أسفرت عن قتلى وجرحى… الكشف عن تفاصيل اشتباكات قبلية عنيفة بمديرية المحفد في أبين

كشفت مصادر محلية عن تفاصيل دقيقة لما شهدته منطقة الجبر التابعة لمديرية المحفد في محافظة أبين، اليوم الإثنين، من اشتباكات قبلية عنيفة بين قبيلتي “آل حيدرة” و”آل خليل”، نتج عنها سقوط قتيلين وثلاثة جرحى.
وأوضحت المصادر بأن الاشتباكات اندلعت فجر اليوم، بعد تصاعد الخلاف بين العائلتين على ملكية قطعة أرض زراعية تبلغ مساحتها نحو 15 دونمًا، تقع على مشارف قرية الجبر، وتُعد مصدر دخل أساسي لعدد من الأسر في المنطقة.
وبحسب نفس المصادر، فإن التقارير الأولية تشير إلى أن الخلاف تفاقم منذ أيام، بعد رفع أحد أفراد قبيلة “آل حيدرة” للافتات وأعمدة حدودية على الأرض، ما اعتبره أعضاء من “آل خليل” انتهاكًا صريحًا لحقوقهم التاريخية، والتي يُدعون أنها موروثة منذ أكثر من قرن.
وأشارت المصادر إلى أن الخلاف تحوّل مساء الأحد إلى مواجهة مسلحة مباشرة، حيث استخدم الطرفان أسلحة رشاشة وقذائف هاون صغيرة، فيما أطلق الشبان من كلا الجانبين النار بشكل عشوائي، مما أدى إلى تدمير عدد من المنازل والمباني الزراعية القريبة من نقطة التوتر.
المصادر نقلت أفادات عن مصادر طبية في مستشفى المحفد الميداني، أن الضحايا هم:
– المرحوم أحمد علي حيدرة (48 عامًا)، من قبيلة آل حيدرة، قُتل برصاص مباشر في الصدر.
– المرحوم عبد الله خليل (52 عامًا)، من قبيلة آل خليل، لقي حتفه نتيجة إصابات بالغة في الرأس.
كما تم نقل ثلاثة جرحى بحالات خطيرة إلى المستشفى، بينهم رجلان من كل قبيلة، أحدهما في حالة حرجة ويُعالج في قسم العناية المركزة.
وأشارت المصادر إلى أن السكان المحليين فروا من منازلهم خوفًا من تجدد الاشتباكات، بينما أغلقت المدارس والأسواق المحلية أبوابها، وتم تعليق جميع الأنشطة اليومية في المنطقة.
وفي مسعى عاجل لاحتواء الأزمة، انطلقت وساطات قبليّة ودينية وشعبية من داخل المديرية وخارجها، بقيادة عدد من مشايخ القبائل وعلماء الدين ورؤساء المجالس القبلية، حيث عقدت اجتماعات طارئة مع أطراف النزاع في مركز “دار الوئام” بمدينة المحفد، وتم التوصل إلى اتفاق أولي يتضمن:
– وقف فوري لإطلاق النار
– تسليم الجثث للعائلات تحت إشراف وسطاء محايدين
– تجميد أي تحركات عسكرية أو قبليّة حتى يتم الفصل في النزاع عبر لجنة تحكيم قبليّة مكونة من 12 عضوًا (6 من كل قبيلة، بالإضافة إلى 3 وسطاء خارجيين).
– تشكيل لجنة أرضية مشتركة لتقييم ملكية القطعة المتنازع عليها وفق الوثائق التاريخية والشهادات الشفوية.
وفي تصريحات صحفية قال الشيخ محمد بن عيسى الحيدري، أحد وسطاء القبيلة: “نحن أمام اختبار حقيقي للعقلانية والقيم القبلية الأصيلة، لا يمكن أن نسمح لأن تكون قطعة أرض سببًا في سفك دماء أبناء نفس الأرض، نحن نعمل على إعادة الروح الإنسانية لعلاقاتنا، وليس فقط على إيقاف القتال”.
من جهته، قال الشيخ علي خليل، نائب رئيس مجلس مشايخ آل خليل: “نرفض أي تدخل خارجي في شأننا، لكننا نرحب بالوساطة القبلية النزيهة، نحن لا نريد الحرب، لكننا لن نتنازل عن حقنا التاريخي، وهو ما ستُثبت وثائقه للجميع خلال الأيام القادمة”.
سكان المنطقة بدورهم أعربوا عن خوفهم من تكرار سيناريوهات سابقة، مثل اشتباكات 2021 التي أسفرت عن عشرات القتلى، مشيرين إلى أن غياب الدولة وغياب وجود أمني فعّال يشجع على تفشي النزاعات المسلحة.
الجمعيات الحقوقية المحلية والمنظمات الدولية ناشدت الجهات المعنية بضرورة التدخل العاجل لدعم الآليات القانونية البديلة، وتعزيز دور القضاء المحلي، وتدريب وحدات محلية لحل النزاعات قبل تطورها إلى مواجهات مسلحة.
يذكر ان هذا الحادث يُعد أحدث مثال على تفاقم ظاهرة النزاعات القبلية في المحافظات الجنوبية، حيث تتحول الخلافات العقارية أو العائلية إلى معارك دموية بسبب ضعف المؤسسات القضائية والأمنية، واعتماد المجتمعات على الحلول القبلية التي غالبًا ما تفتقر إلى آليات تنفيذ فعالة.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة يمن فويس , ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت وانما تم نقله بمحتواه كما هو من يمن فويس ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.