لتجنيب الأهلي خسائر فادحة.. ما القرار المصيري الذي يجب أن يتخذه الخطيب؟

يواجه النادي الأهلي المصري، تحت قيادة محمود الخطيب، لحظة فارقة تتطلب قرارا مصيريا لإعادة ضبط بوصلة التعامل مع ملف انتقالات اللاعبين، وتحديدا أولئك الذين باتوا على أعتاب الرحيل إلى أندية منافسة بشكل مباشر.
فقصتا اللاعب المالي أليو ديانغ مع نادي بيراميدز، والجناح أحمد عبد القادر مع الغريم التقليدي الزمالك، لا تمثلان مجرد خسارة فنية محتملة، بل تنذران بخسائر مادية ومعنوية فادحة قد تترك ندوبا عميقة في جسد النادي وجماهيره.
نزيف الأصول والخسارة المزدوجة
على المستوى المادي، يمثل سيناريو رحيل ديانغ المجاني بنهاية عقده ضربة اقتصادية غير مقبولة. فالنادي الذي استثمر في اللاعب وطوره لسنوات ليصبح أحد أبرز لاعبي الوسط في القارة، يجد نفسه الآن مهددا بخسارة أصوله دون أي عائد مالي، بل والأسوأ من ذلك، احتمالية انتقاله لبيراميدز، أحد المنافسين المباشرين على الألقاب المحلية والقارية والمشاركات العالمية، هذا الأمر يسلط الضوء على ثغرة واضحة في سياسة إدارة العقود، حيث يجب أن يكون الحسم هو العنوان الرئيس.
الواقعية التجارية.. قرار لا مفر منه
القرار المصيري هنا يجب أن يتبنى مبدأ “الاستفادة المادية أولًا”، فبمجرد أن يظهر اللاعب عدم رغبته في التجديد قبل فترة كافية من نهاية عقده، يجب على الإدارة أن تتعامل بواقعية تجارية بحتة، وتسعى لتسويقه فورا لتحقيق أقصى استفادة مالية ممكنة، بغض النظر عن وجهته التالية. إن التمسك العاطفي بلاعب قرر الرحيل هو استثمار خاسر، والأولى هو تحويل هذا الأصل إلى سيولة مالية تُستخدم لتدعيم صفوف الفريق.
الضربة النفسية وهيبة الكيان
على الصعيد النفسي، فالأمر أشد وطأة، إن مشاهدة لاعبين يرتدون قميص الأهلي بالأمس، ثم ينتقلون مباشرة لتمثيل ألوان الزمالك أو بيراميدز في اليوم التالي، يمثل ضربة نفسية قوية للنادي وجماهيره، هذه الصفقات، حتى لو لم يكن اللاعبون المعنيون من الركائز الأساسية التي لا يمكن تعويضها فنيا، فإنها تحمل رسالة سلبية عن هيبة النادي وقدرته على الحفاظ على نجومه، الخسارة هنا تتجاوز النقاط الثلاث في الملعب، لتمسّ كبرياء الكيان. فبدلًا من أن يكون الأهلي هو الوجهة الحلم للاعبين، يصبح مجرد “محطة” ينتقلون منها بسهولة إلى منافسيه.
منظومة الاختيار.. خط الدفاع الأول
وهنا يأتي الشق الثاني من القرار المصيري الذي يجب على الخطيب وإدارته اتخاذه، وهو تطوير منظومة الاختيار والانتقالات منذ اللحظة الأولى. يجب ألّا يقتصر الأمر على رد الفعل في نهاية الموسم، بل يجب أن يبدأ بعمل استباقي.
يجب أن ترتكز معايير اختيار اللاعبين الجدد ليس فقط على المهارات الفنية، بل على دراسة متعمقة لشخصية اللاعب وطموحاته ومدى توافقها مع قيم النادي. هل يرى اللاعب الأهلي قمة طموحه، أم مجرد بوابة لتحقيق أهداف أخرى؟ هذا السؤال يجب أن يكون محوريا في أي مفاوضات.
إن تجنيب الأهلي هذه الخسائر الفادحة يتطلب قرارًا مزدوجًا: الأول هو الحسم المادي المطلق مع أي لاعب يرفض التجديد، والعمل على بيعه فورا، والثاني، هو بناء استراتيجية تعاقدات أكثر عمقا وذكاء، تختار لاعبين يشعرون بقيمة القميص الذي يرتدونه، لكي لا يجد الأهلي نفسه في كل نهاية موسم مهددا بخسارة لاعبيه لصالح ألد خصومه.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة ارم نيوز , ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت وانما تم نقله بمحتواه كما هو من ارم نيوز ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة على المصدر السابق ذكرة.