بن مبارك.. بداية فجر جديد

كان أمله أن يستعيد كرامة وطنٍ وشعبٍ، وكان حلمه أن ينعم الجميع بحياةٍ كريمة، خاليةٍ من القهر والظلم والفساد.
خاض حربًا غير متكافئة، ظالمةً بكل المقاييس، ضد وحوش الفساد الذين تحصّنوا بوعود الحلفاء، وأسندوا ظهورهم إلى جدارٍ من سراب. ظنّوا أنهم انتصروا، فارتفع صوت نهيقهم أعلى من صوت الحق الذي يصدح بالكرامة والعدالة لكل إنسان.
اقتحم عشّ الدبابير وخاض المعركة وحيدًا، بلا سندٍ ولا ظهير؛ لا موقفٌ شعبيٌّ قويٌّ يُعزّز عزيمته، ولا نخبةٌ جنوبيةٌ شريفةٌ تمدّ له يد العون. اكتفى الجميع بالمشاهدة، وارتضوا الصمت، وكأنهم شهود زورٍ على لحظة اغتيال الحلم وسقوط الراية.
لقد أسفرت هذه المعركة عن حقيقةٍ صادمة، كشفت زيف “الشرعية” و”الانتقالي”، وأظهرت أن اتفاقهما لم يكن يومًا صراعًا بين خصمين، بل كان تواطؤًا بين وجهين لعملة واحدة؛ عملة الفساد والتبعية التي حوّلت القادة إلى دُمى، تعبث بها الأيادي كما تشاء، متى تشاء، دون إرادةٍ أو قرار.
وبات المشهد أكثر وضوحًا؛ فمن أراد الحكومة، فطريق السير مرسومٌ سلفًا، لا يجوز تجاوزه، ومن يرضى على نفسه وعلى شعبه وضعًا كهذا، لا يُرجى منه خير. تلاشى الحلم، وتبخّر الأمل…
الطريق الوعر الذي سلكه ابن مبارك كلّفه الكثير… وربما أكثر مما يُحتمل، لكنه لم ينحنِ، ولم يتراجع، ولم يساوم على كرامته ولا على وطنه.
واهمٌ من يظن أن المعركة قد انتهت، أو أن ابن مبارك رفع الراية البيضاء واستسلم لسياسة الأمر الواقع.
بل أعتقد أن معركة التحرير الكبرى قد بدأت، وأن القيود التي كانت تعيق طريقه قد تهاوت، فامتلك إرادته، واستعاد حرّيته، وصار له أن يُحلّق عاليًا في سماء الكفاح، حرًّا طليقًا، يبني كيانًا جنوبيًا أكثر قوّةً وصلابة، وأشدّ عزيمةً ووضوحًا في رؤيته. تحالفاته القادمة ستحمل مشروعًا وطنيًا حقيقيًا، وجدولًا زمنيًا لا يعرف التراخي، ولا يقبل التنازل.
وربّ الكعبة، لقد خسروا… وانتصرت
لك منّا ألف سلامٍ وسلام.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صوت الشعب , ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صوت الشعب ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة على المصدر السابق ذكرة.