أحداث الجنوب.. ليست عائقاً بل برهاناً على حتمية الاستقلال

حيث تثير هذه المزاعم الدهشة والاستغراب، وتدفعنا إلى التساؤل عن طبيعة التفكير الذي يقف خلفها، وعن أي استدلالات منطقية وصل أصحابها إلى هذا الاستنتاج غير المنطقي. فالحقيقة الساطعة، التي لا يمكن إنكارها، هي أن هذه الأحداث المأساوية التي تشهدها الجغرافيا الجنوبية منذ فترة طويلة، تحدث في ظل ما يسمى بـ”دولة الوحدة اليمنية”، أي في ظل استمرار ارتباط الجنوب بنظام صنعاء بشكل أو بآخر، وفقا لاتفاقية الوحدة وما ترتب عليها من احتلال للجنوب، وفي ظل غياب دولة الجنوب ذات السيادة والاستقلالية الكاملة. وهذا يعني بوضوح لا لبس فيه أن هذه الأحداث ليست ناتجة عن أي سبب يكون الجنوب فيه دولة مستقلة شكلا ومضمونا، بل هي نتيجة مباشرة وحتمية لارتباط الجنوب بالشمال.
إن ما يحدث في جغرافيا الجنوب منذ سنوات، ما كان له أن يحدث أبدا في دولة جنوبية مستقلة تماما، ذات دستور مستقل، وسلطات مستقلة، وجيش مستقل، وأمن مستقل، ونظام سياسي مستقل. والدليل على ذلك يؤكده تاريخ دولة الجنوب قبل الوحدة، تلك الدولة التي شهدت استقرارا مثاليا، وأمنا لم يكن من السهل اختراقه، وهدوءا لا مثيل له في المنطقة بأسرها. خيث كانت دولة تصان فيها الحقوق، وتحفظ فيها الكرامات، وتبنى فيها المؤسسات بشكل يعزز من سيادتها واستقلالها.
اما ما يحدث في الجنوب اليوم فهو نتيجة طبيعية ومتوقعة لاستمرار ارتباطه بالجمهورية العربية اليمنية عنوة، ورغم إرادة أبنائه الذين ناضلوا وقدموا التضحيات الجسام من أجل حريتهم وكرامتهم. ومن يدعي خلاف ذلك، فهو إما جاهل بالتاريخ والواقع، أو يسعى لتحريف الحقائق، أو يبحث عن سبب لاستمرار هذه الأحداث المأساوية التي تدمي القلوب وتنهك الأرواح.
إن مسؤولية ما يحدث في الجنوب يتحملها أشقاؤنا الشماليون، الذين فرضوا هذه الوحدة بالقوة، ومن خلفهم السلطة الشرعية التي تعد امتدادا لذلك الاحتلال، ومن خلفها دول التحالف العربي التي لم تقدم الدعم الكافي لإنهاء هذا الارتباط القسري، ومجلس الأمن الدولي والأمم المتحدة التي لم تمارس دورها الفاعل في حماية حقوق هذا الشعب المظلوم. أما الجنوبيون، فهم بريئون من ذلك تماما، ولا يمكن تحميلهم المسؤولية وهم يرزحون تحت نير الاحتلال اليمني باسم الوحدة. فنهم ضحايا لواقع فرض عليهم، وليسوا صناعا للمأساة التي يعيشونها.
إن هذه الأحداث، بكل قسوتها ومرارتها، ليست عائقا أمام استقلال الجنوب، بل هي برهان ساطع، ودليل قاطع، على حتمية هذا الاستقلال. فهي تؤكد أن الحل الوحيد لإنهاء هذه المآسي، ولإعادة الأمن والاستقرار إلى الجنوب، هو فك الارتباط بشكل كامل مع اليمن، واستعادة دولة الجنوب ذات السيادة الكاملة. فالحرية هي مفتاح الأمن، والاستقلال هو طريق الازدهار، ولا يمكن لشعب أن يعيش بكرامة وسلام تحت نير احتلال، مهما كانت مسمياته أو مبرراته.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة 4 مايو , ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت وانما تم نقله بمحتواه كما هو من 4 مايو ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة على المصدر السابق ذكرة.