أحداث تريم.. رسالة واضحة للمجتمع الدولي بطرد الاحتلال ووقف الانتهاكات

“احتجاجات سلمية .. وقمع ممنهج”
في الأيام الأخيرة، خرج أبناء تريم إلى الشوارع بصدور مفتوحة، يعبرون عن رفضهم لتدهور الخدمات الأساسية، وفي مقدمتها الكهرباء والمياه، وعن سخطهم من سياسات الإقصاء والتهميش وكانت هتافاتهم واضحة: لا للاحتلال اليمني، نعم لكرامة الإنسان الجنوبي لكن الرد من قوات المنطقة العسكرية الأولى جاء كما هو متوقع: رصاص حي، واعتقالات، ومداهمات، في مشهد يعيد للأذهان أساليب القمع التي مارستها هذه القوات طوال سنوات وجودها في الجنوب بشكل عام ووادي حضرموت خاص.
” موقف جنوبي حازم”
في خضم هذه الأحداث، جاء موقف الرئيس القائد عيدروس بن قاسم الزُبيدي حاسماً فالاتصال الهاتفي الذي أجراه بوكيل محافظة حضرموت لشؤون الوادي والصحراء عامر العامري، لم يكن مجرد متابعة شكلية للأحداث، بل رسالة سياسية وأمنية مفادها أن تريم ليست وحدها، وأن المجلس الانتقالي الجنوبي يقف قلباً وقالباً مع أبناء حضرموت وكانت
توجيهاته الواضحة للجنة الأمنية في الوادي بحماية المحتجين وضمان حقهم في التعبير السلمي، عكست إدراكه العميق لأهمية أن تكون المعركة مع الاحتلال معركة وعي وجود وكرامة، لا فوضى وانفلات.
“طمس الهوية الجنوبية “
منذ أن وطأت أقدام قوات الاحتلال اليمني أرض تريم، بدأ مشروع خفي لطمس الهوية الجنوبية، عبر تغيير المعالم والمناهج، وتهميش الكوادر المحلية، ومحاولة محو الانتماء التاريخي لهذه الأرض. لكن أبناء تريم، بوعيهم المتجذر، رفضوا هذا المسار. فالتاريخ هنا ليس مجرد أوراق في كتب، بل هو دم يجري في عروق الأجيال، وذاكرة جماعية لا يمكن محوها برصاص أو إعلام مضلل.
“تريم توجه رسالة إلى الداخل والخارج”
و لا تتحدث بلسان أبنائها فقط، بل بلسان كل جنوبي يشعر بوطأة الاحتلال على أرضه وكرامته رسالتها إلى الداخل: وحدتنا الجنوبية هي سلاحنا الأول ورسالتها إلى الخارج: نريد السلام، لكن ليس على حساب حقنا في تقرير مصيرنا واستعادة دولتنا
هي رسالة موجهة للمجتمع الدولي ومنظماته الحقوقية: أن الصمت على الانتهاكات هو مشاركة غير مباشرة فيها، وأن وقت المواقف الحاسمة قد حان.
كما ان أبناء تريم، وأبناء الجنوب عامة لن يقبلون ، أن تكون مدينة تريم ورقة مساومة في أي صفقة سياسية فهذه الأرض، بهويتها وتاريخها وحضارتها، هي أمانة في أعناقهم، وحقوق الشعوب لا تسقط بالتقادم.
كما ان تريم اليوم تكتب فصلاً جديداً في ملحمة الجنوب، فصل عنوانه: لا للاحتلال اليمني.. نعم للحرية .. ومهما راهن الاحتلال اليمني على الوقت لتطويع إرادة الشعب ، لهذا فإن تريم تراهن على التاريخ، والتاريخ كما أثبت مراراً، لا يقف في صف المحتل.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة 4 مايو , ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت وانما تم نقله بمحتواه كما هو من 4 مايو ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة على المصدر السابق ذكرة.