد برهنت القوات المسلحة الجنوبية على قدرتها على تأمين هذا المحور الحيوي دون وقوع أي خروقات، وهو ما يشير إلى مستوى من الجاهزية والانضباط يؤهلها للاضطلاع بدور أكبر في حماية البنية التحتية والخدماتية في الجنوب.
الترحيب الأممي بالخطوة يعكس نقلة في النظرة الدولية نحو الجنوب، حيث لم يعد يُنظر إليه كطرف في نزاع فحسب، بل كطرف قادر على تقديم حلول واقعية ومباشرة لمشاكل معقدة. وهذا بحد ذاته مكسب سياسي استراتيجي يُعزز من مكانة الجنوب على طاولة النقاشات الدولية بشأن مستقبل الحل الشامل.
وهذا الموقف الأممي يكرّس حضور الجنوب في المعادلة السياسية، ويعزز من شرعيته كصانع للسلام ومسؤول عن تحسين الواقع المعيشي بعيدًا عن الفوضى والمناكفات.
خطوة فتح الطريق ليست حدثًا عابرًا، بل مؤشرٌ على نضج المشروع الوطني الجنوبي، وقدرته على الجمع بين الأمن والخدمة، بين السياسة والميدان، في مشهد يؤكد أن الجنوب ماضٍ في طريقه نحو السيادة والبناء، رغم كل العراقيل.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة المشهد العربي , ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت وانما تم نقله بمحتواه كما هو من المشهد العربي ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.