أديب العيسي: الجنوب على مفترق طرق… ولن يُبنى المستقبل إلا بإرادة أبنائه ودستور من صُلب أحلامهم

أكد المناضل أديب العيسي، رئيس منتدى الشراكة الوطنية الجنوبية، أن الجنوب يقف اليوم على مفترق طرق تاريخي، داعيًا إلى الانتقال من مرحلة الشعارات إلى مرحلة الفعل، والانطلاق نحو تأسيس دولة تقوم على العدالة والإرادة الشعبية.

وقال العيسي في بيان له تحت عنوان “الجنوب على مفترق طرق: نحو تأسيس دولة العدالة والإرادة الشعبية”:

“ثلاثون عاماً من الانتظار، وثلاثون عاماً من الفراغ الذي يلتهم الأحلام ويُرهق الروح. الجنوب لم يعد يحتمل البقاء معلقًا بين وَهمَيْن: وحدة لم تنصفه، وانفصال لم يتحقق بإرادته. آن الأوان لكتابة فصل جديد بيد أبنائه، يبدأ بدستور يعكس إرادتهم، ويؤسس لدولة تُشرِك الجميع في بناء مستقبل خالٍ من الظلم والتبعية.”

وأضاف أن الوحدة لم تكن سوى شعار أجوف أُخفي تحته إقصاء ممنهج للجنوبيين، في حين بقي مشروع الانفصال حلمًا معلقًا بلا خريطة طريق أو اعتراف دولي، ما جعل الجنوب يعيش في فراغ سياسي وسيادي يُهدد الهوية ويُعمّق المعاناة.

وشدد العيسي على أن بناء الدولة الجنوبية القادمة لا يتعلق فقط بتغيير الجغرافيا، بل ببناء مشروع وطني جامع، يستوعب كل الأطياف، ويرتكز على دستورٍ يكتبه الجنوبيون بأناملهم، دستورٍ يعبر عن روح الجنوب، ويحمي الحريات، ويكرّس العدالة والمساءلة، ويضمن الحقوق للجميع.

واعتبر أن الأولويات في هذه المرحلة تشمل:

1)إعادة هيكلة المؤسسة العسكرية والأمنية تحت قيادة موحدة بعيدة عن الولاءات الضيقة.

2) توحيد الخطاب السياسي الجنوبي لقطع الطريق أمام المشاريع الخارجية التي تسعى لتفتيت الصف الجنوبي.

3) تقديم رؤية سياسية واضحة للعالم تؤكد أن الجنوب يسعى إلى شراكة دولية تقوم على احترام السيادة لا فرض الوصاية.

وأكد العيسي أن المستقبل لا يُنتظر، بل يُبنى الآن، وبيد الجنوبيين وحدهم، داعيًا إلى طيّ صفحة اليأس والانطلاق لكتابة دستور الجنوب الجديد بأحلام أبنائه.

واختتم العيسي تصريحه برسالة أمل قائلاً: الجنوب ليس أرضًا تُقسّم، بل شعبٌ يمتلك إرادة التحرر. دولتنا القادمة لن تولد من صفقات خلفية أو وعود خارجية، بل من تعبئة جماعية تبدأ من القرية إلى المدينة، ومن الشاب إلى الشيخ، مشيراً إلى أن الجنوب يستحق أكثر من أن يكون رقمًا في معادلة الآخرين؛ حان الوقت لنكون نحن المعادلة ذاتها.