“فن المقامات” يعود للحياة بين جيل الشباب في العراق (صور)

“فن المقامات” يعود للحياة بين جيل الشباب في العراق (صور)

يشهد فن المقامات في العراق، وهو نوع من الغناء ذي جذور تاريخية، إقبالاً من شبان وشابات معاصرين لم تستهويهم موسيقى الزمن الحالي التي تتسم بالسرعة، وانخرطوا في تعلم فن لا يبدو أنه سيندثر.

ويُقبل المهتمون بهذا الفن التراثي الذي يعكس الهوية العراقية على المؤسسات والمعاهد الرسمية وورشات الموسيقى، لصقل مواهبهم وأخذ أصول هذا الفن وتوارثه من محترفيه.

وشهدت ورشة فنية لتعليم الموسيقى المرافقة للمقامات العراقية نظمها “بيت العود” مطلع الشهر الجاري، وأقيمت بدعوة مفتوحة لجميع المهتمين بالموسيقى والمقام العراقي، إقبالاً لعدد من العازفين والعازفات.

ورغم كون المقامات فنًا قديمًا فقد شارك عشرات العازفين معظمهم من الشبان في هذه الورشة، التي ركزت على تعليم الطلاب عبر أمثلة علمية الأساليب الفنية والدقيقة التي يجب أن يتحلى بها العازف المرافق لقرّاء المقام العراقي.

ونظمت مؤسسات فنية أخرى أمسيات وفعاليات فنية معنية في المقامات في الفترة الماضية، ففي أيلول/سبتمبر الماضي، شارك معهد الدراسات الموسيقية المتخصص بتعليم الموسيقى والغناء التراثي، في فعاليات معرض بغداد الدولي للكتاب بأمسية موسيقية.

ورشة لفن المقامات في العراق

وعرضت فرقة المعهد ومعظم عازفيها من الشبان عرضًا فنيًا قدمت خلاله نخبة من المقامات والموسيقى التراثية.

إضافة إلى المعهد الموسيقي الحكومي وبيت العود العربي لنصير شمّة، فقد أُسست مدارس تُعنى بالمقامات وموسيقاها، منها “بيت المقام العراقي” الذي أنشأته الحكومة عام 1988، و”مؤسسة المقام العراقي” في هولندا.

والمقام العراقي هو لون من الغناء المرتجل يقوم به قارئ المقام يرافقه عازفون، يتألف من مقاطع عدة لا تقبل الزيادة أو النقصان، ولقراءته أصول وقواعد، بالارتجال الكامل الذي يعتمد على السمع وينطق بالحنجرة وبالتنقل على السلالم الموسيقية بطريقة مضبوطة.

طلاب ورشة فن المقامات في العراق

وتوارث العراقيون هذا الفن منذ زمن، وأضافوا إليه ما استحسنوه من أنغام بعض الشعوب الشرقية التي وفدت إليهم في العصر العباسي، وكان يُغنّى في البداية في التقاليد الدينية والقصائد الصوفية، وكذلك استُخدم كأبرز مقامات تلاوة القرآن الكريم.

ومن أهم المقامات الرئيسة: مقام الرست، ومقام النهاوند، ومقام الحجاز، ومقام البيات، ومقام السيكاه، ومقام الصبا، ومقام العجم، ومقام الكرد.

ويصحب المقامات آلات موسيقية تشمل آلة السنطور وهو شبيه بآلة القانون، والجوزة وهي آلة وترية أخذت من مواصفات آلة الكمان، وآلة الإيقاع والرق، ومع الحداثة بدأ مغنو المقام في استخدام آلتي العود والقانون.

ويتكون فن المقام من خمسة عناصر وهي (التهليل، القطع والأوصال، الجلسة، الميّانة، التسليم).

أخبار ذات علاقة

تعبيرية

الرقص والموسيقى والفنون.. كيف تجعل دماغك أصغر سنا؟

وكانت المقاهي العراقية في القرن الماضي تُعد ميداناً لعرض فن المقام، ومدارس خرّجت تلاميذ يتقنون قراءة المقامات، في بغداد ومدن عراقية أخرى كالموصل وكركوك والمدن الكردية والبصرة.

ومن أبرز روّاد فن المقام حديثاً حسين الأعظمي الذي لُقّب بسفير المقام العراقي، وحامد السعدي، وفريدة محمدعلي الملقبة بـ سيدة المقام العراقي الأولى، والتي درست فن المقامات وأسهمت بنقله للعالم من خلال مشاركتها بالمهرجانات الدولية.

ويطالب المهتمون بالفن التراثي والقائمون على تعليمه على الدوام بضرورة تكثيف الدعم الرسمي لفن المقامات، الذي يعد شاهداً على روح بلاد الرافدين تجنباً لاختفاء هذا الإرث الثقافي.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة ارم نيوز , ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت وانما تم نقله بمحتواه كما هو من ارم نيوز ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة على المصدر السابق ذكرة.

اترك تعليق

زر الذهاب إلى الأعلى