أتمنى العيد القادم العثور على مكان مناسب في كورنيش قحطان الشعبي


عبثا حاولت عصر اليوم أن أجد مكانا مناسبا في كورنيش قحطان الشعبي لأجلس فيه مع العائلة، بعد أن تبيّن شدة الازدحام في حديقة عدن مول وحدائق ميركور. فمن بعد فندق ميركور وحتى مطار عدن كان الساحل مليئا بالمخزنين والمشيشين، بعضهم افترش الساحل وبعضهم جلس بجوار سياراته. ومرة أخرى تبيّن لي مدى الغياب التام للدولة وتحديدا لوزارة الداخلية في لتفرض احترام الذوق العام في الأماكن العامة في عدن.

وعند بحثي حول موضوع الذوق العام في الأقطار الأخرى تبين لي أن تصرف الأفراد في المجتمعات الغربية يخضع لقواعد السلوك والآداب، التي تنص عليها قوانين وأنظمة تتشابه في مختلف الدول الغربية. ففي فرنسا مثلا تتضمن توجد نظم احترم الآخرين يتم تعليمها للتلاميذ يتم تعليمها ضمن مناهج المدارس الثانوية، فيعلمونهم الالتزام بقانون الذوق العام وارتداء الملابس المناسبة؛ واللغة المناسبة، واحترم الآخرين والتصرف باحترام تجاه البالغين داخل المدرسة وخارجها، والتضامن  مع الضعيف ورفض أي نوع من العنف أو المضايقة؛ واحترام مبدأ المساواة المطلقة بين البنات والبنين، وقواعد التعليم المشترك، والتمسك به. والتصرف بشكل لائق في الأماكن العامة بما في ذلك وسائل النقل.

وفي الأقطار العربية كذلك، هناك قوانين منظمة للذوق العام. في مصر تم إقرار لائحة الذوق العام  سنة ٢٠١٩ ويضم القانون المصري  10 مواد تطبق على مرتادي الأماكن العامة وتوضح ماهية مراعاة الذوق العام. حيث نصت المواد على ضرورة احترام قواعد الذوق العام من عادات وتقاليد المجتمع المصري، ويسري ذلك على كل مرتادي الأماكن العامة من وسائل نقل وشوارع ومتنزهات، ويعطي الحق لوزارة الداخلية بالتنسيق الوزارات المعنية جهات الضبط الإداري المعنية بتطبيق أحكام اللائحة، والآليات المناسبة لإيقاع العقوبات، وله تخويل صلاحية مباشرة أعمال الضبط الواردة في اللائحة أو بعض منها إلى شركات الحراسات الأمنية الخاصة المرخصة، وفقاً لضوابط يصدرها.

ويوضح مشروع القانون أن مخالفة الذوق العام تتمثل في مخالفة وتخطي طوابير الانتظار بالأماكن العامة لغير الحالات المستثناة التي تحددها الجهة المعنية، إضافة إلى إشغال مقاعد ومرافق كبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة، وتجاوز الحواجز للدخول إلى الأماكن العامة.

وينص االقانون على القانون : “تصنف اللائحة تصوير الأشخاص بشكل مباشر دون استئذانهم، أو تصوير الحوادث الجنائية أو المرورية أو العرضية دون الحصول على إذن أطرافها مخالفة من مخالفات الذوق العام، تستوجب معاقبة مرتكبيها. كما تشمل لائحة المخالفات السلوكيات الخادشة للحياء التي تتضمن تصرفات ذات طبيعة جنسية، أو رفع صوت الموسيقى داخل الأحياء السكنية، وتشغيل الموسيقى في أوقات الأذان وإقامة الصلاة، وإلقاء النفايات والقاذورات في غير الأماكن المخصصة لها. وبالنسبة للعقوبات، أتاح القانون المصري تقديم البلاغات المباشرة على رقم مخصص لوحدة أو مركز تقديم البلاغات الخاصة بالذوق العام، وأيضاً تطبيق إلكتروني لأجهزة الأندرويد والأيفون والأيباد والسمارت فون لمباشرة المخالفات ومعرفة موقفها من خلال المواطن مقدم البلاغ وتطبيق العقوبات وتحديد الغرامات.

وفي السعودية تضم  لائحة  الذوق العام التي  صدرت في سبتمبر عام 2019 وعدلت سنة ٢٠٢٣ كثيرا من البنود المتعلقة بالآداب والسلوكيات العامة، المستمدة من قيم المجتمع السعودي ومبادئة وهويته بحسب الأسس والمقومات المنصوص عليها في النظام الأساسي للحكم، والتي يجب على المواطنين والسائحين معرفتها والالتزام بها في الأماكن العامة التي تشمل كلًا من الأسواق، والمجمعات التجارية، والفنادق، والمطاعم، والمتاحف، ودور السينما، والملاعب، والحدائق، والمنتزهات، والطرق، والشواطئ، وغيرها من المواقع التي يتم ارتيادها للعموم.

وبحسب هيئة الخبراء لمجلس الوزراء في السعودية، فتشمل مخالفات الذوق العام ما يلي:

الظهور في مكان عام بزي ولباس غير محتشم أو ارتداء زي أو لباس يحمل صورًا أو أشكالًا أو علامات أو عبارات تُسيء للذوق العام.

الكتابة أو الرسم على جدران مكان عام أو أي من مكوناته أو موجوداته أو أي من وسائل النقل مالم يكن مرخصًا بذلك من الجهة المعنية.

قول أو فعل فيه إيذاء لمرتادي الأماكن العامة والإضرار بهم أو تعريضهم للخطر.

وأتمنى أن تجد مطالبنا بوضع حد للمظاهر السيئة في شواطئنا ومنتزهاتنا وأماكننا العامة آذانا صاغية لدى السلطات المعنية في بلادنا التي أدعوها للإسراع في وضع قانون للذوق العام أسوة بما هو معمول به في الأقطار الأخرى. وأتمنى وأن أستطيع العيد القادم العثور على مكان مناسب في كورنيش قحطان الشعبي الذي يقع أمام سكني.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة عدن تايم , ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت وانما تم نقله بمحتواه كما هو من عدن تايم ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة على المصدر السابق ذكرة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى