رُصد أضخم قرش أبيض كبير مسجّل في المحيط الأطلسي قبالة الساحل الشرقي لكندا، بينما كان يتغذى على الفقمات استعدادًا لفصل الشتاء.

القرش الذي يحمل اسم “كونتندر”، يبلغ طوله نحو 14 قدمًا (أكثر من 4 أمتار)، ويُقدّر وزنه بنحو 750 كيلوغراما وعمره بنحو 30 عاما، وفق ما أعلنت منظمة OCEARCH غير الربحية، المتخصصة في تتبّع الحيوانات البحرية الضخمة.

وقالت المنظمة وفقا لصحيفة “ميرور”، إن القرش أرسل مؤخرا إشارة من أقصى شمال خليج سانت لورانس قبالة شبه جزيرة لابرادور، وهو موقع يُعتبر من أبعد النقاط التي رُصدت فيها أسماك قرش بيضاء على الإطلاق.

وبدأ “كونتندر” رحلته من المياه الدافئة قرب ساحل فلوريدا وجورجيا في يناير الماضي، قبل أن يتجه شمالًا لمسافة آلاف الكيلومترات. 

وخلال الصيف والخريف، يقضي معظم وقته في صيد الفقمات لاكتساب الدهون اللازمة لتحمّل برد الشتاء عند عودته جنوبا.

ويأمل العلماء أن تساعدهم متابعة تحركاته في اكتشاف أول موقع معروف لتزاوج أسماك القرش البيضاء في العالم، وهو لغز حيّر الباحثين لعقود.

ووقال مؤسس بعثة OCEARCH، كريس فيشر (56 عامًا)، إن وجود أسماك القرش البيضاء في تلك المناطق الشمالية يلعب دورًا بيئيًّا مهمًّا.

وأوضح: “عندما تهاجم أسماك القرش مستعمرات الفقمات وتحدّ من أعدادها، فإنها في الواقع تحمي مخزون الأسماك في المحيط. لأن غيابها يعني أن الفقمات ستستهلك كميات هائلة من الأسماك”.

وأشار فيشر إلى أن هذا النوع من القروش قادر على رفع حرارة جسده داخليا للبقاء في المياه الباردة، لكنه يحتاج إلى كميات كبيرة من الطعام.

وشهدت أعداد القرش الأبيض الكبير تراجعا حادا خلال ستينيات وسبعينيات القرن الماضي، حيث وصلت إلى 9% فقط من أعدادها الأصلية.

لكن رصد “كونتندر” اليوم يمثل بحسب فيشر “منارة أمل” لعودة هذا النوع المهدد، ويمنح العلماء فرصة لفهم سلوكياته المعقدة وتوازناته البيئية في المحيط الأطلسي.