من ضحية سرقة إلى بطل.. من هو محطم دفاعات الأهلي السعودي؟

في ليلة كروية استثنائية على ملعب “الجوهرة المشعة”، كتب نادي بيراميدز المصري فصلاً جديداً في تاريخه وتاريخ الكرة المصرية، بعدما أقصى الأهلي السعودي بثلاثية مدوية مقابل هدف، ليتوج بلقب “كأس القارات الثلاث” ويحجز مقعده في نصف نهائي كأس القارات للأندية.

 بطل هذه الملحمة كان رجلاً واحداً، هو المهاجم الكونغولي فيستون مايلي، الذي نصب نفسه جلاداً لدفاعات الفريق السعودي بتسجيله “هاتريك” تاريخيا، لكن خلف هذا التألق المبهر، تكمن قصة إنسانية ملهمة عن الصمود والكفاح، رحلة حولت لاعباً مغموراً من ضحية لعملية سرقة مؤلمة إلى بطل قاري يشار إليه بالبنان.

حلم مصري وصدمة قاسية

لم تكن طريق فيستون مايلي مفروشة بالورود، بدأ مسيرته كأي لاعب أفريقي بسيط، يحلم بعبور الحدود وتحقيق المجد في عالم كرة القدم. من أندية مغمورة في بلاده الكونغو الديمقراطية، مروراً بتألقه مع فيتا كلوب ثم يانغ أفريكانز التنزاني الذي كان بوابته نحو الشهرة، وصل مايلي إلى مصر محملاً بأحلام عريضة وآمال كبيرة بالانضمام لنادي بيراميدز في يوليو 2023. لكن القدر كان يخبئ له اختباراً قاسياً في بداية رحلته المصرية.

ففي أغسطس 2024، وبعد عام واحد فقط من وصوله، تعرض مايلي لصدمة عنيفة، لم تكن في أرض الملعب، بل داخل منزله، استغل أحد مساعديه في المنزل ثقته وسرق مدخرات قيمة، مبلغاً يقدر بنحو 30 ألف دولار أمريكي، وفرّ هارباً. 

كانت ضربة موجعة للاعب ترك أهله وبلده من أجل تأمين مستقبله، كان من الممكن أن تكون هذه الحادثة هي القشة التي تقصم ظهر اللاعب، وأن تدفع به إلى دوامة من الإحباط واليأس وتؤثر على مسيرته الواعدة في الدوري المصري الصعب.

 

تحويل المحنة إلى منحة

لكن مايلي أثبت أن معدنه من ذهب. لم يسقط أو يتراجع، بل استمد من هذه المحنة قوة دافعة ليحولها إلى منحة إلهية. وجد في المستطيل الأخضر ملاذه ومتنفسه للرد على كل الصعاب، فبدلاً من أن يبكي على ماضيه، قرر أن يصنع مستقبله بيديه، أو بالأحرى بقدميه، انفجرت موهبته التهديفية بشكل لافت، وأصبح المهاجم الأول لفريقه وأحد أخطر المهاجمين في القارة السمراء.

كانت البداية مع قيادة بيراميدز لتحقيق إنجاز تاريخي بالفوز بلقب دوري أبطال إفريقيا لأول مرة في تاريخ النادي، وحصد لقب هداف البطولة ليثبت علو كعبه. ولم يكتف بذلك، بل واصل رحلة الصعود والتألق. وجاءت ليلة جدة لتكون بمثابة التتويج الأسمى لقصة صموده.

أخبار ذات علاقة

مباراة الأهلي السعودي وبيراميدز المصري

أضاع تاريخاً.. 5 خسائر مزلزلة تلقّاها الأهلي السعودي بالسقوط أمام بيراميدز

 

من ضحية إلى جلاد في الملاعب

بثلاثيته في شباك الأهلي السعودي، لم يهدِ فريقه لقباً قارياً جديداً فحسب، بل أرسل رسالة قوية للعالم بأن العزيمة والإصرار قادران على تحطيم أقسى الظروف، تحول “مايلي” من لاعب تعرض لسرقة أفقدته مدخراته، إلى “سارق” من نوع آخر؛ سارق للأهداف، وخاطف للبطولات، ومحطم لآمال المنافسين. 

 

 

قصته لم تعد مجرد قصة لاعب كرة قدم متألق، بل أصبحت درساً في تحويل الألم إلى أمل، والمحنة إلى منحة، ليثبت أن الأبطال الحقيقيين لا يصنعون في ظروف سهلة، بل يولدون من رحم المعاناة.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة ارم نيوز , ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت وانما تم نقله بمحتواه كما هو من ارم نيوز ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة على المصدر السابق ذكرة.

اترك تعليق

زر الذهاب إلى الأعلى